وفي مؤتمره الصحفي الاسبوعي، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية "اسماعيل بقائي" ان اليوم يصادف ذكرى الاستفتاء والموافقة على الدستور الايراني عام 1979.
واشار بقائي الى مشاركة وزير الخارجية في منتدى تحالف الأمم المتحدة للحضارات العالمي العاشر في مدينة كاشكايش البرتغالية حيث عقد لقاءات عديدة مع وزراء الخارجية على هامش هذا المنتدى وناقش معهم التطورات الإقليمية الهامة وخاصة التركيز علی وقف الإبادة الجماعية في غزة والجرائم في لبنان.
وتابع المتحدث باسم وزارة الخارجية بأن الوزير عراقجي يقوم حاليا بجولة اقليمية بدأها بالامس الى سورية واليوم توجه الى تركيا، مشيرا الى ان عودة نشاط الجماعات الارهابية التكفيرية في سورية امر في غاية الخطورة ولا بد من التحرك العاجل لوقف أنشطتهم.
وفي سياق اخر ، افاد بقائي بأن اليوم ينطلق اجتماع منظمة التعاون الاقتصادي (اكو) في مشهد على مستوى الخبراء، تمهيدا لعقد الاجتماع الرئيسي غدا.
ولفت انه من الضروري انهاء مأساة اهل غزة المستمرة مع اقتراب موسم البرد ، ووضع حد لهذه الجرائم في أسرع وقت ممكن.
عودة نشاط الجماعات الارهابية في سورية
وفيما يتعلق بالتطورات في سورية، رأى بقائي ان ما يحدث في سورية لا يشكل تهديدا لأميركا، فتنظيم داعش لم يشكل يوما تهديدا لأميركا ومصالحها، متسائلا عما إذا كان الهدف من الوجود العسكري الأمريكي في سورية هو محاربة داعش، في ظل تواجد هذا التنظيم وهيئة تحرير الشام هناك؟
واضاف بان الوجود العسكري الأمريكي في سورية يعد انتهاكا للمبادئ والقوانين السورية المحددة ،واستمرار وجود الإرهابيين في هذا البلد بسبب الوجود الامريكي هناك ايضا.
واوضح بقائي بأن زيارة عراقجي الى تركيا و سورية تهدف لمكافحة الارهاب ونقل رسالة الدعم الإيراني الى السلطات السورية وفي الوقت نفسه الاطلاع على آخر التطورات هناك، معتبرا أنه وعلى المستوى الدبلوماسي، فمن واجب ايران وواجب الدول الأخرى تعبئة المجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب.
وتابع المتحدث باسم وزارة الخارجية بأن تركيا جارة مهمة لسورية ولعبت دورا رئيسيا في صيغة أستانا كما لعبت دورا مفيدا في السنوات الأخيرة لتخفيف التوتر في مناطق مختلفة من سورية.
إخلاء القنصلية الإيرانية في حلب في الوقت المناسب
وفيما يتعلق بوضع القنصلية الإيرانية في حلب السورية ، اوضح بقائي انه ولحسن الحظ تم إخلاءها في الوقت المناسب ولم يصب أحد بأذى، وبحسب القوانين الدولية فإن أي هجوم على الأماكن الدبلوماسية محظور.
الارهاب يميل نحو التوسع
واشار بقائي الى ان تركيا تلعب دورا مؤثرا في القضايا السورية، كما ان روسيا وايران وتركيا بذلن جهوداً كبيرة منذ عدة سنوات في اجتماعات أستانا، مضيفا بان الأتراك قلقون مثل ايران من التطورات في سورية، فالجميع في المنطقة يدرك أن أي انفلات أمني وانتشار للإرهاب في سورية لا يقتصر على سورية فقط لأن الإرهاب لا يبقى متمركزا في مكان واحد بل يميل إلى الانتشار والتوسع وهذا الاهتمام المشترك يجعل دول الجوار تضاعف جهودها لمكافحته.
واعتبر التطورات في سورية معقدة، لكن ما هو واضح أن الرابح الرئيسي من انعدام الأمن في سورية والمنطقة هو الكيان الصهيوني، مشيرا الى انه لم يكن من قبيل الصدفة أن تنشط الجماعات الإرهابية مباشرة بعد وقف إطلاق النار في لبنان ،لان تاريخ هذه الجماعات وارتباطها بالكيان الصهيوني يشهد على ذلك.
وتابع بقائي : ينبغي على جميع الدول الإسلامية والاقليمية أن تأخذ بعين الاعتبار ان الأحداث الأخيرة هي من عمل العدو المشترك للأمن والاستقرار، وهو الكيان الصهيوني.
والمح المتحدث باسم وزارة الخارجية ان التزامات أستانا قد تنتهك مثل الالتزامات الدولية الأخرى، لكن ذلك لا يعني ضياعها أو إضعافها، معربا عن امله في ان يتم مجددا الاستفادة من استخدام صيغة استانا مع الاجراءات التي يتم اتخاذها حاليا ، بما في ذلك زيارة عراقجي الى تركيا ومكالمته الهاتفية مع السلطات الروسية.
هدف محادثات جنيف؛ الحوار وليس التفاوض
وافاد بقائي بأن محادثات جنييف لا تقتصر على المفاوضات النووية والهدف منها واضح وهو الحوار وليس التفاوص، لافتا الى ان ايران تعتمد النقد والرأي الإعلامي في سياستها الخارجية.
واضاف بأن ايران لديها علاقات دبلوماسية مع الترويكا الاوروبية ، والحوار معها امر طبيعي وبما ان هذه الدول كانت متواجدة في المحادثات ونظرا للتطورات الاقليمية تم اغتنام الفرصة للتعبير عن اراء ايران وطرح الامور الشائكة مع الجانب الأوروبي، مضيفا بأن ايران فيما يتعلق بالملف النووي على استعداد للتفاعل على أساس الحقوق والالتزامات التي لديها وفقا للقوانين الدولية.
واكد على ان البرنامج النووي الإيراني سيبقى سلميا بفضل فتاوى قائد الثورة الاسلامية وتقييماتها وحساباتها المبنية على الأمن القومي.
معاقبة الكيان الصهيوني هي مطالبة دولية مشتركة
وفيما يتعلق بصدور مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت من قبل محكمة العدل الدولية، اكد بقائي موقف ايران المرحب بأي عملية تحاسب وتعاقب الكيان الصهيوني ومجرميه، مضيفا بان المطالبة بوضع حد لإفلات قادة الكيان الصهيوني من العقاب، هي مطالبة دولية مشتركة ايضا.متسائلا عن توقيت اتخاذ هذا الحكم بعد 13 شهرا من الابادة الجماعية وما اذا كان هناك عقبات في طريق تنفيذ هذا الحكم.
واشار بقائي الى ان ايران ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية،الا انها تعتبر ان الدول الأعضاء في المحكمة ،التي عليها التزام قانوني بتنفيذ حكم تلك المحكمة ، والدول الأخرى ملزمة بتنفيذ هذا الموضوع استنادا الى القوانين الدولية العامة وضرورة مراعاة حقوق الإنسان.
خدعة ارهابي هيئة تحرير الشام
وفيما يتعلق باختلاف سلوك الجماعات الإرهابية في سورية مقارنة بسلوك الإرهابيين في السنوات السابقة،اوضح بقائي :لا بد من القول إن هيئة تحرير الشام مدرجة على قائمة الجماعات الإرهابية التابعة للأمم المتحدة، كما أن عنفها لا يقل عن ذي قبل، وربما ذكروهم هذه المرة بأهمية الكاميرات والوسائط.ومما لا شك فيه ان طبيعتها السلوكية والفكرية مبينة على العنف والغاء الاخر.
وعن اللقاءات التي عقدت مع المرجعيات الكبرى، اكد بقائي على ان الجميع كان مهتم بقضايا المنطقة وضرورة دعم المقاومة ومحاربة الإرهاب بقوة وهو ما تؤكد عليه ايران ايضا.
وبما ان التطورات في سوريا معقدة للغاية، فمن الطبيعي و بسبب طول أمد الأزمة السورية، أن تتنوع أطرافها. وفي الأشهر الـ 14 الماضية، كثف الكيان الصهيوني هجماته على سورية من أجل مهاجمة القوات والمعدات السورية.
وعليه ، فقد وفرت الإبادة الجماعية في غزة والعدوان على لبنان الأساس لإعداد الجماعات الإرهابية في مناطق مختلفة من سوريا، وتاريخ هيئة تحرير الشام يظهر أن الكيان الصهيوني دعم هؤلاء الإرهابيين لإضعاف سورية والمقاومة وخلق الفرقة والفتنة بين صفوف الدول الإسلامية، لكن هذه المرة العديد من دول المنطقة تدرك هذه القضية.
وهكذا ، استغلت هذه الجماعات الارهابية الاحداث في المنطقة في الاشهر الـ13 الماضية ، ورأت ان هناك فرصة سانحة ومناسبة لمواصلة انشطتها الارهابية .
والمح بان تزامن التطورات الأخيرة في سورية مع وقف إطلاق النار في لبنان والتصريحات الأخيرة للمسؤولين الأميركيين بهذا الخصوص، تشير إلى وجود نوع من التنسيق والتعاون بين الإرهابيين والولايات المتحدة والكيان الصهيوني.
ايران متواجدة في سورية بناء على طلب هذه الدولة
اشار بقائي الى ان ايران وبناء على طلب رسمي من السلطات السورية، تتواجد عبر مستشاريها العسكريين في هذا البلد منذ سنوات لتقديم المساعدة للشعب السوري، موضحا انه تم تقديم العديد من كبار المستشارين الايرانيين شهداء على طريق الاستقرار والامن في سورية والمنطقة .وبالتالي فإن الوجود الإيراني في سورية ليس جديدا، وكان بناء على إرادة وطلب سورية وما زال مستمرا.
واضاف بأن جولة وزير الخارجية هذه تركز على التطورات في سورية، كما انه تعتزم إجراء حوار مع دول المنطقة بشأن المخاطر الناجمة عن عودة نشاط الإرهاب في سورية وآثاره السلبية على المنطقة، وسيتم الاعلان عن الوجهة التالية لوزير الخارجية لاحقا.
ينبغي مضاعفة الجهود لوقف الة القتل الصهيونية
واشار الى ان هذه الجولة ايضا تشمل محادثات مع الدول الضامنة لصيغة أستانا ومع دول المنطقة حول التطورات في غزة ولبنان والكيان الصهيوني الذي لم يلتزم بأي اتفاق ولا يمكن الوثوق به.
وبالاشارة الى انه من الواجب الأخلاقي والقانوني على جميع الدول مضاعفة جهودها لوقف جرائم الكيان الصهيوني،اوضح بقائي بأن ايران قد استخدمت المستوى العالمي والاستعانة بقدرات المحافل الدولية لشرح المعاناة والألم الذي تعرض له قدامى المحاربين الكيميائيين الذين كانوا ضحايا استخدام الأسلحة الكيميائية في فترة الدفاع المقدس (الحرب المفروضة 1980-1988).
وذكّر بأن ألمانيا كانت أحد الموردين الرئيسيين للأسلحة الكيماوية للعراق خلال الحرب، كما اتخذت ايران إجراءات جادة وواسعة النطاق في هذا الصدد واكدت على ان معرفة الحقيقة ضرورية لتحقيق العدالة وهذا مبدأ في المناقشات المتعلقة بحقوق الإنسان.
وتابع انه في مناسبتين على الأقل، خلال إحدى اجتماعات مؤتمر نزع السلاح وفي رسالة أرسلتها ألمانيا إلى وزارة الخارجية الإيرانية،تم ذكر أهمية جلسات الاستماع التي عقدت في المحاكم الألمانية بشأن إرسال الأسلحة الكيميائية إلى العراق خلال الحرب ضد إيران وتم ايضا المطالبة بمعرفة نتائج تلك المحاكم في ألمانيا.
رئيس وزراء الصين يزور إيران لتنفيذ اتفاق 25 عاما
وبخصوص زيارة رئيس الوزراء الصيني إلى طهران الأسبوع المقبل وتوقعات إيران من الصين فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، صرح بقائي بأن مكافحة الإرهاب واجب مشترك على الدول،وبأن جميع الدول المعنية لن تتردد في مساعدة سورية في مكافحة الإرهاب.
وتابع بأن هذه الزيارة تتم في إطار تنفيذ الاتفاق الاستراتيجي بين إيران والصين، ونأمل أن يتم تنفيذ مجموعة التفاهمات في هذه الزيارة.
ايران تعتمد خفض التوتر في برنامجها النووي
وفيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، اكد بقائي على ان هذا البرنامج لا يقوم على المواجهة، بل على محاولة خفض التوتر بشأن البرنامج النووي مع الأخذ في الاعتبار مختلف جوانب التطبيق النووي. وبالتالي فإن الإجراءات التي اتخذت في الأيام الأخيرة بعد قرار مجلس المحافظين يجب أن ينظر إليها بما يتماشى مع تقييم احتياجات إيران في الصناعة النووية.
وحول المزاعم الأميركية بشأن عملية التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكذلك المطالب الإيرانية في المحادثات بين إيران وأوروبا، اوضح بقائي انه وعلی الرغم من موقف ایران لمنع وخفض التوتر بشأن ملفها النووي ،الا انه وفي الوقت نفسه، فإن مواقف الأطراف الأخرى السابقة تظهر أنها تحاول تعطيل هذه العملية.
أمريكا ليست في وضع يسمح لها بالحديث عن هذا الأمر
وقال بقائي: بإصرار هذه الدولة، تم طرح الملف النووي الإيراني على جدول أعمال مجلس المحافظين، في حالة عدم وجود ضرورة، ولم يقدموا أي دليل على تغيير إيران لمسارها.
وتابع :أميركا في الأساس ليست في وضع يسمح لها بالحديث وابداء الرأي في هذا الأمر، لأنها هي سببا في خلق مشاكل للبرنامج النووي الإيراني بينما لا يوجد أي دليل أو وثيقة تشير إلى انحراف البرنامج النووي الإيراني.
وبالتالي فإن مثل هذه التصريحات الصادرة عن أمريكا وغيرها مرفوضة وبمثابة محاولة لتعطيل العملية الطبيعية للبرنامج النووي السلمي الإيراني.
الاستفتاء الشعبي هو الحل الوحيد للقضية الفلسطينية
وأوضح بقائي مؤكدا على موقف ايران من الحل العادل للقضية الفلسطينية والمتمثل منذ البداية بالحل الوحيد عبر اجراء استفتاء مستقل وحر من قبل جميع أبناء الشعب الفلسطيني بكافة اطيافه، بما في ذلك المسلمين والمسيحيين واليهود، لتقرير مصيرهم ومستقبلهم.
انتهى**ر.م