وفي كلمته الثلاثاء، شرح "أمير سعيد إيرواني"، السفير والممثل الدائم للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة، لمجلس الأمن المكون من 15 عضوا في اجتماع المجلس حول التطورات في الشرق الأوسط وسوريا:
وقال إيرواني في كلمته: فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في سوريا، أود التأكيد على النقاط الأساسية التالية:
1. تعلن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مرة أخرى عن دعمها الثابت لوحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها. إن مستقبل سوريا يجب أن يتحدد من قبل شعب هذا البلد فقط دون تدخل أو إملاء أجنبي. ومن الضروري إجراء عملية شاملة محورها السوريون ويمتلكها السوريون بقيادة الأمم المتحدة وفي إطار القرار 2254 (2015). وتشمل هذه العملية صياغة دستور جديد من خلال اللجنة الدستورية التمثيلية وتشكيل حكومة جامعة وشاملة تعكس تطلعات جميع السوريين. وفي هذا السياق، تقدر إيران الجهود البناءة والمشاركة النشطة للممثل الخاص للأمم المتحدة، السيد بيدرسن، في تعزيز هذا الهدف المهم.
2. إن الحفاظ على مؤسسات الحكومة السورية أمر بالغ الأهمية للاستقرار وأساس الحل السياسي الشامل. ويهدد الانهيار المؤسسي بمزيد من التفتت، وتفاقم الأزمة الإنسانية، واستغلال الامور من قبل المتطرفين. وتظهر تجارب الصراعات الماضية أن استمرارية المؤسسات أمر ضروري لتوفير الخدمات الأساسية وسيادة القانون وبناء الثقة. ينبغي على المجتمع الدولي دعم الاستقرار المؤسسي لسوريا واحترام سيادة وإرادة شعب هذا البلد.
3. يجب ضمان سلامة جميع المواطنين السوريين، بما في ذلك حقوق الأقليات والرعايا الأجانب. ويجب حماية الأماكن الدينية والثقافية واحترام حصانة الأماكن الدبلوماسية وموظفيها وفقا للقانون الدولي.
4. تدين إيران بشدة استمرار انتهاك کیان الاحتلال الإسرائيلي لسيادة سوريا وسلامتها الإقليمية. ومن خلال استغلال الوضع الحالي في سوريا، يسعى هذا الکیان إلى تحقيق أهدافه السياسية ويستمر في تدمير البنية التحتية للبلاد. ويجب على مجلس الأمن أن يتخذ إجراءات حاسمة لمواجهة هذه الاعتداءات وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية. وهو عمل يشكل انتهاكا واضحا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات هذا المجلس، وخاصة القرار 350 (1974). وتعلن إيران مرة أخرى عن دعمها الثابت لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والتنفيذ الكامل لمهمتها.
5. يواجه الشعب السوري مشاكل اقتصادية وإنسانية هائلة تتطلب اتخاذ إجراءات فورية. إن إعادة بناء البنية التحتية الحيوية، واستعادة الخدمات، وضمان العودة الآمنة للاجئين والنازحين داخليا، كلها أمور ضرورية لتعزيز الوحدة الوطنية والتعافي. ويجب إعطاء الأولوية للمساعدات الفورية ورفع العقوبات أحادية الجانب المفروضة على سوريا. إن استمرار هذه الأعمال اللاإنسانية وغير القانونية أمر غير مبرر؛ لأنه يضر بشكل غير متناسب بالأشخاص الأكثر ضعفاً، ويؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية وينتهك الحقوق الأساسية للشعب السوري. تقدر إيران الجهود الدؤوبة التي يبذلها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وشركاؤه في المجال الإنساني للتخفيف من معاناة الشعب السوري.
6. إن سورية دولة محورية في المنطقة ويجب أن تستعيد دورها الحيوي في تعزيز السلام والاستقرار بعيداً عن الإرهاب الذي يعتبر تهديداً لجيرانها والمنطقة ككل. يستحق الشعب السوري السلام والكرامة والفرصة لإعادة بناء بلده دون تدخل أجنبي. ويجب على المجتمع الدولي أن يدعم بشكل جماعي وحدة سوريا وسيادتها وإعادة إعمارها، وأن يضمن إعمال حقوق وتطلعات جميع السوريين.
7. لقد لعبت إيران دائمًا دورًا مركزيًا وبناءً في تعزيز السلام والأمن الإقليميين وتكبدت تكاليف باهظة ماديًا وبشريًا في الحرب ضد الإرهاب في سوريا والمنطقة ككل. ولا ينبغي تجاهل هذه الحقيقة التي لا يمكن إنكارها. لسنوات، واستجابة للطلب الرسمي والقانوني للحكومة السورية آنذاك، قدمت إيران دعمها المشروع في الحرب ضد الإرهاب. وبدون الجهود الحثيثة والتضحيات التي بذلتها إيران وحزب الله، كان من الممكن أن تقع سوريا بالكامل تحت سيطرة داعش والجماعات الإرهابية التابعة لها، وکان من المرجح أن يمتد نفوذهم إلى لبنان. ولعبت هذه الجهود دوراً حيوياً في إنهاء هيمنة داعش في العراق وسوريا.
8. تتمتع إيران وسوريا بعلاقات تاريخية وودية تستمر في التطورعلى أساس المصالح المشتركة ومبادئ القانون الدولي. تظل إيران ثابتة في دورها البناء وستعمل مع الأمم المتحدة والشركاء الإقليميين والشعب السوري لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في سوريا والمنطقة ككل.
انتهى ** 2342