طهران/ 21 كانون الاول/ ديسمبر/ارنا- قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الفلسطيني "عبدالباري عطوان": الساحة اليمنية ما زالت متضامنة بالأفعال مع أهلنا في قطاع غزة الذين يواجهون حرب إبادة وتجويع في وقت تخلى عنهم جميع قادة العرب والمسلمين.

وقال عطوان في مقال بصحيفة "رأي اليوم":بعد ساعاتٍ معدودة من العدوان الجوي الإسرائيلي بـ 16 طائرة الذي استهدف مواقع مدنية في العاصمة اليمنية (صنعاء) وميناء الحديدية وتهديد بنيامين نتنياهو بأنه سيقطع اليد التي ستمس كيانه ويدفع صاحبها ثمنا باهظا، جاء رد الجيش اليمني مزلزِلًا، وبصاروخي فرط صوت (فِلسطين 2) وصلت إلى أهدافها في وسط يافا (تل أبيب) وأرسلت صفارات الإنذار التي رصدها مئات الآلاف من المُستوطنين إلى الملاجئ.

واضاف:الساحة اليمنية ما زالت متضامنة بالأفعال مع أهلنا في قطاع غزة الذين يواجهون حرب إبادة وتجويع في وقت تخلى عنهم جميع قادة العرب والمسلمين، وباتوا يواجهون المجازر والتجويع والتعطيش وحدهم دُون أي سند أو دعم، حتى ولو بالمظاهرات الاحتجاجية.

وتابع: نتنياهو المتغطرس قالها وبقمة الوقاحة والغطرسة “بعد حركة حماس وحزب الله ونظام الأسد، أصبح الحوثيون الذراع الأخير المتبقي من محور الشر الإيراني” ولكن مثل هذه التهديدات المصحوبة بالغارات الجوية لن تمر دون رد حيث أعلن السيد محمد علي الحوثي، عضو المكتب السياسي لحركة “أنصار الله” أن “الجرائم التي ترتكبها "إسرائيل" وأمريكا الإرهابيتين ضد اليمن لن تثني اليمن عن القيام بواجبه الإسنادي لأهلنا في قطاع غزة”.

وقال عطوان:هذا هو اليمن الذي نعرفه، ونحبه، صاحب الإرث الأضخم في الكرامة والوطنية ونصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة بعد أن تخلى عنه الجميع تقريبًا، ويكفي هذا الشعب الذي قدم ويقدم يوميا مئات الشهداء، أن هذا اليمن وشعبه يقف إلى جانبه وتتعانق دماء شهدائه مع نظرائهم في القطاع البطل، في هذه اللحظات الحرِجة في تاريخ الأُمة.

تهديدات نتنياهو لن تخيف الأشقاء اليمنيين شعبا وقيادة

واکد أن تهديدات نتنياهو لن تخيف الأشقاء اليمنيين شعبا وقيادة ولن تدفعهم لوقف إسنادهم البطولي للصامدين الأبطال في قطاع غزة، فاليمن لا يهدد ويترك الأفعال هي التي تتحدث باسمه ونيابة عنه ولو كان يخاف لما حقق سابقة عسكرية وتاريخية بقصف ثلاث حاملات طائرات أمريكية بالصواريخ وأعطبها ودفعها إلى الهروب من البحر الأحمر وبحر العرب، ومعظم مياه المحيط الهندي، فالخوف غير موجود مطلقًا في قاموسه والتاريخ يشهد.

وقال عطوان:صواريخ “أنصار الله” ومسيراته هي التي جعلت ميناء “أم الرشراش” (إيلات) في مدخل خليج العقبة يعلن إفلاسه كليا مما يعني وبعد هجمات استهدفت 212 سفينة تجاريّة إسرائيلية، أو تحمل بضائع لدولة الاحتلال، منع أكثر من 86 بالمئة من التجارة البحرية الإسرائيلية عبر البحرين الأحمر والعربي مُتوقفة كليا.

وتابع:القيادة اليمنية لم ولن تذهب إلى الأمم المتحدة باكية شاكية بعد “العدوانات” الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية التي لم تتوقف في استهدافها لمدنه وموانئه وعاصمته ولم توقف هذه القيادة دعمها ومساندتها للأهل في قطاع غزة وجعلت الصواريخ فرط صوت والمسيرات هي التي تتكلم باسمها، بلغة كرامة عربية إسلامية لا لحن فيها.

واکد:نعم نعيش كعرب ظروفا وانتكاسات صعبة على أكثر من جبهة بسبب استسلام حكومات وجيوش عربية للمكر الصهيوني المدعوم أمريكيا ومن دول حزب الناتو وبعض الأنظمة العربية المتواطئة ولكنها مرحلة قاتمة السواد ستمر حتما وسينتفض المارد العربي وسيخرج من قمقم الإذعان المذل، تماما مثلما انتفض أبطال طوفان الأقصى في غزة، وأصابوا العدو في مقتل وأذلوه على الصعد كافة.. والأيام بيننا.

انتهی**1426