وقال خشمان في حديث خاص بوكالة "شهاب" للأنباء إن "تهديدات العدو الصهيوني لا تخيف الشعب اليمني وقيادته الثورية وجيشه ولا تثنيهم عن قرارهم المبدئي في إسناد ومناصرة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر وفي مواجهة حرب الإبادة التي يتعرض لها".
وأضاف: "كل يوم يثبت اليمن وبإصرار على هذا القرار المبدئي القومي والأخلاقي والإنساني وعلى الرغم مما يعانيه من حصار ظالم وعدوان غاشم منذ نحو 10 سنوات".
وأوضح أن اليمن يطبق وبإحكام الحصار البحري على موانيء العدو في البحر الأحمر وفي استهداف السفن المتوجهة نحو هذه الموانئ وأيضاً في ضرب عمق الكيان الغاصب وعاصمته تل أبيب (يافا المحتلة) بالصواريخ البالستية والفرط صوتية من طراز "فلسطين".
واستطرد خشمان قائلا: "ما لهذه التسمية من دلالات وعبر وأيضاً بالمسيرات الإنقضاضية على قواعد عسكرية ومنشآت حساسة واضعة أمن الكيان برمته وحياة مستوطنيه على المحك الذين يهرعون وبالملايين نحو الملاجئ والغرف المحصنة عند كل تحذير تطلقه صفارات الإنذار في الجبهة الداخلية".
وأكد: إن العدو يعيش الكثير من الإحباط وفقدان الوسيلة في مواجهة هذا التهديد الآتي من على مسافة آلاف الأميال.
وذكر: إن كيفية التعامل مع التهديدات اليمنية، موضع خلاف بين القيادات والعسكرية والأمنية في الكيان الصهيوني، مع وجود تقديرات لدى هذه القيادات حول خوض الكيان حرب استنزاف طويلة.
وأفاد بأن ذلك يسقط معه كل محاولات وتهديدات الأمريكيين وحلفائهم الغربيين الجوفاء والفاشلة والذين حشدوا مراراً وتكراراً الأساطيل وحاملات الطائرات التي تقصفها القوات اليمنية وتوقع فيها الخسائر دون أن يرف لها جفن من خوف أو تردد أمام غطرسة وعدوانية الامريكي والغربي.
وبين: ان اليمن ما زال يضع التجارة العالمية والملاحة الدولية في موقف صعب ومأزق لا يمكن الخروج منه، متابعا: "ما الجولة الأخيرة التي جرت في البحر الأحمر في الأيام القليلة الماضية إلا خير دليل وبرهان على هذا الإصرار والالتزام من قبل اليمن وشعبه تجاه فلسطين وأهلها".
وأردف قائلا: اليمن دائماً يعلن أن وقف العدوان على غزة هو المدخل الوحيد لرفع الحصار عن موانيء الكيان ووقف استهداف السفن المتوجهة إليه وأيضا ً وقف استهدافه في العمق الذي بدأ يشكل تهديداً ومخاطراً مقلقة من خلال ضرب مواقع ومنشآت حساسة.
ووفق خشمان، هذه المواجهة المفتوحة والتي دخلت مرحلتها الخامسة ستستمر وبشكل تصاعدي نحو مراحل قادمة لن يستطيع العدو الصهيوني إيقافها، رغم الهجمات التي تشنها طائراته على أماكن متعددة بمشاركة أمريكية وبريطانية تستهدف المدن والمنشآت المدنية ومصافي النفط والموانئ والتي هي بالأصل عانت من القصف والتدمير على مدار سنوات طويلة من "العدوان السعودي والتحالف الغربي الظالم". بحسب تعبيره.
ونبه إلى أن هذه المرحلة تحتاج المزيد من الحذر والوعي لمخططات العدو الصهيوني الذي سيحاول وبشتى الطرق والأساليب الإضرار وإيقاع الأذى والخسائر بالشعب اليمني وقيادته من خلال تنفيذ المزيد من العمليات العدائية الأمنية والعسكرية التخريبية.
وحول مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، عقب خشمان على المستجدات الأخيرة قائلا: الاسرائيليون أنفسهم يشككون في جدية نتنياهو فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار وهذا ما تعبر عنه تصريحات عدد كبير من المسؤولين الإسرائيليين في المعارضة.
وأوضح: إن هذا التشكيك مرده إلى التجارب السابقة من جولات التفاوض والتي كان ينقلب عليها نتنياهو في الأمتار الأخيرة من كل جولة جرت في وضع المزيد من الشروط التي كانت تنسف الآمال وتحبط أهالي الأسرى الصهاينة من إمكانية عودة أبنائهم احياء.
يضاف إلى ذلك تصريحات وزراء حكومة العدو حول الاحتفاظ بوجود في المناطق التي دخلها في فيلادلفيا ونيتساريم وفي شمال القطاع وإنشاء منطقة عازلة تؤمن الأمن والأمان لمستوطنات الغلاف وفقا للكاتب خشمان.
وبين أنه في هذه الجولة يعيد نتنياهو الكرة في وضع العراقيل والعصي في دواليب التفاوض بعد الأجواء التفاؤلية التي أشاعتها عواصم الدول الراعية والضامنة للصفقة والضاغطة لحصولها وهي مصر وقطر الذين يديرون هذه العملية مع شريكهم الأمريكي والذي هو أساساً راعياً للعدوان ومديراً له ويستضيفون الوفود المفاوضة لتأتي الأجواء التشاؤمية التي ظهرت بسبب العراقيل والمواقف المتعنتة التي برزت من قبل الطرف الصهيوني.
ويعتقد خشمان أن "نتنياهو كالعادة سينسف هذه الجولة أيضاً محاولاً ممارسة المزيد من الضغط على المفاوض الفلسطيني بارتكاب المجازر وقتل المدنيين الأبرياء لتحقيق مزيد من التنازلات".
واستدرك قائلا: "لكن باعتقادي هذه التنازلات لن تحصل بسبب صلابة المقاومين وحضورهم في الميدان وهيمنتهم عليه وتكبيدهم للعدو الخسائر الفادحة وبشكلٍ يومي".
انتهی**1426