نيويورك / 9 كانون الثاني/ يناير/ارنا- أعلن "أمير سعيد إيرواني"، سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتشكيل حكومة شاملة في سوريا، واكد ان اتخاذ القرار حول مستقبل سوريا يجب أن يكون من قبل الشعب السوري حصرياً، دون أي تدخل أو فرض خارجي، وقال: إن خروج إيران من سوريا تم أيضاً بشكل مسؤول ومع الأخذ بعين الاعتبار التأثيرات المحتملة على الشعب السوري.

وأضاف أمير سعيد إيرواني، سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء بالتوقيت المحلي خلال اجتماع لمجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط (سورية): أتقدم بالتهنئة الخالصة للجزائر على رئاستها لمجلس الأمن هذا الشهر. وأهنئ أيضاً على انتخاب أعضاء جدد في المجلس، بما في ذلك الدنمارك واليونان وباكستان وبنما والصومال.

وتابع: أغتنم هذه الفرصة أيضاً لأشيد بالجهود المخلصة والمستحقة التي بذلتها الدول الأعضاء غير الدائمين السابقين، الإكوادور واليابان ومالطا وموزامبيق وسويسرا، خلال فترة ولايتهم التي استمرت عامين في المجلس. كما نشكر السيد بيدرسن، المبعوث الخاص، والسيد فليتشر، وكيل الأمين العام، على تقاريرهما القيمة.

وقال ايرواني: فيما يتعلق بالوضع الحالي في سوريا، أود أن أؤكد على النقاط التالية:

1. تؤكد الجمهورية الإسلامية الإيرانية مرة أخرى التزامها الثابت بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها. إن القرارات المتعلقة بمستقبل سوريا يجب أن يتخذها الشعب السوري حصرياً، دون أي تدخل أو فرض خارجي. تدعم إيران تشكيل حكومة شاملة من خلال انتخابات حرة ونزيهة وحوار وطني شامل يضمن تمثيل جميع المجموعات العرقية والسياسية والدينية. ونحن نؤمن بشدة بأن المبادئ والآليات المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2254 أساسية وتنطبق على الوضع الحالي في سوريا. ومن بين الأولويات الأساسية صياغة دستور جديد يكون بمثابة الأساس للحكومة السورية المستقبلية. إن الجدول الزمني المحدد في القرار 2254 عملي وقابل للتحقيق، وأي تأخير في هذه العملية يهدد بتعميق النزاعات الداخلية وزيادة زعزعة استقرار البلاد. تدعم إيران بشكل كامل جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة السيد جير بيدرسن، وتشيد بمشاركته النشطة في تحقيق هذا الهدف الحيوي.

2. كان وجود إيران في سوريا قانونيا، وفقا للقانون الدولي، وبناء على طلب الحكومة السورية في ذلك الوقت. وكانت إيران حاضرة في مختلف أنحاء المنطقة بهدف تقديم المشورة لمكافحة الإرهاب ومنع انتشار انعدام الأمن. وعلى نحو مماثل، تم تنفيذ انسحاب إيران من سوريا بطريقة مسؤولة مع الأخذ في الاعتبار التأثيرات المحتملة على الشعب السوري. ومع ذلك فإن تحقيق السلام والاستقرار والأمن في سوريا، وإنهاء الاحتلال الأجنبي، وضمان سوريا خالية من الإرهاب تظل مبادئ أساسية للسياسة الخارجية الإيرانية تجاه هذه البلاد.

3. مازال الشعب السوري يواجه تحديات اقتصادية وإنسانية حادة، حيث نزح حوالي 1.1 مليون شخص، معظمهم من النساء والأطفال، اعتبارًا من 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024. وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن الأنشطة الإنسانية استؤنفت في المناطق التي تسمح بها الظروف الأمنية، لكن الوصول لا يزال محدودا للغاية الى أجزاء من شمال شرق سوريا بسبب القيود المفروضة على الحركة. تقدر إيران الجهود الدؤوبة التي يبذلها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والشركاء الإنسانيين في تخفيف معاناة الشعب السوري. إن إعادة بناء البنية التحتية الحيوية، واستعادة الخدمات الأساسية، وتسهيل العودة الآمنة للاجئين والنازحين، تشكل خطوات أساسية للتعافي. كما أن العقوبات الخارجية والأحادية الجانب التي فرضتها الدول الغربية على سوريا هي عقوبات ظالمة وغير قانونية ويجب رفعها على الفور. إن استغلال الوضع السوري لفرض شروط سياسية وتقويض سيادة البلاد مقابل تخفيف العقوبات يضر بشدة بالفئات السكانية الضعيفة وينتهك الحقوق الأساسية للشعب السوري.

4. تؤكد إيران على ضرورة احترام حقوق جميع الأقليات في سوريا، بما في ذلك العلويون والشيعة والمسيحيون، وضمان حماية الموظفين والمباني الدبلوماسية وفقاً للقانون الدولي. وعلى نحو مماثل، فإن حماية المواقع الدينية والتراث الثقافي في سوريا أمر ضروري للحفاظ على هوية البلاد ووحدتها. ويجب اتخاذ كافة الإجراءات في إطار الامتثال الكامل للقانون الدولي لضمان سلامة وحقوق كافة الفئات المجتمعية.

5. ظهور الإرهاب من جديد في سوريا، وخاصة الأنشطة السرية للخلايا النائمة المرتبطة بتنظيم القاعدة وتنظيم داعش، يشكل مصدر قلق خطير ومتزايد. وتظل هذه الجماعات الإرهابية قادرة على إشعال فتيل الإرهاب في مختلف أنحاء المنطقة. وقد تفاقمت هذه الأزمة بسبب وجود أكثر من 60 جماعة مسلحة، بما في ذلك المقاتلين الإرهابيين الأجانب، ذوي الأجندات المختلفة والمتناقضة في كثير من الأحيان، مما يؤدي إلى تعميق عدم الاستقرار ويشكل تهديدا خطيرا للأمن الإقليمي والعالمي. ويشكل مصير آلاف المقاتلين التابعين لتنظيم داعش المعتقلين في المعسكرات والسجون في شمال شرق سوريا تحدياً عاجلاً يتطلب اتخاذ إجراءات فورية. ويجب إعادة هؤلاء الأفراد على الفور إلى بلدانهم الأصلية بناءً على جنسياتهم وإخضاعهم للإجراءات القانونية لضمان المساءلة. وتظل إيران ملتزمة بتعهدها بمواجهة الإرهاب الدولي وهي مستعدة للعمل مع الشركاء الدوليين الشرعيين لمواجهة هذا التحدي الحاسم.

6. يبقى الكيان الإسرائيلي يشكل التهديد الأكبر لحاضر سوريا ومستقبلها. ويواصل هذا الكيان الاحتلالي انتهاك سيادة سورية وسلامة أراضيها، بما في ذلك العدوان العسكري والاحتلال المستمر للأراضي السورية. كما ينتهك الكيان قرار مجلس الأمن رقم 497 (1981) برفضه الانسحاب من مرتفعات الجولان المحتلة. وبدعم من الولايات المتحدة واستغلالاً للظروف السورية، وسعت "إسرائيل" احتلالها من خلال الاستيلاء على أكثر من 500 كيلومتر مربع إضافي من الأراضي السورية، ودمرت بشكل منهجي تقريباً كل البنية التحتية العسكرية والبحثية السورية. تعتبر هذه الإجراءات انتهاكا واضحا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. يجب على مجلس الأمن أن يتخذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الانتهاكات ومحاسبة الكيان الإسرائيلي على أفعاله المزعزعة للاستقرار.

7. إن العلاقات الودية بين إيران وسوريا متجذرة في عقود من التاريخ المشترك والروابط السياسية والثقافية القوية، وتستمر في التعمق على أساس المصالح المتبادلة والالتزام بالمبادئ القانونية الدولية. تلتزم إيران بلعب دور بناء والعمل مع الأمم المتحدة والشركاء الإقليميين والحكومة السورية، التي تمثل إرادة شعب هذا البلد، لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في سوريا والمنطقة على نطاق أوسع.

انتهى ** 2342