طهران / 15 كانون الثاني/يناير/ارنا- أعلن رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مساء اليوم الأربعاء، عن التوصّل لاتفاق وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية و”إسرائيل” في قطاع غزة بعد 15 شهرًا من حرب ارتكب فيها الاحتلال أعمال إبادة جماعية وآلاف المجازر، قوبلت بمقاومة شرسة حتى النفس الأخير.

وافاد المركز الفلسطيني للاعلام ان رئيس الوزراء القطري أن الأطراف المشاركة في المفاوضات بذلت جهودًا كبيرة لدفع المحادثات إلى الأمام، معربًا عن شكره لشركاء قطر، مصر والولايات المتحدة، لدورهم المحوري في تحقيق هذا الاتفاق.

وأوضح أن العمل سيستمر الليلة لاستكمال الجوانب التنفيذية للاتفاق، تمهيدًا للبدء بتنفيذه اعتبارًا من يوم الأحد المقبل، مُشيرًا إلى أن الدول الثلاث ستعمل معًا لضمان الالتزام ببنود الاتفاق وتنفيذه بشكل كامل.

وعمّت قطاع غزة فور إعلان وقف إطلاق النار أجواءٌ من الفرح والتكبير والتهليل والهتافات التي تحيّي المقاومة وصمودها الأسطوري الذي أجبر الاحتلال على توقيع الصفقة.

الأفراح تعمّ غزة

وخرج الغزيّون إلى الشوارع تعبيرًا عن الفرح الغامر الذي سيعبد الطريق لإنهاء الحرب وانسحاب الاحتلال وبدء إعادة إعمار قطاع غزة وفتح المعابر لدخول المساعدات والسماح بخروج الجرحى للعلاج في الخارج.

وعبّر المحتفون في شوارع غزة عن اعتزازهم بدماء شهداء الشعب الفلسطيني، وبقادة المقاومة الذين قدموا أرواحهم خلال معركة طوفان الأقصى وعلى رأسهم القائد الشهيد يحيى السنوار والقائد الشهيد إسماعيل هنية والقائد الشهيد صالح العاروري وقافلة القادة، الذين كانوا رموزًا للصمود والتضحية وقيادة المعركة بوجه الاحتلال الغاشم.

تفاصيل التوصل للاتفاق

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أُبلغ بإنجاز صفقة تبادل الأسرى، موازاة مع إعلان جهات عدة عن تفاؤلها بقرب إنجازها في وقت قريب.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي أن خرقا تحقق في المفاوضات وأن إسرائيل تستعد لإنجاز اتفاق الصفقة قريبا، بينما نقلت القناة 13 الإسرائيلية أن نتنياهو سيجري مشاورات مساء اليوم مع أعضاء الوفد الإسرائيلي المفاوض الموجود في الدوحة.

كما نقلت صحيفة معاريف عن مصدر أن الصفقة في طريقها إلى التوقيع.

ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي أن هناك تقدما في مفاوضات الدوحة للتوصل لاتفاق بشأن المحتجزين في قطاع غزة، وأن هناك تفاؤلا بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأنهم غدا على أبعد تقدير.

وتستمر المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة، حيث نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مصادر مطلعة أن المفاوضين استأنفوا اليوم نشاطهم بالدوحة، في مسعى للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة.

ونقلت شبكة “إن بي سي” عن مسؤولين مطلعين أن اتفاق الهدنة في غزة على وشك الاكتمال.

في السياق ذاته، صرح مصدران فلسطينيان قريبان من المفاوضات التي تجري بالدوحة أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي وافقتا على اتفاق وقف النار وصفقة تبادل الأسرى والرهائن.

وأكد مصدر لوكالة الصحافة الفرنسية أن “حماس والجهاد الإسلامي أبلغتا الوسطاء بالموافقة على المسودة النهائية لاتفاق وقف النار وصفقة تبادل الأسرى”، بينما قال مصدر آخر إن “حماس سلمت إسرائيل عبر الوسطاء الرد الإيجابي.. بعد الاتفاق حول كافة النقاط والتفاصيل”.

من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية قد ينعقد الليلة وإن الوزراء عدلوا برامجهم.

وبحسب ما نقلته القناة 12، ينص الاتفاق على الإفراج عن 3 محتجزين باليوم الأول و4 باليوم السابع و3 في اليوم الـ14.

كما يتضمن الاتفاق إطلاق سراح 3 محتجزين في اليوم الـ28 و3 في اليوم الـ35، بينما يُطلق الباقون في الأسبوع الأخير.

انقسام إسرائيلي

من جهته، نقل موقع “والا” الإسرائيلي عن مصادر أمنية أن هناك انقساما في المؤسسة الأمنية بشأن التنازلات التي قد تحصل عليها حركة حماس في الصفقة.

وقال ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية إنه خلافا للأنباء، فإن حركة حماس لم تعط ردها بعد بخصوص الصفقة، غير أن هيئة البث الإسرائيلية نقلت عن مصدر مطلع تكذيب ديوان نتنياهو، مشيرا إلى أن حماس قدمت ردا إيجابيا على إبرام الصفقة.

ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مصادر مطلعة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حقق تقدما لتعزيز دعم الصفقة داخل حكومته، دون أصوات اليمين المتطرف.

في السياق نفسه، قالت صحيفة “يسرائيل هيوم” إن اجتماعا ثلاثيا عقد بين نتنياهو ووزيرا المالية بتسلئيل سموتريتش والحرب يسرائيل كاتس بشأن مفاوضات صفقة التبادل.

وكانت القناة 12 الإسرائيلية قالت إن سموتريتش اشترط للبقاء في الحكومة الإسرائيلية الالتزام بالعودة للقتال بعد اليوم الثاني والأربعين من صفقة التبادل. وأضافت القناة أن سموتريتش اشترط أيضا تقليص المساعدات الإنسانية، والاستيلاء على الأراضي في غزة بشكل دائم.

وكان سموتريتش قال بشأن موقفه من الصفقة المرتقبة إن ما يركز عليه الآن هو تحقيق الأهداف الكاملة للحرب، وفق تعبيره.

اعتراض بن غفير

كما نقلت القناة 12 عن مقربين من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ترجيحهم أن يعترض على صفقة التبادل، دون أن ينسحب من الحكومة.

وكان بن غفير قال خلال مراسم إنشاء وحدة أطلق عليها “الحرس القومي” إن قوة حزبه في الحكومة كانت السبب وراء منع التوصل إلى صفقات غير مسؤولة، حسب تعبيره.

في سياق مواز، نقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية عن مصادر أن مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ومنسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجلس الأمن القومي الأميركي بريت ماكغورك، الموجودَين في المنطقة، أجريا مكالمات مشتركة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وأعرب مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان عن أمله بإتمام صفقة الأسرى في غزة هذا الأسبوع.

وجاء ذلك خلال تصريحات في حدث رمزي نظمه معهد الولايات المتحدة للسلام في واشنطن، وشهد تسليم سوليفان مهامه لمستشار الأمن القومي لترامب مايك والتز.

ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023 شنّ الاحتلال بقوته العسكرية وفرض حصارٍ مشدد، حربًا ضروس على قطاع غزة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث، طالت كل مناحي الحياة حتى أصبح القطاع منطقة منكوبة غير صالحة للعيش، لكن أهلها يتعهدون بإعادة إعمارها من جديد رغم كل ما حلّ بهم.

وخلّف العدوان الإسرائيلي أكثر من 46 ألفًا و707 شهداء، فضلا عن أكثر من 110 آلاف و265 مصابًا، و11ألف مفقود، 70% من إجمالي الضَّحايا هم من الأطفال والنساء، وفق أحدث إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية.

لكن في الأيام الأخيرة برزت أصوات تقول إن أعداد ضحايا حرب الإبادة التي يشنها كيان الاحتلال منذ خمسة عشر شهراً أكبر بكثير من الأعداد الواردة في الإحصاءات الرسمية لوزارة الصحة، إذ نشرت مجلة “ذا لانسيت” نتائج دراسة بريطانية تفيد بأنّ عدد الشهداء منذ بداية الحرب وحتى نهاية حزيران/ يونيو 2024 يزيد عن 64 ألفًا.

انتهى ** 2342