١٧‏/٠٧‏/٢٠١٢، ٥:٤٠ م
رمز الخبر: 80234558
T T
٠ Persons
المقاومة فتحت الطريق للقضاء علي مشروع 'إسرائيل الكبري'

بيروت/ 17 تموز/ يوليو / إرنا – أكد النائب اللبناني من حزب الله نواف الموسوي، أن المقاومة لم تكن تنتظر من المجموعات السياسية في لبنان أن تقدم لها العرفان بالجميل أو أي مقابل علي ما قدمته من تضحيات أدت إلي تحرير الأرضي اللبنانية المحتلة وحققت للبنان العزة والانتصار علي العدو الصهيوني. مشيراً إلي أن المقاومة في لبنان فتحت في العام 2000 الطريق للقضاء علي مشروع 'إسرائيل الكبري'.

واستشهد عضو كتلة 'الوفاء للمقاومة' فی حدیث لوكالة الجمهوریة الإسلامیة للأنباء – 'إرنا'، بما أعلنه رئیس مجلس النواب نبیه بری، عن أنه اتصل بالأمین العام لحزب الله سماحة السید حسن نصر الله منذ الیوم الأول لانسحاب العدو الصهیونی من جنوب لبنان (أیار 2000) وقال له: علینا أن نتلقي لان الذی حققناه (تحریر الجنوب من الاحتلال الصهیونی) سوف ندفع ثمنه وكان یشیر لیس إلا الداخل اللبنانی، وإننی أشیر أیضا إلي الوضع العربی وهذا موجود عندنا لأننا نعرف طبیعة الانقسامات التی كانت قائمة'.

وقال النائب الموسوی: 'لذلك انأ لا أعیر بالا إلي كیف یتلقي الآخرون ما نفعل لان التجربة السیاسیة علمتنا انك علیك أن تصنع الحقائق علي الأرض ثم تحول هذه الحقائق إلي أمر واقع وعلي الآخرین أن یتعاملوا مع الأمر الواقع'.

أضاف: 'إننا فی المقاومة حققنا ما لم یتحقق من قبل وسأشیر إلي ثلاثة تحولات رئیسیة فی وظیفة الكیان الصهیونی لم تحدث من قبل، الأول وهو أن هذا الكیان منذ حرب 1967 التی لم تغیر فی معادلة فی حرب 1973 التی كانت بدایتها ممتازة والجیش السوری وصل إلي بحیرة طبریا والجیش المصری وصل إلي الأمام (اجتاز سیناء) ولكن ولألف سبب تحولت حرب 1973 إلي كارثة علي العرب والي هزیمة.

وتابع الموسوی یقول: 'منذ حرب 1967 أصبح الكیان قوة إقلیمیة كبري قادرة علي احتلال أراض عربیة والاستیطان فیها وبالتالی تحولت أیضا هذه القوة الإقلیمیة إلي ركیزة الهیمنة علي المنطقة بحیث أصبحت تقدم نفسها للقوي الغربیة علي أنها قادرة علي تطویع دول المنطقة وجعلها فی الركب الأمیركی إذا جربت أی دولة الخروج عن الإرادة الأمیركیة. هذا الوضع تفاقم عام 1982 عند دخول القوات الإسرائیلیة إلي لبنان وأصبحت وظیفة الشرطی القوی فی منطقة الشرق الأوسط وهی من تقوم بفرض السیاسات الغربیة ولكن المقاومة ماذا فعلت وهنا أتكلم عن المحطات الثلاث'.

وأوضح: 'فی عام 2000 فتحت المقاومة الطریق للقضاء علي إسرائیل الكبري بمعني أن إسرائیل القادرة علي احتلال أراض والاحتفاظ بها والاستیطان فیها حیث تمكنت المقاومة من إجبار إسرائیل علي سحب قواتها، وبالتالی إذا كانت إسرائیل هذه عاجزة عن الإمساك بمساحة من الأراضی اللبنانیة فهی بالتأكید لم تعد قادرة علي احتلال أراض عربیة جدیدة والمقاومة باتت نموذجا شع فی الساحة العراقیة وأدي إلي تقهقر القوات الأمیركیة واندحاره عن العراق.. انتهت إسرائیل الكبري فی عام 2000 بمعني إسرائیل المتسعة جغرافیا بالاحتلال والاستیطان'.

وأردف الموسوی: 'عام 2006 سقطت إسرائیل بوصفها قوة إقلیمیة كبري بعدما عجزت وهی المؤزرة بدول العالم التی انقسمت بین شریك أو متواطئ أو ساكت لا حول له ولا قوة، ما عدا دولتین سوریا وإیران علي الرغم من الحرب الكونیة (حرب تموز 2006) علي لبنان تمكنت المقاومة من هزیمة العدوان الإسرائیلی وإفشال أهدافه العسكریة والسیاسیة وتحولت إسرائیل من هذه القوة الإقلیمیة الكبري إلي دولة تعیش قلقا وجودیا تبحث عن ضمانات لدي حلفائها الغربیین وتطالبهم بمدها بأسلحة وعتاد'.

وأكد النائب الموسوی قائلاً: 'الیوم وعلي الرغم من أننا لم ندخل حربا إلا أننا فی صدد بلورة تحول جدید فی الكیان الصهیونی تعم من دون حرب وما حصل من تحول فی الاتحاد السوفیاتی من دون حرب خیر دلیل بعدما تفكك بفعل الحرب الباردة' واوضح بان التحول الذی طرأ علي الكیان الصهیونی یتمثل فی أنه قدم لیهود الشتات علي أنه القلعة الحصینة والملاذ الآمن لهم، والیوم اضطر إلي أن یشكل قیادة للجبهة الداخلیة عملها فی اللیل والنهار هو أن تقول للإسرائیلیین ستتعرضون لحرب سیسقط آلاف القتلي.. جهزوا أكیاس الجثث وحصنوا أنفسكم. سائلاً: 'أین أصبحت القلعة والملاذ الآمن الیوم؟'.

وخلص إلي التأكید علي أنه 'وبفعل مراكمة المقاومة وقدراتها الصاروخیة وتعاظم قوتها التسلیحیة والتدریبیة، فإن إسرائیل آخذة فی فقدان وظیفتها كقلعة حصینة لیهود الشتات وملاذ آمن لهم، فأین كنا وأین أصبحنا.. هذا الانجاز سیزداد مع الوقت'.

وعن التهدیدات الصهیونیة المتجددة بشن حرب علي لبنان قال النائب الموسوی: 'نحن وإن كنا ننظر إلي التهدیدات الإسرائیلیة بجدیة كاملة إلا أننا نري أن فی هذه التهدیدات عملیة ردع سیكولوجی (نفسی) أكثر مما هی تحضیر مسرح الحرب لكن لا یعنی أننا لا نتحضر للحرب، والمثل یقول: إذا شئت السلام فعلیك أن تستعد للحرب'.

أضاف: 'فی كل الحضارات المقاومة لا تنظر إلي كل المعزوفات التی تسمعها، هذه لیست لها علاقة بمسار المقاومة علي مستوي التدریب والاستعداد والتجهیز وبناء القوة العسكریة بأشكالها المختلفة ولا فی یوم من الأیام أثرت هذه الحملات بمقدار رأس إبرة فی سعی المقاومة إلي بناء قدراتها وقوتها وهی لا تنظر سوي إلي التهدید الإسرائیلی والي احتمالات العدوان الإسرائیلی وتتصرف علي هذا الأساس، وقیادة المقاومة لا تضع فی حسبانها ولا فی جدول أعمالها الناس الذین یتحدثون عن نزع سلاح المقاومة، فالموجود هو السیر فی خطة التدریب والتذخیر والاستعداد وهی خطة تمشی بسلاسة ووفق الاعتبارات المعروفة'.

انتهی **2080** 2342