تطوير العلاقات الاقتصادية بين ايران والعراق سيسهم في تطوير اقتصاد المنطقة وآسيا

بغداد /16 اذار/ مارس / ارنا - وصف المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء العراقي، زيارة الرئيس روحاني للعراق بانها تحظي باهمية بالغة لاسيما وانها تاتي بعد رفع الحصار عن ايران وانتهاء داعش في العراق، مؤكدا ان العراق يطمح للانتقال من مرحلة التجارة الي الاستثمارات مع ايران وفي شتي المجالات، وهذا سيسهم في تطوير الوضع الاقتصادي في العراق والمنطقة وآسيا .

واضاف د. مظهر محمد صالح، في لقاء خاص مع ( ارنا ) : 'شهدت العلاقات الاقتصادية بين الجمهورية الاسلامية في ايران والعراق تطورا كبيرا وملحوظا اذ وصلت التبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين الي 12 مليار سنويا بعد ان كانت 5 مليارات في الاعوام الاخيرة الماضية، وهذا التبادل في ارتفاع مستمر' .
واشار صالح : ان 'العراق يستهلك مامعدله 1400 ميكا واط من الطاقة الكهربائية يوميا ونحن نؤمن جزء كبيرا من هذه الطاقة من ايران وهي تقوم بسد احتياجات محافظتين عراقيتين للكهرباء علي الاقل، وكذلك مشروع الغاز الايراني الذي سيشغل بعض محطات التوليد الكهربائي والتي يعتمد تشغيلها علي مادة الغاز السائل وتم العمل بها منذ اواخر عام 2009' .
واعتبر ان السلع والمنتجات الايرانية تتماشي مع الذوق الايراني قائلا : اما 'السلع والمواد الغذائية الايرانية فهي تحاكي الذوق العراقي وذلك من خلال الجودة الانتاجية بالاضافة الي تواجدنا كشعبين ضمن منطقة واحدة وهذا حتما يجعل اذواق الشعبين متقاربة جدا كما تجمع الشعبين عادات وتقاليد وطبيعة استهلاك واحدة تقريبا، السوق العراقية دخلتها مواد غذائية ايرانية كثيرة جدا ومتنوعة والشعب العراقي تعود علي استهلاك هذه المواد بالذات' .
واوضح كذلك 'السياحة الدينية وهذه مسألة مركزية واساسية وحساسة، فالعراق هو مركز العالم الاسلامي بالنسبة للسياحة الدينية سواء في النجف الاشرف او في كربلاء المقدسة او في سامراء المقدسة والكاظمية المقدسة في بغداد، العراق هو حاضنة للعالم الاسلامي برموزه الكبيرة ووجود المراقد المقدسة للائمة الاطهار علي ارضه، التدفق الايراني في مجال السياحة الدينية الي العراق يشكل نسبة كبيرة جدا وعدد الزوار الايرانيين الذين ياتون لزيارة العتبات المقدسة يشهد ارتفاعا مستمرا وكذلك زيارة العراقيين الي العتبات المقدسة في ايران الا ان عدد الايرانيين اكثر بكثير من عدد العراقيين باعتبار ان الشعب الايراني يشكل نسبة اكبر بكثير من حيث النفوس، ونحن تجمعنا مع الجمهورية الاسلامية حدود مشتركة كبيرة جدا وهذا ايضا يسهم في ازدهار السياحة الدينية مابين البلدين الجارين الشقيقين' .
وشدد : علي ان 'العلاقة الاقتصادية بالذات مابين الجمهورية الاسلامية في ايران والعراق هي علاقة كبيرة جدا وذلك لان فيها مشتركات كثيرة جدا، ومنها مشتركات جغرافية وتربطنا حدود مشتركة بمساحة 1000 ميل تقريبا وكذلك بيننا مشتركات مائية وامور جغرافية اخري، فمن الطبيعي جدا ان تكون العلاقات الاقتصادية بين البلدين كبيرة جدا' .
وحول جودة الصناعات والانتاج الايراني قال المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء العراقي : 'الصناعات الايرانية والانتاج الايراني والشركات الايرانية لاقت استقبالا كبيرا في العراق وهي تحظي باهمية كبيرة لدي المستهلك العراقي، لذلك انا اعتقد بان الصناعات والنشاطات الزراعية الايرانية ستحضي بمساحة كبيرة في العراق مابين الاستثمارات الاجنبية، والسبب يعود لكثرة وجود المشتركات بين الشعبين الايراني والعراقي، بالاضافة الي امتلاك العراق لاراضي زراعية واسعة وغير مستثمرة، وحتما سيتم في المستقبل من الاستفادة من خبرات الجانب الايراني لاحياء الزراعة في العراق وتطويرها .
وفيما يتعلق بالزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية الاسلامية حسن روحاني الي بغداد قال صالح : انا 'شخصيا اعتبر الرئيس روحاني شخصية تاريخية واحبه كثيرا، وايران محضوضة بوجود الشيخ روحاني، وبلا شك سيكون ضيفا عزيزا علي العراق وشعبه، وستنعكس هذه الزيارة بشكل كبير علي الوضع الاقتصادي للبلدين، فايران صاحبة باع طويل في المجالات الاقتصادية والصناعية والزراعية، والحصار الذي فرض علي ايران ساهم في خلق هالة ايجابية علي الاقتصاد الايراني' .
واكدا'اليوم الاقتصاد الايراني يمثل الاقتصاد السلمي، واقتصادات السلام تزدهر بشكل كبير دائما باعتبار ايران دولة كبيرة وذات اسس اقتصادية متينة وستسهم في بناء وتطوير الاقتصاد العراقي في مجال التعاون المشترك وهذا سوف لايخدم العراق فقط بل سيخدم المنطقة بصورة عامة' .
واضاف حول اهمية هذه الزيارة : ان 'زيارة الرئيس روحاني للعراق تحظي باهمية بالغة لاسيما وانها تاتي بعد امرين اساسيين وهما رفع الحصار عن ايران وانتهاء داعش في العراق، الان داعش يلفظ انفاسه الخيرة وهو ينهزم امام الجيش العراقي والحشد الشعبي والقوي الامنية وابناء العشائر التي تقف في مواجهته وكذلك حركة الاصلاح التي ستسهم في تطوير الاقتصاد والتبادلات الاقتصادية بين البلدين بشكل كبير، لاسيما ان التجارة بين البلدين تجارة شبه حرة ومفتوحة وهذه تجارة تقليدية نحن نطمح بأن يكون للعراق مشروعا في ايران لأيران مشروعا في العراق وهكذا يعني ان ننتقل من مرحلة التجارة الي مرحلة الاستثمارات وفي شتي المجالات، وهذا سيسهم في تطوير الوضع الاقتصادي في المنطقة وآسيا، اود ان تكون هناك استثمارات في المجال الطبي والزراعي والصناعي وفي جميع المجالات' .
وأكد : ان 'العلاقات الاخوية بين ايران والعراق ستشهد تحولا كبيرا فوجود اواصر مشتركة بين الشعبين ستحقق قفزة نوعية في العلاقات وستعزز الروابط الاقتصادية واعتقد ان هذه هي الفلسفة في زيارة الشيخ روحاني الي العراق، فحرب الماضي التي فرضها النظام البائد علي الشعبين العراقي والايراني ستنقلب الي عطاء وخير وسلام مابين البلدين الجارين الشقيقين' .
انتهي** ع ص**1369