واشار الباحث بجامعة برينستون الاميريكية في مقابلة مع وكالة ارنا الى زيارة رئيس الوزراء الياباني الى ايران التي تعتبر الاولى من نوعها منذ أربعين عامًا وقال: ان نية اليابان للتوسط بين الولايات المتحدة وإيران نزيهة وتخدم مصلحة المجتمع الدولي.
واضاف موسويان: ان من بين القوى العالمية، تعتبر اليابان الحليف العالمي الأقرب للولايات المتحدة وفي نفس الوقت تمتاز العلاقات اليابانية مع ايران بانها تقوم على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في شؤون الاخر والتعاون البناء. لذلك الیابان تناسب لهذه المهمة.
وقال مساعد رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني إن فشل باقي الدول في التوسط بين الولايات المتحدة وإيران ليس مؤشرا جيدا لأنه يدل على تفاقم الخصومة والعداء لافتا الى انه لا يوجد أي ضمان لنجاح رئيس الوزراء في هذه المهمة لأن إيران أعلنت بان عودة أمريكا إلى الاتفاق النووي هي شرطها للجلوس على طاولة المفاوضات ومن جهة اخرى ان عودة ترامب الی الاتفاق النووي دون اي تنازلات تعتبر انتحارا سياسيا وفضيحة كبرى داخليا ودوليا فلذلك لا يوجد فرصة لنجاحها.
وحول اسباب طلب الرئيس الامريكي دونالد ترامب من رئيس وزراء اليابان زيارة إيران اوضح موسويان : من المؤكد أن رئيس وزراء اليابان لن يسافر إلى طهران دون الضوء الأخضر من ترامب لكن هذه الزيارة لم تكن بناءً على طلب ترامب بل كانت اقتراحا من جانب آبي نفسه وافق عليها ترامب.
وردا على سؤال هل يمكن اعتبار طلب ترامب إجراء محادثات مع طهران تراجعا عن استمرار سياسة الضغط القصوى على ايران قال موسويان : من السذاجة ان نعتبر ذلك تراجعا، عرض ترامب منذ البداية المفاوضات المباشرة وغير المشروطة وبعد رفض طهران لذلك ازادت العقوبات بشكل لا مثيل لها منذ انتصار الثورة الإسلامية مؤكدا ان تشديد الضغوطات وتكرار اقتراح التفاوض هما من ضمن استراتيجية مخططة ضد ايران.
واوضح ان نجاح رئيس الوزراء الياباني يعتمد على سبعة عوامل:أولاً، على الولايات المتحدة ان تلتزم بمبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الاخر واحترام السيادة الوطنية ووحدة الأراضي الايرانية.
ثانياً، ان الحلول ذات الأبعاد المتعددة تحظى بفرصة أكبر من الحلول الثنائية. على سبيل المثال ، تعتبر قضية أمن الخليج الفارسي وتصدير الطاقة منه حيوية بالنسبة لليابان. سيكون بإمكان رئيس الوزراء الياباني وضع قائمة مطولة من التعاون بين الدول المطلة على الخليج الفارسي امام الولايات المتحدة وإيران ودول المنطقة والقوى العالمية ومجلس الأمن. ستكون المبادرة في إطار الفقرة 8 من قرار مجلس الأمن رقم 598، التي بامكانها احتواء التوتر بين إيران والولايات المتحدة، وبين السعودية وإيران وان تقوض خطر الحرب وان تمهد الطريق امام التعاون الإقليمي لحل الأزمات الراهنة في الشرق الأوسط . كما وسترحب القوى العالمية الأخرى مثل الصين وأوروبا وروسيا والهند بهذه المبادرة.
ثالثاً، على ترامب طرد الشخصيات الأمريكية المتطرفة الداعية للحرب من هيئة صنع القرار الامريكي في موضوع إيران، لانهم سيعرقلون جهوده.
رابعاً، ان يمنع ترامب تدخّل إسرائيل والجبهة العربية بقيادة السعودية والإمارات في العلاقات الامريكية الإيرانية وان لا يسمح لهما باتخاذ القرار للبيت الأبيض.
خامساً ، ان توقف الولايات المتحدة العقوبات والمضايقات لبلدان العالم في القضايا الاقتصادية، ولا سيما تصدير النفط والعلاقات المصرفية والمالية، وان تكون مستعدة للعودة التدريجية للاتفاق النووي.
سادساً، في حال تحقق العوامل الخمسة السابقة، فإن طهران ستكون مستعدة لاحتواء التصعيد مع الولايات المتحدة والدخول في عملية سلمية.
وسابعاً، أن يحفظ الحل النهائي سمعة كل من طهران والولايات المتحدة وان يكون قائما على قاعدة الربح – الربح ، لأنه من غير المرجح أن يستسلم الطرفين بشكل كامل.
انتهى*۱۰۴۹
تعليقك