وفي حوار خاص اجرته معه مراسلة ارنا، اوضح عبدالساتر : ان المذهب الذي يتبعه الرئيس الأميركي ترامب هو مذهب جديد لم يأت أحد من قبله بمثل هذه التوسع في الرؤيا، كان هناك شيء تمارسه الولايات المتحدة الأميركية هي بعض العقوبات على بعض الأشخاص وبعض الدبلوماسيين في الدول نتيجة عمل استخباري، لكن مع الرئيس ترامب أصبحت القضية رؤية و أصبحت مذهبا و مدرسة، أنا أسميتها العسكرة الاقتصادية.
أميركا تريد عسكرة الاقتصاد في العالم، تحارب بالاقتصاد بمنطق العسكر و بمنطق الأمن و هي لديها القدرة أن تأمر الكثير من الدول في العالم كأن هذه الدول أصبحت ملزمة بالامتثال لأوامر الأميركية خشية أن تتعرض هي أيضا للعقوبات.
أميركا وضعت الكثير من الشركات التي التزمت بإتفاقات مع ايران على قائمة العقوبات و إذا ما التزمت بالعقوبات سوف تحرمها من السوق الاميركية فهذه الشركة تقوم بالمقارنة أين الأفضل لها، أن تبقى في السوق الأميركية أو أو تذهب إلى السوق الايرانية. بمنطق التجارة السوق الأميركية أفضل فهي مضطرة أن تلتزم بالعقوبات.
بنظر ترامب أن هذه العقوبات تؤتي ثمارها فلماذا يورط نفسه بحروب وخاصة أنه جاء بوعود إنتخابية أنه ضد الحروب. بعد توليه الرئاسة في الولايات المتحدة هو قال أنه لن يخوض حربا خارج أميركا وهو يتهدد ويتوعد ايران ولا يفعل شيئا ولن يقوم بشيء برأيي.
الشعب الايراني لم يغير موقفه
الملفت هو انه في هذه السنة اشتدت العقوبات على ايران بشكل لا مثيل له، إيران في اسبوع الدفاع المقدس خرجت لتقدم باكورة من التقنيات على مستوى الأسلحة والطائرات المسيرة مما أذهل العالم، هذا يدل على أن الشعب الايراني رغم كل هذه العقوبات لم يغير في موقفه ولم يغير في عقله الإنتاجي حتى لو كان في الأسلحة، ما دام ينتج أسلحة متطورة وهائلة هو بالتأكيد ينتج قضايا اخرى.
الميزانية الايراني في عهد الرئيس الراحل رفسنجاني كانت ثمانين بالمئة تعتمد على النفط، في عهد الرئيس احمدي نجاد وما بعد ذلك بدأت تنحدر لتصل الي عشرين بالمئة، يعني مع كل هذا الحصار ايران استطاعت أن تستغني عن الكثير من العائدات النفطية. هذا بالمنطق الإقتصادي قدرة على زيادة في الإنتاج والإعتماد على أشياء اخرى غير المواد الأولية.
في المقابل هناك ألم لدى المؤسسات والشركات والشعب الايراني نتيجة العقوبات على ايران بالتأكيد ولا أحد ينكر هذه الآثار ولكن عندما تخير الشعوب بين كرامتها وبين عزتها ووطنيتها وبين أن تكون مستهلكة للسلع كيفما كان، بالتأكيد سيستغني عن أي شيء آخر مقابل أن يكون كريم وعزيز.
وتابع عبدالساتر بالقول: اننا شهدنا في الجمعية العامة للأمم المتحدة كان الاميركي يوسط الاوروبي والباكستاني وكل الناس من أجل أن يكون الرئيس الايراني "حسن روحاني" إلى جانب ترامب في صورة،خرج روحاني وقال أن الصورة تكون في نهاية المشهد وليس في بدايتها.
وقال روحاني أنه لا يذهب إلى أي نوع من الإتفاقات والمفاوضات في ظل سياسة فرض العقوبات، هذه الدولة التي تحترم نفسها لا يمكن إلا أن تكون ثابتة على الموقف.
المثل النقيض أنه في الأمس الولايات المتحدة فرضت عقوبات على خمس سفن، ثلاث شركات وشخصين اتهمتهم بأنهم يزودون النفط للقوات الروسية في سوريا، بالمعنى الحقيقي هذا أكبر إستهداف لروسيا بشكل مباشر، هو ليس على شركات روسية وليس على مؤسسات روسية بل على الجيش الروسي مباشرة.
الموقف الايراني امام امريكا اقوى بكثير من الموقف الروسي
الرئيس روحاني يقول إنه لا يذهب للتفاوض مع أميركا وروسيا تقول قرار غير مقبول، في الميزان السياسي الموقف الايراني أقوى بكثير من الموقف الروسي، منتهى ردة الفعل عند الروسي كان أنها قالت قرار غير مقبول، يعني أنه سوف لن تفعل شيء، ايران تقول غير مقبول و أي إعتداء على ايران سوف ترون العجب، تقوم امريكا بتحالف فترد ايران بمبادرة الأمل،تقول ايران أن أميركا ليست جارتكم نحن جيرانكم، هذا هوالموقف الايراني في ظل كل هذه العقوبات.
إيران تعمل في الدبلوماسية بسياسة النفس الطويل وفي سياسة الموقف الثابت، انها أقدمت على شيء لتفشل الحركة الأميركية في العالم، أتت لتقول للعالم أن هذه أميركا التي تبعد عنا آلاف الأميال تأتي إلى المنطقة وتقول أنها تريد أمن الملاحة، أمن الملاحة معني بها الدول المتشاطئة أو دول المنطقة التي تقولون أنها لم تعد آمنة، نجتمع ونقرر أن نفعل ما نفعل.
روحاني قال بالحرف الواحد للسعوديين أن أميركا ليست جارتكم بل ايران هي جارتكم وتعالوا لنتفاهم على الموضوع. وقال أمنكم واستقراركم في خروجكم من حرب اليمن، أوقفوا الحرب على اليمن يؤمن إستقراركم.
مبادرة الرئيس الايراني تنبع من هذه الأهداف رئيسية:
-أولا التسلح بالواقع الجغرفي فهو صاحب الحق و الأكثر وجودا على المساحة المائية التي يتحدث بها.
-ثانيا أنه بحكم الطبيعة الإلهية و بحكم الطبيعة الجغرافية هو الأولى بأن يتحدث في هذه المنطقة.و هذا وافق عليه الروسي و قالت روسيا أن تحالف هرمز تحت مظلة الامم المتحدة؛ يعني هو أيضا أعطى رسالة طمئنة للمجتمع الدولي أن يكون هناك مظلة لمثل هذا التحالف.
وفي جانب اخر من الحوار اضاف عبدالساتر انه لم يعد خافيا على أحد أن تطور الأوضاع في لبنان وخصوصا في الموضوع الإقتصادي والموضوع النقدي في الايام الاخيرة إنما يأتي على خلفية الكثير من القضايا التي بدأت تظهر شيئا فشيئا لكنها كانت تعد على نار هادئة والآن بدأت تظهر على السطع بشكل كبير وما قاله وزير الخارجية اللبناني بان هناك مؤامرات من الداخل لاثارة الفتن يأتي بحكم إطلاعه من خلال الدبلوماسية الواسعة عن كثير من الإشارات التي سبقت مثل هذا الأمر ومنها العقوبات الأميركية التي تتواصل على لبنان وعلى مسئولين ومصارف وشخصيات وشركات وأن البعض في لبنان ذهب إلى تنفيذ بعض الإجراءات الأميركية والإمتثال للطلبات الأميركية مما عكس حال من عدم الإستقرار داخل الأوضاع اللبنانية على المستوى الإقتصادي.
على سبيل المثال ما يحكى عن أن هناك شبكات وموظفون يعملون لصالح الحكومة الأميركية ولوزارة الخزانة الأميركية بالتجسس داخل المصارف اللبنانية على الحسابات وعلى الودائع وهذا هو مصدر الخطر.
وبشأن تصريحات وزير الخارجية جبران باسيل حول ان لبنان يمكن ان يكون جسرا للتواصل بحكم علاقاته الطيبة مع كل من السعودية وامريكا، قال: هذا العرض ينطلق به الوزير الخارجية اللبناني من أن لبنان ممكن أن يلعب دورا في هذا الإطار بحكم الموقع الذي يمثله التيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل وعلاقته الجيدة مع حزب الله اللبناني الذي بدوره لديه علاقات مهمة جدا مع ايران.
ولكن هل بمقدور لبنان أن يلعب هذا الدور؟ في تقديري المطلوب أن يكون من يقوم بمثل هذا الدور لديه علاقات وثيقة ويكون له أيضا وزن في المعادلة الإقليمية و الدولية.
أنا لا أنتقص من لبنان لكن لبنان نفسه لا يستطيع أن يحل مشكلاته الداخلية البسيطة فكيف له أن يقوم بدور وسيط بهذا المستوى، هذا طرح مشكور من وجهة نظر مبدأية، لكن في تقديري أنها رسالة أكثر بكثير من أنها تحمل قدرة حقيقية في هذا الإطار. من يريد أن يقوم بهذه الوساطات وبهذا الدور يجب أن يحظى بعلاقة جيدة مع الجميع كباكستان على سبيل المثال.
وفي جانب اخر من الحوار تطرق الاعلامي عبدالساتر إلي عدم اصدار السفارة الامريكية تأشيرة لوزير الصفة اللبناني و قال: هذا لم يقدم ولن يؤخر في طبيعة الضغوط الممارسة على حزب الله، يعني عدم ذهاب وزير الصحة إلى الولايات المتحدة لا يعتبر ضغطا، الضغوط هي إذا مورس على وزارة الصحة نفسها مباشرة.
وتابع بالقول ان العقوبات الأميركية ليست هي سبب في الوضع الإقتصادي السيئ في لبنان وليست هي سببا مهما في ركيزة الإقتصاد البنيوي اللبناني، العقوبات الأميركية جاءت لتزيد الوضع الإقتصادي تفاقما أو لتزيد الطين بلة وخلق حالة خوف لدى المودعين اللبنانيين ولدى من يحولون الأموال من الخارج ولدى من لديهم أموال في المصارف اللبنانية خشية أن يكون هؤلاء في لائحة العقوبات الأميركية، لكن هذا الأمر باستطاعتنا أن نتجاوزة لأنه لا يشكل عقبة حقيقية لأن العقوبات لا تزال على حزب الله تحديدا أو على بعض الأسماء التي لها بحسب الأميركيين قريبة من حزب الله أو تدعم حزب الله.
وفي موضوع مساعي بعض الدول العربية بما فيها السعودية والامارات والبحرين لمنع وصول السياح الاجانب الي لبنان قال: الذي حدث في جبل لبنان في نهاية شهر حزيران وحادثة قبر شمون شلت الحركة الإقتصادية إلى شهرين. هذا أثر على طبيعة الوافدين من الخارج إلى لبنان، السعودية والإمارات تضغط على لبنان ليس فقط في عدم جعل المواطنين يأتون إلى هنا،هم يتعاطون بكل سلبية مع لبنان وعلاقات لبنان مع هذه الدول هي علاقات شكلية أكثر من أنها علاقات في العمق إقتصاديا و سياسيا تنم عن مشاريع مشتركة.
السعودية تعمل على مبدأ بعض الهبات إلى بعض الجمعيات وبعض المؤسسات في لبنان لكن عمليا ليس هناك أموال تدفع لإحقاق التنمية كما طرحت مثلا ايران معامل إنتاج كهرباء وتسليح الجيش اللبناني بسلاح نوعي. حتى المساعدات الأميركية هي بلا قيمة ومساعداتهم لا تقدم و لا تؤخر.
اليمن قادر على خلق توازن جديد ومعادلة جديدة
وتعليقا علي استهداف منشأت النفط في السعودية وما طرحه اليمن لوقف العدوان السعودي قال الخبير السياسي اللبناني ان ما أعلن عنه الرئيس المشاط لم تلق آذانا صاغية من قبل السعوديين والإماراتيين لعدة أسباب، منها أنها كشفتهم أمام الرأي العام أنهم ضعاف ولم يحققوا شيء و أن اليمن طرحت هذه المبادرة بعد أن أذاقهم العديد من الهزائم وخصوصا ضربة ارامكو، جاءت المبادرة و كأنها بصمة إنتصار علما أن اليمني لا يريد أن يقول هذا الأمر، اليمني كان يريد فعلا مد يد التعاون لإنهاء هذه الحرب المجنونة التي ذاق فيها الشعب اليمني الأمرين لكن هؤلاء في عقولهم الغبية والمتعجرفة توهموا أن هذا الأمر جاء عن ضعف وعن محاولة لاستجداء بشكل أو بآخر.
المسألة الثانية أنهم احرجوا أمام الرأي العام لديهم وشعوبهم أنهم ماذا سيقولون بعد خمس سنوات كانوا يقولون فيها أن الحوثي في المربع الأخير والحوثي سيلفظ أنفاسه و يرفع العشرة. هناك شيء من الفضيحة الداخلية لا يستطيعون تحملها أمام الرأي العام وأمام شعوبهم.
بعد المبادرة اليمنية هناك مئة غارة شنت على اليمن و هناك خمسين شهيد إلى حد الآن. للصبر اليمني حدود ولكن لم يضع وقتا محددا لها.
وختم عبدالساتر: ان الإماراتيین استقدموا ألف مقاتل من اريتيريا إلى داخل المناطق الجنوبية في اليمن وهم يريدون الوصول إلى ميناء المخا على الساحل الغربي الجنوبي وهذا الأمر بالتأكيد سيلاقيه اليمني بشيء ما في الأيام المقبلة. هناك قدرة لدى اليمني في خلق توازن جديد ومعادلة جديدة بعد قصف ارامكو.
تعليقك