وفي الخطبة الاولى لصلاة الجمعة اكد قائد الثورة بان مشاركة عشرات الملايين في مختلف مدن البلاد في مراسم تشييع القائد الشهيد سليماني ورفاقه الشهداء الابرار اثبتت بان الشعب الايراني بكل احزابه وفئاته واطيافه وقومياته ومناطقه الجغرافية وبوحدته منقطعة النظير، نصير للثورة والسيادة الاسلامية والوقوف امام الظلم والتصدي لكل مطامع الحكومات الاستكبارية.
واكد في خطبته بان النصر الإلهي انما يتاتى بالتقوى وقال، ان اردتم النصر الالهي فعليكم بالتقوى.
واضاف: اسبوعان مليئان بالاحداث الاستثنائية مرا علينا نستخلص منهما العبر.
وفي الاشارة الى أيام الله، اكد سماحته ان اليوم الذي خرجت فيه عشرات الملايين في ايران ومئات الالاف في العراق وبعض الدول للمشاركة في مراسم تشييع قائد قوات "القدس" الشهيد الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق الشهيد ابومهدي المهندس ورفاقهما الشهداء في اكبر مراسم توديع في العالم كان من ايام الله.
واضاف، ان اليوم الذي دكت فيه صواريخ الحرس الثوري القاعدة الاميركية كان ايضا يوما من أيام الله، واردف قائلا: ان الايام تنتهي لكن آثارها تبقى في حياة الشعوب.
واوضح ان الله تعالى وراء البعد المعنوي في تلك الأحداث والإرادة الإلهية تقف إلى جانب الشعب الايراني وقال: انه وبعد 41 عاماً من انتصار الثورة اتساءل عن هذه القوة التي أتت بالجموع في التشييع الملاييني للشهيد سليماني.
واضاف قائد الثورة: ان الشعب الإيراني بهذا الحب والوفاء انما جدد البيعة لنهج الإمام الخميني (رض).
واشار الى ان الامبراطورية الصهيونية أرادت أن تتهم قائدنا قاسم سليماني بالإرهاب وبمواجهتها كانت ارادة الحشود الجماهيرية الايرانية.
وقال: ان الإعلام الصهيوني والرئيس الأميركي ووزير خارجيته اتهموا هذا القائد الكبير بالإرهاب، في حين كان من اقوى القادة في مكافحة الإرهاب على مستوى المنطقة.
واضاف، ان هذين اليومين يعدان من ايام الله ومنعطفات التاريخ والصانعة للتاريخ وليسا من الايام العادية.
وقال سماحته، لقد رايتم قدرة الشعب في توجيه الصفعة للقوة المتكبرة المتغطرسة بما يشير الى القدرة الالهية.
واضاف، انني اقول انه وبعد 41 عاما على انتصار الثورة الاسلامية اي قوة كان بامكانها ان تاتي بهذه الحشود الجماهيرية الهائلة الى الساحة ؟ من الذي اوجد كل هذا الحب والحماس والدموع ؟ اي عامل كان بامكانه ان يخلق مثل هذه المعجزة سوى القدرة الالهية ؟ .
واعتبر الشهيد قاسم سليماني بانه كان من اقوى القادة وقائد مكافحة الارهاب في المنطقة وكان يفعل امورا لا يستطيع قادة اخرون ان يفعلوه وقال على سبيل المثال، انه كانت هنالك منطقة محاصرة بالكامل الا ان الشهيد سليماني دخلها بواسطة المروحية وكان هنالك شباب مقدامون ولم يكن لهم قائد يقوم بتوجيههم ولكن وجود القائد سليماني بينهم بعث الحماس فيهم ليطردوا العدو الذي توارى من امامهم.
واشار الى ان العدو الاميركي لم يواجه سليماني في ساحة الحرب بل اغتاله بعملية غادرة وجبانة وهم اعترفوا بذلك فأي خزي وعار اكبر من ذلك لهم.
واشار قائد الثورة الى الامبراطورية الخبرية الصهيونية في العالم وكذلك الرئيس الاميركي ووزير خارجيته سعوا مرارا لاتهام القائد سليماني بالارهاب الا ان الباري تعالى قلب الصفحة ورسمها على العكس مما كانوا يريدون، وليس فقط في ايران بل في مختلف الدول حيّت الشعوب روح الشهيد العظيم واحرقت العلمين الاميركي والصهيوني، وقال، الا ترون يد الله في ذلك بوضوح؟ .
ونوه سماحته الى ان عمليات الاغتيال كانت مختصة بالكيان الصهيوني في السابق حيث اغتال قادة حماس والجهاد الاسلامي واعترف بذلك الا ان الاميركيين كانوا يقتلون الكثير من الافراد في العراق وافغانستان واغتالوا ما استطاعوا الى ذلك سبيلا الا انهم لم يكونوا يعترفون بذلك لكنهم الان اعترفوا بانفسهم باغتيال القائد سليماني، وهنا نرى الارادة الالهية التي ارغمتهم على الاعتراف بانهم ارهابيون، وهل هنالك فضيحة اكبر من ذلك ؟.
واوضح آية الله الخامنئي، ان استشهاد ومراسم التشييع كان احد طرفي القضية والطرف الاخور هو الرد القوي للحرس الثوري (باستهداف القاعدة الاميركية) وكانت ضربة جديرة بالوقوف عندنا الا ان الاهم من الضربة العسكرية هي الضربة التي طالت هيبة وسمعة اميركا كقوة كبرى.
وقال قائد الثورة الاسلامية، لقد اعلنوا بانهم سيزيدون الحظر ضد ايران الا انهم لا يمكنهم باجرائهم هذا اعادة سمعة اميركا المهدورة اليها.
واكد ضرورة الا ننظر الى الحاج قاسم سليماني وابومهدي المهندس كمجرد افراد بل بصفة مدرسة ومنهج وحينها تتضح اهمية القضية.
كما اكد ضرورة عدم النظر الى قوات "القدس" التابعة للحرس الثوري كمجموعة ومنظمة ادارية بل بصفة مؤسسة انسانية وذات حوافز انسانية كبرى وواضحة واضاف، بطبيعة الحال فان كل قواتنا المسلحة من الجيش والحرس الثوري والتعبئة تشكل الاهداف الالهية ركائزها الفكرية.
كما أوضح سماحته ان "داعش" التي اوجدها الاميركان كان الهدف منها ليس العراق وسوريا لوحدهما وانما ايران كانت الهدف المقصود، مستدركا ان الاميركيين يكذبون بقولهم انهم يقفون الى جانب الشعب الايراني الذي شاركت ملايينه بتشييع الشهيد سليماني.
واعتبر افراد قوات "القدس" التابعة للحرس الثوري بانهم مقاتلون بلا حدود ، فاينما تقتضي الحاجة يهرعون لمساعدة شعوب المنطقة وصون كرامة المستضعفين ويضحون بكل وجودهم وقدراتهم للحفاظ على المقدسات والاماكن المقدسة.
واشار الى ان الذين كانوا يطلقون شعار "لا غزة ولا لبنان، روحي فداء ايران" ليسوا مستعدين للتضحية بارواحهم من اجل ايران وقال، ان هؤلاء الافراد لم يضحوا بارواحهم من اجل ايران ابدا ولم يتخلوا حتى عن راحتهم ومصالحهم للحفاظ على امن ايران بل ان القائد سليماني ورفاقه هم من دخلوا ساحة الدفاع عن ايران وضحوا من اجلها.
*مصير المنطقة يكمن في التخلص من الهيمنة الاميركية
واكد قائد الثورة الاسلامية بان قدرة ايران في المقاومة طويلة الامد امام ممارسات اميركا الخبيثة في المنطقة تعزز الروح المعنوية للشعوب وقال، ان مصير المنطقة الوضاء يكمن في التخلص من هيمنة الاستكبار الاميركي وتحرير فلسطين من براثن الصهاينة حيث ينبغي الاقتراب من هذا الهدف بهمم الشعوب.
واكد آية الله الخامنئي ضرورة ازالة عوامل التفرقة من العالم الاسلامي، معتبرا "وحدة علماء الدين لتحديد سبل الحلول الاسلامية في نمط الحياة الاسلامية الحديثة" و"تعاون الجامعات الاسلامية للرقي بالعلم والتكنولوجيا وانشاء البنية التحتية للحضارة الجديدة" و"تنسيق وسائل الاعلام الاسلامية للاصلاح الجذري للثقافة العامة" و"ارتباط القوات المسلحة الاسلامية لابعاد الحرب والعدوان عن المنطقة" و"ارتباط الاسواق الاسلامية لاخراج اقتصادات هذه الدول من هيمنة الشركات الناهبة" و"تبادل زيارات مواطني الشعوب لتعزيز التضامن والوحدة والصداقة" من الطرق الكفيلة بتعزيز الوحدة ونبذ التفرقة.
واكد سماحته بان اعداء ايران والاسلام يريدون تقوية اقتصادهم بمصادر دولنا وتوفير عزتهم بذلة شعوبنا وتقدمهم بتفرقتنا وتدمير انفسنا بانفسنا واضاف، ان اميركا تريد "فلسطين العزلاء امام الصهاينة المجرمين" و"سوريا ولبنان بتصرف حكومات عميلة وتابعة لها" و"العراق وثرواته النفطية تحت هيمنته الكاملة" ولتحقيق هذا الهدف المقيت قامت بارتكاب اكبر اشكال الظلم والاعمال الشريرة كالظروف الصعبة التي خلقتها لسوريا على مدى عدة اعوام والفتن المتتالية في لبنان والاستفزازات واعمال التخريب في العراق.
*حادث الطائرة الاوكرانية
وبخصوص الطائرة الاوكرانية المنكوبة قال قائد الثورة الاسلامية: ان قلوبنا تألمت لحادث سقوط الطائرة المرير، واعرب مجددا عن مواساتي واعتبر نفسي شريكا في العزاء بضحايا حادث الطائرة.
واشار الى ان هنالك نقاط غموض في الحادث، واضاف، انني اشكر قادة الحرس الثوري لايضاحاتهم التي قدموها ولكن ينبغي متابعة القضية والحيلولة دون تكرارها، فالمتابعة مهمة والاهم هو منع تكرارها.
واضاف، انه بقدر ما تالمنا وشعرنا نحن بالحزن من حادث سقوط الطائرة ابتهج العدو بذات القدر، متوهمين انهم حصلوا على مستمسك يمكنهم من التشكيك من خلاله بالحرس الثوري والقوات المسلحة والجمهورية الاسلامية ككل لربما يغطون بذلك على ذلك الحدث العظيم لكنهم اخطاوا في تصوراتهم.
وقال، لقد مكروا لكنهم لم يدركوا بان مكرهم لا تاثير له امام يد القدرة الالهية ولا يمكنهم ان يفعلوا شيئا، فيوم الله المتمثل بمراسم تشييع الشهداء ويوم الله الذي تجلى بدك القاعدة الاميركية لن يزولا من اذهان الشعب بل يصبحان اكثر حيوية يوما بعد يوم.
*القضية النووية
وبخصوص الملف النووي قال قائد الثورة الاسلامية: ان الاجراءات الاخيرة للحكومة البريطانية الخبيثة والحكومتين الالمانية والفرنسية جاءت للتاثير على الاحداث الاخيرة اذ هددت هذه الحكومات باحالة الموضوع النووي الايراني الى مجلس الامن وبطبيعة الحال فان مسؤولي الدولة ردوا عليهم بحزم.
واشار الى ان هذه الدول الاوروبية هي التي دعمت صدام في الحرب المفروضة على ايران (1980-1988) اذ زودته المانيا بالسلاح الكيمياوي لقصف مدننا وجبهاتنا وزودته فرنسا بطائرات "سوبر اتندار" لضرب ناقلات نفطنا كما كانت بريطانيا في خدمة الاعداء وصدام بكل وجودها.
ولفت سماحته الى انه حذر في وقت سابق من هذه الدول الاوروبية الثلاث في موضوع الاتفاق النووي باعتبارها ذيولا لاميركا وانها في خدمة مصالح أمريكا ولا يمكن الوثوق بها.
وشدد قائد الثورة على ان هذه الدول الاوروبية الثلاث اصغر من ان تركع الشعب الايراني مخاطبا اياها بقوله: ان اميركا التي هي اكبر منكم وسيدتكم لم تقدر على تركيع الشعب الايراني فانتم اصغر من ان تتمكنوا من اركاع هذا الشعب.
واكد سماحته بانهم حينما يتفاوضون يكون تفاوضهم مترافقا مع المكر والخداع واضاف، ان هؤلاء الذين يبدون رجالا محترمين خلف طاولة المفاوضات هم انفسهم ارهابيو مطار بغداد (الذين اغتالوا الشهيد سليماني ورفاقه)، مع تغيير الزي فقط. لهم يد حديدية بقفاز مخملي، فيما الذات هي نفسها وهم لا يمكنهم ان يكونوا اناسا يمكن الثقة بهم.
*القوة لا تتمثل بالقوة العسكرية فقط
واكد سماحته بان القوة لا تتمثل بالقوة العسكرية فقط واضاف، انه ينبغي تقوية اقتصاد البلاد وانهاء التبعية للنفط وان تستمر القفزة العلمية والتكنولوجية وان الرصيد لكل ذلك هو حضور الشعب في الساحة.
وقال، انه وفي ظل الجهد والعمل الدؤوب من قبل الشعب والحكومة وفي ظل الوحدة والمشاركة بصبر وثبات وتجنب الكسل والخمول سيصل الشعب الايراني في المستقبل غير البعيد الى مستوى لا يجرؤ معه العدو حتى على توجيه التهديدات لايران.
*الانتخابات البرلمانية
واكد قائد الثورة اهمية الانتخابات البرلمانية القادمة وضرورة المشاركة الفاعلة فيها وقال، ان مشاركة الشعب في الانتخابات ضمانة للبلاد ومن شانها ان تزرع الياس لدى العدو.
وحذر سماحته من محاولات العدو الرامية الى التاثير على الانتخابات وخفض المشاركة فيها.
انتهى ** 2342
تعليقك