تبدلت موازين القوى لمصلحة القضية الفلسطينية بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران

طهران/7 مايو / ايار- ارنا- أكد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين السيد احمد جبريل إن موازين القوى بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران تبدلت لمصلحة القضية الفلسطينية وما نشهده هذه الأيام من انتصارات لفلسطين ومحور المقاومة كان نتيجة بركات هذه الثورة الإسلامية في إيران ومواقفها العملية دفاعا عن قضايا أمتنا وفي طليعتها قضية فلسطين .

و  قال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في حوار خاص مع إرنا، "إن الحديث عن وضع القضية الفلسطينية ويوم القدس العالمي يجعلني أعود بالأمور إلى أصلها وصورتها الكاملة لأن العقيدة والمبدأ والسياسية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية اتجاه القضية الفلسطينية تجلت بأكثر من صورة كان يوم القدس أحد جوانبها الهامة وبعيدة المدى التي تعبر عن بصيرة نافذة لدى الإمام الراحل الخميني رضوان الله عليه ، وهنا نتحدث عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقادتها على كل المستويات الذين ساروا في نفس النهج والمبدأ الذي خطه الإمام الخميني ، أقول ذلك لأنه بعد انتصار الجمهورية الإيرانية تبدلت موازين القوى لمصلحة القضية الفلسطينية وما نشهده هذه الأيام من انتصارات لفلسطين ومحور المقاومة كان نتيجة بركات هذه الثورة الإسلامية في إيران وموافقها العملية دفاعا عن قضايا أمتنا وفي طليعتها قضية فلسطين.

التطبيع مع العدو آخر أشكال  الحروب على القضية الفلسطينية
 و أضاف أمد جبريل أنه "لقد طال أمد النكبة التي حلت بفلسطين بسبب الواقع الإقليمي والدولي المنحاز إلى جانب أعداء امتنا وللأسف بسبب الوضع الرسمي العربي المنقسم على نفسه والذي مازال في معظمه مرتهن للإرادات السياسية الغربية والأمريكية والأكثر من ذلك فهو لايملك شيئا من عوامل الإرادة السياسية الحرة وأنا هنا ،أتحدث عن أنظمة مستعبدة تقوم بدور وظيفي لمصلحة أعداء الأمة حتى احافظ على مصالحها وعلى عروشها وإماراتها وسلطتها لكن هذا لم يجعل شعبنا الفلسطيني يصاب بالإحباط فاستطاع خلال أكثر من سبعين عاما أن يحمي هويته الوطنية بعمقها الإسلامي والعربي ولأجل ذلك قدم التضحيات الجسيمة ومازال يقدم رغم الهجمات المعادية التي ازدادت خطورة وتعددت أشكالها السياسية والعسكرية والتي وصلت في أخطر مراحلها إلى محاولة تزيف الوعي وإدخال اليائس والإحباط إلى عقول وقلوب من يؤمن بعدالة هذه القضية وكان آخر أشكال هذه الحروب على قضيتنا التطبيع مع العدو بل والتحالف والتمحور معه."

و تابع ،الذين ركضوا مع التطبيع العدو الصهيوني لم يقفوا أصلا مع القضية الفلسطينية ولم يقدموا أي دعم لمن يقاوم من أجل تحرير فلسطين بل كانوا يقدمون المال السياسي المسموم من أجل تمرير أفكار مشغليهم ومرجعياتهم السياسية المعادية وإن هؤلاء الحكام هم العبئ الحقيقي لأنهم طعنوا القضية الفلسطينية في الظهر .

و أوضح أن القضية الفلسطينية لقد خسرت مجالات حيوية هامة على امتداد الساحة العربية بسبب هؤلاء المطبعين فبدل أن تكون تلك العواصم عمقا لنضالنا وجهادنا ماديا وسياسيا وثقافيا فأصبحت منصات وقواعد لأعدائنا حيث وصل حد الفجور السياسي أن يحتفل هؤلاء مع العدو بكيانه في ذكرى نكبتنا .

من يسير في طريق المفاوضات والراهن على حلول سياسية مع العدو الصهيوني يجلب الهزيمة لنفسه

وأكد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنه "لا يمكن المقارنة بين مكاسب المقاومة وما حققته في مواجهة العدو وما وصلت إليه المفاوضات معه ،لقد أستطاعت المقاومة حماية القضية الفلسطينية من الاندفاع في وجه محاولات التهويد والتطبيع والحصاربل تمكنت المقاومة وعلى كل جبهاتها أن تسقط المشروع الصهيوني في المنطقة الذي وصل ذروته بالحرب على محور المقاومة من خلال العدوان المباشر على لبنان والحروب على شعبنا في فلسطين وغزة بشكل خاص ومن ثم الحرب الكونية على سورية التي كان الهدف منها اسقاط محور المقاومة الممتد من طهران إلى حزب الله في لبنان إلى دمشق إلى فلسطين ولاشك بأن كل من سار في طريق المفاوضات والراهن على حلول سياسية مع العدو الصهيوني قد جلب الهزيمة لنفسه أولا ولايستطيع مهما حاول أستنساخ تجاربه الفاشلة أن يجد ما يبرر به منطقه أو سياسته فهؤلاء على أرض الواقع فرطوا بالقضية الفلسطينية وفتحوا الطريق أمام كل الجهات والقوى التي كانت تريد التخلص من القضية الفلسطينية كي يعقدوا الأحلاف مع العدو بحجة كاذبة وظالمة لا علاقة لها بشعبنا حين يقولون ( هذا مايريده الفلسطنيون ولن نكون فلسطينين أكثر من الفلسطينين ) إن الفلسطيني هو من يقاتل وهو من يتصدى للعدو بالحجر والسكين لإيمانه العميق بأن قضية فلسطين العادلة لا تحرر ألا بالمقاومة مهما طال الزمن ."

أرض فلسطين المقدسة ليست موضع تقسيم أو تفاوض أو تنازل
 و عن محاولات بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني قال ، "من المحزن أن يكون في ساحتنا الفلسطينية طرف يمد يده للعدو الصهيوني ويطبع معه كما جرى في إتفاق اوسلو هذا الإتفاق الذي ينكر حقنا التاريخي في فلسطين ويتحدث عن وهم إقامة كيان فلسطيني محدود لا يتمتع بالحد الأدني لمقومات السيادة وهذا مانرفضه أصلا من حيث المبدأ لأن أرض فلسطين المقدسة ليست موضع تقسيم أو تفاوض أو تنازل حتى لو عن ذرة تراب واحدة منها لكن هؤلاء جماعة أوسلو وما ارتكبوه من جريمة في حق شعبنا وقضيتنا هم في أبسط الأحوال إن شئنا الحديث بالنوايا والحسابات الخاطئة فقد قدموا للحركة الصهيونية مالم يكن يحلم به عتات المنظرين الصهاينة لكن في السياسية لا مجال للنوايا لأن اتفاقات أوسلو ليست مجرد حسابات خاطئة بمقدار ماهي تعبير عن نهج لا علاقة له بالثورة ومنطق الثوار."

إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية هو الأساس الذي يجب أن نعمل عليه جميعا

و في معرض رده على سؤال حول الانتخابات في فلسطين قال ، إن أي حديث عن انتخابات فلسطينية تحت الاحتلال وتحت مظلة إتفاقات أوسلو هي إمتداد للنهج الذي سار على طريق المفاوضات الكارثية وهي تلبية لقرار دولي يعمل على إيجاد طرف فلسطيني مقبول دوليا حتى يوقع على ضمان أمن الكيان الصهيوني إستراتيجا مقابل سلطة وهمية تختزل القضية الفلسطينية لفتات مايقدمه المجتمع الدولي بموافقة الكيان الصهيوني ولمواجهة ذلك أجزم أن إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أساس برنامج وطني مقاوم وتحالفات صادقة مع محور المقاومة هو الأساس الذي يجب أن نعمل عليه جميعا .

قدرات المقاومة في إطار المحور الشامل تجاوزت حالة الردع التقليدي

و قال عن دور المقاومة في إفشال مخطات أعداء فلسطين إن "قدرات المقاومة في إطار المحور الشامل تجاوزت حالة الردع التقليدي وأصبحت قادرة على تحطيم خطوط العدو وفرض مقدمات الانتصار الكبير وذلك بفضل ما تراكمه من إمكانيات عسكرية ضمن محورها وكذلك بالاستناد إلى إرادتها الجهادية وتكامل جهدها على كامل الجبهات ولعل تراجع العدو وإنكساره أمام الملف النووي الإيراني وقدرة الجمهورية الإسلامية بقيادتها على فرض معالات الانتصار خير دليل على ذلك وهذا مايحصل أيضا في سورية حيث تكرس الإنتصار وبدأت تترجع قوى العدوان ،وفي فلسطين نرى كيف أن شعبنا استطاع وخلال انتفاضة رمضان المباركة أن يثبت للعالم وللمطبعين أن العين تقاوم مخرز والدم ينتصر على السيف حين تكون الإرادة والعقيدة والإيمان أساس فعل المقاومة الذي يبرز الآن في القدس وفي يوم القدس وفي الزمن نعتبره بات زمن فلسطين وقدسها وبالتالي فأن مصير فلسطين الحتمي بإذنه تعالى هو الإنتصار وزوال الإحتلال ويوم النصر الموعود ليس ببعيد بإذنه تعالى ."

انتهى

تعليقك

You are replying to: .