التعاون بين حوزة قم والأزهر في مصر يحمل نتائج مفيدة لمسلمي العالم

طهران/ 16 تموز/ يوليو/ ارنا - قال الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية إن التواصل والتعاون الوثيقين بين حوزة قم والأزهر في مصر يمكن أن يكون له نتائج مفيدة للمسلمين حول العالم في مكافحة التكفير والتطرف.

وفي ندوة افتراضية بعنوان دور المراكز العلمية و الثقافية في تقريب المذاهب الاسلامية، قال حجة الإسلام حميد شهرياري، إن الإسلام يعتبر المسلمين أخوة، وبالتالي يقوي الرابطة العاطفية بين المسلمين، موضحا أن الاخوة تقتضي أن يكون هناك سلام وإصلاح بين الأفراد، كما يقول سبحانه وتعالى "انما المومنون اخوة فأصلحوا بین اخویکم".

وفي إشارة إلى تاريخ إنشاء الأزهر في مصر، قال: لقد أثبت الأزهر في تاريخه أنه كان رائدا في تحقيق الوحدة والأخوة، ومما لا شك فيه أن المؤسسات الدينية الكبرى مثل الأزهر والزيتونة في تونس وحوزات النجف الأشرف وقم قادرة على لعب دور فعال في خلق ثقافة التقريب والوحدة إذا كانت لديها حرية العمل والامكانيات.

وقال الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية إن الدعوة إلى التقريب بين المذاهب الإسلامية لا تعني الاندماج في مذاهب أخرى والتحول إلى مذهب واحد، ولكن مفهوم التقريب هو محاولة التعايش بين المذاهب دون تحيز وعداء، وإن أفضل طريقة عملية للتعامل مع المفاهيم الخاطئة في المذاهب المختلفة هو الحوار، لأن الحوار المباشر واللقاء يمكن أن يحسم الصراع بين المذاهب المختلفة الذي لا مبرر له، ورؤية الأزهر الشريف في الحوار مع الآخرين، وفق القواعد المشتركة لكل البشر حتى يتمكنوا من إدارة اختلافاتهم بطريقة إنسانية من خلال التقارب من بعضهم البعض.

وبخصوص تجارب الأزهر في مصر في التقريب بين المذاهب، قال حجة الاسلام شهرياري، ان مصر لديها خبرة قيمة في التقريب بين المذاهب الإسلامية، وفي أربعينيات القرن الماضي، تم إنشاء جمعية التقريب بين المذاهب الإسلامية في مصر، والتي تميزت بالاهتمام بخصائص المذهبين السنة والشيعية الإمامية، وتعززت فكرة التقريب بعد إنشاء دار التقريب في مصر، وبعدها أصدر الشيخ محمود شلتوت الملقب بالإمام الأكبر فتوى تعترف بمذهب الشيعة الإمامية .

وتابع: كما أصدرت دار التقريب العدد الأول من مجلة "رسالة الإسلام" عام 1949، وبحلول عام 1972 ، تم إصدار 60 عددا من هذه المجلة، كما صدرت في ذلك الوقت، الموسوعة الفقهية على أساس المذاهب الإسلامية الثمانية، وهي الجعفري والزيدي والإباضي والظاهري والمذاهب السنية الأربعة، و في عام 2006 استأنف الأزهر عمل دار التقريب، وقال الشيخ محمود عاشور رئيس الأزهر في هذا الصدد ان مهمة دار التقريب ردم الهوة بين الأمة الإسلامية والتقرب، لأن الاختلاف بين الشيعة والسنة اختلاف فقهي ولا يضر العلاقات بينهما.

وتابع شهرياري: هذا الرأي موجود الآن عند الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الحالي، وهو يقول إن الشيعة إخواننا المسلمين وهناك فتوى مشهورة وواضحة للشيخ محمود شلتوت عن التقريب والوحدة بين الشيعة والسنة.

بمشاركة علماء من ايران و مصر، العراق ، سوريا ، لبنان و امريكا ، اقام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية ندوة افتراضية بعنوان : " دور المراكز العلمية و الثقافية في تقريب المذاهب الاسلامية" .

انتهى** 2344

تعليقك

You are replying to: .