استُهلّ هذا الحفل بقراءة آيات من الذكر الحكيم، تلتها كلمتان للمدير العام لجائزة المصطفى(ص) "مهدي صفاري نيا"، وعضو لجنة التحكيم بالجائزة "حسين نادر منش"، ومن ثم الرد على اسئلة الاعلاميين.
وفي مقدمته للإعلان عن أسماء الحائزين على جائزة المصطفى(ص) بدورتها الرابعة، شكر نادر منش الحاضرين من النخب العلمية و وسائل الإعلام، وعبر عن سروره للتمكن من إقامة مراسم جائزة المصطفى(ص) في موعدها الرسمي الذي يتزامن مع ولادة النبي الأكرم (ص) وأسبوع الوحدة الإسلامية في البلاد.
ثمّ أشار الى الأساسات التي قامت عليها جائزة المصطفى(ص)، قائلا : لقد أعطى الإسلام أهمية كبيرة للعلوم، فرأينا أنه من واجبنا تكريم العلماء والمتعلمين، خصوصاً العلماء المسلمين الذين ساهمت أعمالهم في تبلور العلوم والتكنولوجيا التي نعيشها في وقتنا الحالي، ولهذا السبب تشكلت جائزة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا.
ونوّه عضو لجنة التحكيم بجائزة المصطفى(ص) إلى مساهمة مؤسسة المصطفى(ص) بتعريف العالم بالعلماء المسلمين أمثال البروفيسور "أوغور شاهين"، مخترع لقاح لفيروس كورونا الذي هدد حياة البشرية بشكل جدي وخطير، فقال: لقد قامت مؤسسة المصطفى(ص) بالتعرّف على البروفيسور شاهين قبل اختراعه للقاح كورونا وعرّفته للعالم، كما منحته جائزتها لعام 2019.
وفي معرض التنويه بعملية ترشيح العلماء لنيل جائزة المصطفى(ص)، صرح نادر منش : يتم ترشيح العلماء عبر اسلوبين؛ إحداهما يتم عن طريق تقديم الدول الاسلامية احد النخب العلمية لديها، والأخرى هي طريقة البحث والتقصي، وعلى هذا الأساس تقوم المؤسسة بتعيين قائمة المرشحين الأولية للجائزة.
وأضاف: إن وجود مجموعة من المقالات العلمية المعتبرة للعالم المرشّح لحيازة الجائزة هي من المعايير المهمة، ولكنها ليست كافية؛ إذ يجب أن يمتلك العالم المرشّح للجائزة أثراً أو إنجازاً علمياً قائماً على المعرفة ويسهم عملياً في تحقيق المنفعة للعالم.
وحول لجنة التحكيم، فقال: لدينا أربع مجموعات تحكيمية متخصصة بكل من مجالات العلوم الطبية والحيوية، وعلم النانو وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالإضافة إلى مجموعة تحكيم خاصة بالعلوم الأساسية تحت مسمّى "جميع مجالات العلوم والتكنولوجيا".
وعن الأعمال التي وصلت لجنة التحكيم ونوقشت لحد الان، صرح نادر منش : نحن تسلمنا 515 عملاً في البداية، وبعد شطب الأعمال التي لا تستوفي الشروط الأولية، تبقّى 484 عملاً.
وأردف: من أصل 484 علما يحوز الشروط الأولية، تاهل 213 عملاً الى المرحلة التحكيمية الثانية، حيث تمّ اختيار 41 عملاً منها لمرحلة التحكيم النهائية، وبالتالي اختيار 5 أعمال لاحراز جائزة المصطفى(ص) في دورتها الرابعة.
وفيما يتعلق بـ"الجهود الجبارة" التي بذلتها لجنة التحكيم، قال عضو لجنة التحكيم بجائزة المصطفى(ص): تتكون اللجنة من أكثر من 100 شخص، بالإضافة لوجود حوالي 150 متخصصا آخرين من بلدان العالم المختلفة يتم الاستعانة بهم وقت الحاجة، وقد قضى هذا الفريق أكثر من 20 ألف ساعة عمل في اختيار الحائزين على جائزة المصطفى(ص) في هذه الدورة.
وأعلن نادر منش عن أسماء الحائزين على جائزة المصطفى(ص) بدورتها الرابعة وتخصصاتهم العلمية، وهم على الشكل التالي :
البروفيسور الإيراني كامران وفا، أستاذ الفيزياء بجامعة هارفارد، والذي حصل على الجائزة في مجال الفيزياء النظرية وتحديداً نتيجة لعمله على ما يُعرف "بنظرية F".
الفائز الثاني هو البروفيسور البنجلاديشي زاهد حسن، أستاذ الفيزياء بجامعة برينستون، حيث حصل على الجائزة نتيجة أعماله على أشباه معادن ويل فيرميون في مجال فيزياء الكم.
أما الفائز الثالث فهو البروفيسور اللبناني محمد الصائغ، أستاذ الطب والمناعة في الجامعة الأمريكية في بيروت، وقد حاز على الجائزة نتيجة تقديمه علاجات جديدة لتحسين نتائج الطعم الخيفي الكلوي والقلبي، وذلك في مجال الطب.
الفائز الرابع هو البروفيسور المغربي يحيى تيعلاتي، أستاذ الفيزياء بجامعة محمد الخامس، وقد حاز على الجائزة نتيجه أعماله وجهوده في مجال الفيزياء النظرية والجسيمات، وتحديداً مراقبة الضوء عن طريق مراقبة تشتت الضوء والبحث عن أحادي القطب المغناطيسي.
والفائز الخامس والأخير في هذه الدورة هو البروفيسور الباكستاني محمد إقبال تشودري، رئيس مركز ICCBS في جامعة كراتشي، حيث حاز على الجائزة نتيجة اكتشافه لجزيئات جذّابة ذات تطبيقات علاجية في مجال الكيمياء الحيوية العضوية.
وفي ختام حديثه، أشار نادر منش إلى أن دائرة العلم تشكّل سلسلة متكاملة، إذ أنّ بعض الحائزين على الجائزة يقومون بمنحها للمؤسسات العلمية والتكنولوجيا لتستمر بدورها في إعداد النخب العلمية الشابة وتحقق تكاملاً أكبر لهذه السلسلة.
الى ذلك المدير العام لجائزة المصطفى عبر كلمته لافتتاحية، عن أداء مؤسسة المصطفى(ص) في الدورات السابقة والدورة الحالية، فقال : تم تكريم تسعة علماء في الدورات الثلاث السابقة لجائزة المصطفى(ص)، وسنقوم في هذه الدورة بتكريم خمسة علماء أخرين في كل من مجالي الطب والفيزياء.
وأشار صفاري نيا إلى الخصائص التي تميز جائزة المصطفى(ص) عن باقي الجوائز العلمية، مصرحا ان هدفنا لا يتقصر على معرفة العلماء وتكريمهم لذاتهم فقط، بل نحن نبحث عن العلماء الذين قدّموا آثاراً تخدم العالم بأسره، وليس فقط العالم الإسلامي.
كما نوّه الى القيود التي فرضتها جائحة كورونا على إقامة مراسم الدورة الرابعة لمنح جائزة المصطفى(ص) آملاً السلامة للجميع والتخلّص من هذه القيود في الدورة القادمة للجائزة.
وأضاف: لقد اضطرت مؤسّسة المصطفى(ص) إلى توجيه الدعوة لعدد محدود من العلماء والشخصيات، بمن فيهم وزراء العلوم لدى الدول الإسلامية، وذلك مراعاةً للبروتوكولات الصحيّة، وحفاظاً على صحّة وسلامة العلماء المشاركين في الدورة الرابعة لمهرجان منح جائزة المصطفى(ص).
وفيما يتعلّق بمبلغ الجائزةن قال صفاري نيا: تم تخصيص مبلغ مليون دولار لهذا الدورة؛ 500 ألف دولار للمجالات الطبية، و 500 ألف دولار لباقي مجالات العلوم، حيث أنّه خلافاً للدورات السابقة التي كان يتم فيها إهداء المبلغ للحائزين بشكل نقدي، تقرّر في هذه الدورة تقيسمه إلى دفعتين؛ 80 في المئة تُدفع بشكل نقدي، و20 في المئة يتم تخصيصها للبرامج العلمية التي يقوم بها الحائزون على الجائزة في البلدان الإسلامية.
وفي ختام المؤتمر، قام الصحفيون بتوجيه مجموعة من الأسئلة كان من ضمنها سؤالٌ يتعلق بطريقة تمويل جائزة المصطفى(ص)، وفي الإجابه عليه قال صفاري نيا : يتم تمويل جائزة المصطفى(ص) عن طريق صندوق استثمار جائزة المصطفى(ص) الذي يعتمد على الهبات والنذور الموقوفات العلمية، حيث تبلغ ميزانيته الحالية حوالي الـ 22 مليون دولار.
الجدير بالذكر أن مؤسسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا تقيم أسبوع المهرجان الرابع لمنح الجائزة خلال التفرة من 19 الى 22 تشرين الأول/أكتوبر في مدينة طهران، وذلك تزامناً مع ميلاد النبي الأكرم (ص) وأسبوع الوحدة الإسلامية في ايران.
انتهى ** ح ع
تعليقك