كعادتها تهتم الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالأمور البيئية كما الثقافية منها والسياسية، ومن يتابع أخبارها لا يخفى عليه هذا الاهتمام البالغ بعمليات التشجير ونشر المساحات الخضراء. وكأغلب الدول تخصص إيران يوماً للشجرة لزيادة هذه المساحات على أراضيها في اهتمام بالغ من سائر أطياف المجتمع، بل إنها تخصص أسبوعاً للموارد الطبيعية.
تتمتع ايران بهذه الثروات الطبيعية كثيرا، والتي تضم الغابات والأشجار في مختلف انحاء البلاد، وإضافة الى ذلك هناك سنة حسنة في ايران، وهي زرع الأشجار في منتصف الشهر الإيراني الأخير و هو شهر "اسفند" الذي يتزامن مع 6 آذار/مارس، الذي سمي في ايران "يوم التشجير".
في هذا اليوم يقوم الإيرانيون بزرع الأشجار، وهي ثقافة ايرانية مميزة، يقوم الإيرانيون خلالها باستقبال الربيع والسنة الجديدة، بزرع الأشجار.
كما نرى أن الإسلام حرص على عدم ترك الأرض بوراً دون زراعة، وتشجيعاً لذلك قال رسول الله (ص): "من أحيا أرضاً ميتة فهي له، وليس لِعِرق ظالم حق"، وحث الإسلام على استصلاح الأرض وزرعها، فقال رسول الله (ص): " ما من مسلم يغرس غرساً، أو يزرع زرعاً، فيأكل منه طير أو أنسان، أو بهيمة ، إلا كان له بصدقة".
نستفيد من هذا الحديث أن زرع الشجرة هو صدقة جارية، حتى بعد توفي الإنسان، تبقى الشجرة وخيراتها.
فهذه هي ثقافة اسلامية، يتوجب الحفاظ عليها خلال التاريخ، ولنا القدوة في الأمور من رسول الله (ص) الى امير المؤمنين الإمام علي (ع)، فقد كان الإمام علي (ع) يزرع أشجار النخيل، ويعمل في مزارع النخل التي كانت مشهورة.
هذه الثقافة الإسلامية، رسخت في وجود الإيرانيين، وأصبحت ثقافة ايرانية جميلة، حيث يعتبرون هذا اليوم عيداً ويُحتفل فيه بالأشجار ويُشجع الناس على زرعها والإتناء بها، وزراعة وحماية الغطاء النباتي، وزيادة مساحة الأرض الخضراء، وترميم الغابات الطبيعية، بما في ذلك احداث غابات في شتى انحاء البلاد.
ان اختيار "يوم التشجیر" في ايران يهدف إلى زيادة رقعة المساحات الخضراء، وترميم الغابات الطبيعية بزرع غابات اصطناعية، مع إعطاء المزيد من الاهتمام بالأشجار المزروعة وحمايتها وترميم المساحات الخضراء وزرع مساحات جديدة، بالإضافة إلى حماية الغابات الطبيعية من التعديات.
نشأة الاحتفال بيوم الشجرة
يوم الشجرة أسسه جولياس ستيرلينج مورتون في الولايات المتحدة الأمريكية في ولاية نبراسكا في العام 1872 بعد انتقاله من ولاية ميشيغان إلى ولاية نابراسكا ورغبته في النظر إلى الأشجار. مورتون هو الصحافي الذي أنشا الصحيفة الأولى في ولاية نابراسكا. وقد اقترح يوماً لزراعة الأشجار في اجتماع مجلس زراعة نابراسكا في الرابع من شهر يناير1872 واحتفل بيوم الأشجار في 10 أبريل في تلك السنة. وفي عصرنا هذا تحتفل كثير من دول العالم بهذا اليوم عبر زراعة الأشجار.
التشجير في إيران
بدأت الفكرة في العادات الدينية القديمة ويحتفل بالعيد في دول كثيرة اليوم. ومن بين هذه الدول إيران، حيث يحظى التشجير في إيران بمكانة خاصة.
ويشير التاريخ إلى أن الإيرانيين القدامى كان لديهم احتفالات خاصة بهذه المناسبة وكانوا يقومون بزرع الأشجار ويحترمون الأرض والزرع ويحتفل بهذا اليوم في تاريخ 6 مارس.
كما يتم إحياء أسبوع الموارد الطبيعية منذ 6 حتى 13 مارس، وينتشر أبناء الشعب الإيراني في هذا اليوم في الحدائق والغابات وفي جميع أرجاء المدن ويقومون بغرس الأشجار، ويستقبل الإيرانيون العام الجديد (عيد النوروز) عبر غرس الأشجار.
كما وأنه ولنشر هذه الثقافة الإيرانية الجميلة يقوم كبار المسؤولين الإيرانيين بزرع الأشجار بأيديهم، كل سنة في هذا العام ويعتبرونه يوما مباركا، وكذلك يقوم قائد الثورة الإسلامية والرئيس الإيراني بهذا العمل الجميل.
انتهی 1049
تعليقك