واقدم زعيم احد الفرق اليمينية المتطرفة في السويد "راسموس بالودان" وانصاره في مدينة لينكوبينغ السويدية، يوم الجمعة 15 ابريل، على جريمة حرق القران الكريم؛ مما اثار موجة غضب واحتجاجات داخل السويد وبعض الدول الاسلامية.
ويحمل راسموس بالودان، الذي الجنسيتين الدنماركية والسويدية ويتزعم حركة “سترام كورس” أو “الخط المتشدد”، كان قد ابتدأ جولة في بعض المدن السويدية بهدف الدعوة إلى تحريم ديانة الإسلام وطرد المهاجرين المسلمين وغير الغربيين إجمالاً، كما ان جولته تتضمن حرق نسخ من القرآن.
وقد أعلنت الشرطة السويدية أنها تطبق قانون صيانة حق التعبير وحماية التظاهرات المرخص لها، ولذلك فقد تكفلت بضمان أمن المسيرات التي قادها بالودان، مما أثار احتجاج المتظاهرين المناهضين للحركة العنصرية كما دفع بعض الساسة والمراقبين السويديين إلى الاستغراب من هذا الأسلوب في حفظ حرية التعبير.
وفي هذا السياق اعربت رئيسة وزراء السويد ماغدالينا أندرسون عن اشمئزاز شخصي من آراء بالودان ومواقفه، معتبرة أنه معتوه لكن الديمقراطية تكفل حتى للمعتوهين الحق في التظاهر والتعبير، ولهذا رأت أن الاعتداء على رجال الشرطة الذين أمّنوا تحركات الخط المتشدد هو اعتداء على ديمقراطية الشعب السويدي.
التاكيد على ضرورة رد قوي من السلطات السويدية وانزال اشد العقوبات بحق المتطرفين
وطالبت وزارة الخارجية الإيرانية، السلطات السويدية بالرد القوي والصريح على إحراق نسخة من القرآن. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، في تصريح صحفي، إن بلاده تدين إحراق القرآن الكريم في السويد من قبل شخص دنماركي عنصري بذريعة حرية التعبير تحت رعاية الشرطة السويدية.
كما استنكر خطيب زاده التكرار المتعمد لهذا العمل المهين خلال شهر رمضان المبارك بهدف إيذاء مشاعر المسلمين في السويد وحول العالم.
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية العراقية تبليغ القائم بأعمال السفارة السويدية احتجاج الحكومة بشأن إحراق نسخة من القرآن الكريم.
من جانبه أدان حزب الله في لبنان بشدة، في بيان له إقدام بعض المتطرفين في السويد على حرق نسخ من القرآن الكريم، ودعا السلطات السويدية لتجريم الفاعلين وإنزال أشد العقويات الرادعة بحقهم.
وجاء في البيان إننا ندعو السلطات السويدية الى تجريم الفاعلين وانزال اشد العقويات الرادعة بحقهم لمنع تكرار مثل هذه الحوادث البغيضة، كما ندعو في الوقت عينه الى استلهام المبادىء الإنسانية السامية التي جاء بها القرآن الكريم والتي تحض على الحوار والتسامح وقبول الآخر.
ودانت رابطة العالم الإسلامي العمل العبثي المشين الذي قام به بعض المتطرفين في السويد، بالإساءة لنسخة من المصحف الشريف والتحريض ضد المسلمين، محذرةً من خطورة أساليب إثارة الكراهية، واستفزاز المشاعر الدينية، التي تؤجج مشاعر العداء والانقسام في المجتمعات وتسيء لقيم الحرية ومعانيها الإنسانية، ولا تخدم سوى أجندات التطرُّف والتطرُّف المضاد.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن الأمين العام للرابطة، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، دعوته للمسلمين في السويد وحول العالم إلى «استحضار المنهج الإسلامي الرفيع الداعي لمعالجة الأمور بالحكمة لتفويت الفرصة على رهانات التطرف والتي لاتمثل في جميع الأحوال سوى كراهيتها ومجازفاتها الخاسرة، ولا تمثل قيم الشعب السويدي النبيل وما يتميز به من الاحترام للجميع وإشاعة روح الأخوة والمحبة، ولاسيما مواقفه المعلنة الرافضة للكراهية والعنصرية.
والأردن كانت ضمن الدول التي اعربت عن ادانته وعبر الناطق باسم وزارة الخارجية هيثم أبو الفول، قالت إن “هذا الفعل مدان ومرفوض، ويتنافى مع جميع القيم والمبادئ الدينية، ومبادئ حقوق الإنسان، والحريات الأساسية، ويؤجج مشاعر الكراهية والعنف، ويهدد التعايش السلمي”.
وفي مصر قال وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة إن قيام أي من المتطرفين بحرق المصحف عنصرية مقيتة تجرح مشاعر جميع المسلمين وتؤجج مشاعر الكراهية وتضر بدعوات العيش المشترك والسلام الإنساني والعالمي.
ووصفت الخارجية القطرية ما جرى بأنه عمل تحريضي واستفزاز خطير لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم.
انتهى**1110
تعليقك