وشرح المتحدث الرسمي بإسم الحركة " نصر الشمري" في حوار خاص مع ارنا، العقبات امام تشكيل الحكومة العراقية، مشيرا الى العوائق التي تضعها التيارات العميلة والحليفة لواشنطن امام تشكيل الحكومة.
ولكم فيما يلي نص الحوار:
*ما هي تطورات انتخاب رئيس الوزراء، وما هي الاسباب والعوامل التي تمنع من اتخاذ القرار وانهاء هذا الملف؟
لحد الان لاتوجد بوادر انفراج ازمة اختيار رئيس الوزراء. احد الاسباب التي تمنع انتخاب رئيس الوزراء هو تمسك السيد مقتدى الصدر بتشكيل حكومة "اغلبية وطنية" حسب تعبيره التي كان من المفروض ان تتشكل من التحالف الثلاثي (صدري - سني - كردي)، غير ان هذا التحالف لم يستطع تحصيل الاغلبية المطلقة التي تمكنه من انتخاب رئيس الجمهورية وبالتالي انتخاب رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة.
وفي نفس الوقت يتمسك "الاطار التنسيقي" المتكون من باقي الكتل الشيعية بحق المكون الشيعي في تشكيل الحكومة بصفته المكون الاكبر الذي يشكل اكثر من 60% من سكان البلاد والذين تحالف معهم لاحقا بعض السنة والاتحاد الوطني الكردستاني وبعض المستقلين.
لذلك نحن امام عقبة سياسية لن تنتهي الا بحال وصول القوى الشيعية (التيار الصدري والاطار التنسيقي) الى تفاهم لتشكيل الكتلة الاكبر او ان ينجح احدهما بكسر ارادة الاخر او ان نذهب الى اعادة الانتخابات التي تبدو مستبعدة فعلا.
وربما العامل الابرز الذي يحول دون وصول القوى الشيعية الى تفاهم مشترك لتشكيل الكتلة الاكبر هو الدور الامريكي والانظمة المتحالفة معه التي تضغط باتجاه استهداف واضعاف المكون الشيعي، فمن الواضح انهم وجهوا الكتل المدعومة منهم مثل حزب السيد مسعود برزاني والتجمع الذي يقوده السيد الحلبوسي بعدم الذهاب مع اي تحرك يصب في صالح توحيد الموقف الشيعي.
*يواجه انتخاب رئيس الجمهورية في هذه المرحلة مشاكل وتحديات. رجاءا أوضحوا لنا العوائق الموجودة في هذا المجال؛ لأن هناك من يعتقد أن الخلافات الموجودة بين الكرد وعدم اجماعهم على شخصية واحدة لمنصب رئاسة الجمهورية هو العائق الذي منع انهاء هذا الملف كما أن هناك من يقول بأن تيارات المقاومة والبيت الشيعي هو السبب وراء هذا الامر
حسب المادة (70 اولاً) من الدستور العراقي يتم انتخاب رئيس الجمهورية باغلبية ثلثي اعضاء مجلس النواب ولما لم يستطع اي طرف من الاطراف ان يجمع مثل هذا العدد لذلك لايمكن لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية ان تنعقد من الاساس. ولهذا الامر عدة اسباب موضوعية ظاهريا فضلا عن الاسباب الاخرى التي تبقى خلف الكواليس.
ولعل ابرز الاسباب الموضوعية هو عدم اتفاق الكرد على مرشح واحد لرئاسة الجمهورية حيث يبدو ان الاخوة في الحزب الديمقراطي الكردستاني ذاهبين الى الاستئثار بكل حصة اقليم كردستان من المناصب وتهميش دور حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
ولكن السبب الاهم هو الخلاف الشيعي- الشيعي. ان الشيعة في حال اتفقوا فقط هم القادرون على تمرير الرئاسات الثلاثة وليس فقط رئيس الجمهورية لكونهم لوحدهم يشكلون الاغلبية في البرلمان لأن نسبتهم في البرلمان تناهز 60% من مقاعد البرلمان في حين ان حصة السنة او الكرد كلاهما لا يناهز 20% .
وليس من المعيب طبعا ان تحاول الكتل الشيعية ان تضمن حصة مكونها الاكبر في الدولة لتأمين وضعه والحرص على عدم فقدان السلطة الامر الذي قد يجر الى حكومة ديكتاتورية جديدة تعيد المأسي على هذا المكون.
ومن جهة اخرى تحرص التيارات الشيعية على عدم وصول رئيس جمهورية ورئيس حكومة غير مضمون التوجهات والمواقف مما قد يقود البلد الى مزالق المجهول، لعل ابرزها السير في نفق التطبيع او المثلية والشذوذ او ادامة وشرعنة وجود قوات الاحتلالين الامريكي والتركي للاراضي العراقية وترك الاقتصاد العراقي في مهب الريح نهباً للارادات الامريكية.
ولكن في حال احراز وصول رئيس جمهورية ورئيس حكومة يحافظان على حقوق الشعب العراقي وتطلعاته بما فيها حق المكون الاكبر والتصدي لكل الامور الدخيلة التي ذكرناها فنحن واثقون ان الكتل الشيعية وبطليعتها فصائل المقاومة ستكون اول الداعمين لحكومة من هذا النوع.
*نظرا لانتصارات محور المقاومة يقوم الامريكان بمحاولات حثيثة لمنع اختيار رئيس الوزراء من البيت الشيعي وفي نفس الوقت يقومون ببروغاندا اعلامية لاتهام ايران بالتدخل في الانتخابات العراقية ويقولون أن ايران تمنع انتخاب رئيس الوزراء لأنها تريد أن يتم انتخاب شخصية قريبة منها. ما هو تقيمكم للموقف الامريكي على هذا الصعيد؟
نحن في العراق تعودنا منذ زمن النظام الديكتاتوري البائد على هذا النمط من البروباغندا حيث يتهم كل شخص شيعي يدافع عن خلفيته الفكرية والعقائدية الشيعية بأنه "ايراني". ولعله تحت هذه البروباغندا ذهب اكثر من مليون عراقي ضحية الحرب العبثية الظالمة التي شنها الطاغية المقبور على الجمهورية الاسلامية وفي ظلها اعدم مئات الاف من الشباب العراقي المؤمن ودفن احياءً ابناء الشعب العراقي نساء وشيوخا واطفالا وكبارا وشبابا في المقابر الجماعية خلال "الانتفاضة الشعبانية" وقمعت صلاة الجمعة والمناسبات الدينية بالاسلحة الثقيلة ليذهب ضحيتها الاف المؤمنين وتحت هذه البروباغندا حصلت مجزرة "سبايكر" و"الصقلاوية" و"سجن بادوش".
الإعلام البعثي ـ الخليجي ـ الأمريكي، حتى لا يتهم بالطائفية، يقوم باتهام الشيعة بأنهم ايرانيون! في الواقع، بهذه الطريقة في الاتهام، يصدرون اجازة قتل الشيعة. ومع ذلك، عندما تواجه البلاد تهديدات مثل الاحتلال وداعش، فإن معظم المدافعين عن البلد والذين يضحون بارواحهم هم نفس الشيعة المتهمين بأنهم إيرانيون.
واما عن الموقف الامريكي، فهو الموقف المولد لكل المواقف الخليجية والاعلام المأجور الذي لايمكنه ابدا ان يخرج عن عبوديته لسيده الامريكي.
لذلك نقول ان الشيعة وايران لا يريدون تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ولعل الجمهورية الاسلامية في ايران هي المستفيد الاكبر في حال وجود حكومة منتخبة ووضع مستقر في العراق. ونقول فليذهب الفرقاء السياسيون الان في العراق الى محاولة للملمة البيت الشيعي، فبدون اتفاق هذا البيت فأن الحكومة لن تتشكل وليس لجهة اخرى ان تنجح في تشكيلها بعيدا عن البيت الشيعي حسب لغة الارقام وهي لغة دقيقة لاتقبل الخطأ.
*اكدت حركة النجباء في ذكرى عملية سيف القدس أن العراق سيكون مقبرة المطبعين مع الصهاينة. تحديدا من هم الذين يسعون للتطبيع مع اسرائيل وأن موقفكم هذا يأتي وفق اي معطيات؟
اكثر من يدعو للتطبيع مع الكيان الصهيوني في العراق هو الاعلام المأجور المرتبط بالسفارة الامريكية وكل من يسير في سياقه، فتراهم لايتركون امرا يضر بالنسيج الاجتماعي والمنظومة الفكرية والعقائدية للشعب العراقي إلا ودعوا اليه وطلبوا اباحته، فتراهم من جهة يهاجمون الشعائر الدينية للطائفة الشيعية حصرا التي تشكل غالبية السكان المطلقة منكرين حقهم في الحرية الشخصية وممارسة الطقوس الدينية، وفي نفس الوقت يدافعون عن السلوكيات الشاذة والمنحرفة بصفتها نوع من انواع الحرية الشخصية!
اضافة الى هولاء هناك شخصيات سياسية معروفة بعلاقاتها مع الكيان الصهيونى وزياراتها لهذا الكيان الغاصب. ولعل ابرز هذه العلاقات هو مايحصل في اقليم كردستان حيث العلاقات هناك على اعلى المستويات وفي قمة العلنية. وتؤكد مصادرنا الخاصة الى ان بعض الوفود العسكرية الصهيونية تتجول في اربيل بالبزات العسكرية التي تحمل علم الكيان الغاصب.
ونحن اليوم وبالرغم من وجود قانون عراقي يجرم اي نوع من انواع العلاقة مع الكيان الصهيونى، لكن العراقيون ذاهبون لاقرار قانون جديد يجرم التطبيع بصورة اكثر شمولية ووضوحا قد تشمل حتى السلوك الاعلامي وليس فقط السلوك السياسي.
اما فيما يخص المقاومة فحتما اذا لم تتخذ الحكومة المقبلة خطوات جدية في مواجهة مثل هذا الخطر، سنذهب الى اتخاذ مهمة في مواجهته فهو امر يدخل في صلب عقيدتنا الاسلامية ومنهجنا المقاوم ولن نقف قباله مكتوفي الايدي ولن نتسامح فيه مطلقا.
*خلال الفترة الاخيرة أثير موضوع حضور الاسرائيليين في اقليم كردستان وعلاقاتهم مع زعماء اقليم كردستان. هناك من يرى هذه العلاقة بأنها علاقة تاريخية وهناك من يقول أن هذه العلاقات تشكلت بعد الاستفتاء على استقلال الاقليم. كما أن هناك قول يؤكد أن موضوع الطاقة في اقليم كردستان العراق يرتبط بهذه المسألة ولكن بعد الهجوم الذي حصل على مقر رئيس شركة العمل ومصنع بتروكيمياوي في اربيل اكد المسؤولون الكرد على أنه ليس لديهم علاقات مع اسرائيل ولم يكن يتواجد اي شخص صهيوني في هذا المقر وحتى الان لم يتشكل ملف قضائي حول هذا الموضوع. ما هو رأيكم في هذا المجال؟
الكل في العراق يعلم ان العلاقات بين الكيان الصهيونى وبين عائلة السيد برزاني هي علاقات قديمة جدا، وترجع الى زمن والده الذي كان مدعوما بشكل خاص من نظام الشاه المقبور ومن الكيان الصهيونى، وهناك وثائق وصور توثق هذه العلاقات بشكل غير قابل للانكار.
وان وجود الصهاينة أصبح وجودا مستمرا ودائما في شمال العراق ولديهم مراكز للتجسس واثارة الفتن والاضطرابات ليس في العراق فحسب وانما في دول الجوار واولها الجمهورية الاسلامية .
ولعل الضربة الاخيرة على مركز الموساد في شمال العراق كشفت اللثام عما كان مسكوتا عنه من قبل الطبقة السياسية في العراق محاولة لاسترضاء السيد برزاني وكسب وده ودعمه في تشكيل الحكومة.
*موضوع خروج القوات الامريكية من العراق هي من أهم قضايا هذا البلد. وأكدت النجباء سابقا على أن الامريكان يتدخلون في شؤون المنطقة بذريعة تهديد أمنها الوطني وتقوم بتنفيذ خططها الاقتصادية مثل نقل النفط عبر الانابيب من البصرة الى العقبة عبر اثارة الخلافات وعدم الاستقرار السياسي في العراق. وانتم أكدتم أن تمديد حالة الطوارئ هي استمرار لنهب ثروات الشعب العراقي. ما هي خطتكم لمنع استمرار التواجد الامريكي في العراق وتسريع خروجهم من البلد ومنع اجراءتهم؟
العمل على اخراج القوات الامريكية المحتلة من ارض العراق يكون على محورين؛ المحور الاول هو استمرار الضربات على القوات الامريكية والمصالح الاميركية ومنعها من التحرك داخل الاراضي العراقية وملاحقتها حتى معسكراتها التي تتقوقع داخلها والحرص على تكبيدها اكبر نسبة ممكنة من الخسائر مما سيضطرها حتما للهروب من العراق كما هربت عام 2011 خصوصا اننا لدينا اتفاقية ملزمة معهم تقضي بسحب قواتهم خارج الاراضي العراقية ومن الواضح أن فصائل المقاومة العراقية سائرة في هذا المسار بشكل جيد رغم التعتيم الاعلامي الواسع على عملياتها المستمرة ضد قواعد وارتال الاحتلال الامريكي.
والمحور الثاني هو العمل على وصول حكومة وطنية صالحة تعمل على مواجهة النفوذ والسيطرة الامريكية على القرار السياسي والاقتصادي في العراق والزام الجانب الامريكي بتنفيذ الاتفاقيات الموقعه في هذا المجال ومنع محاولة جعل المواقف العراقية نسخة مكررة للمواقف والارادة الامريكية.
ونحن واثقون من هزيمة القوات الامريكية في العراق وهروبهم القريب، وواثقون بأن العراقيين سيعملون قريبا على تقليم الاظافر الامريكية وتخليص العراق من براثنهم.
انتهی**3269
تعليقك