وخلال مقابلة أجراها معه مراسل وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "ارنا" في بيروت، تطرق الوزير السابق والنائب الحالي، إلى الذكرى السنوية للجريمة الوحشية التي ارتكبتها الإدارة الأميركية بإسقاط طائرة الركاب الإيرانية فوق الخليج الفارسي في العام 1988، واصفًا هذه الجريمة بأنها جريمة إرهابية بامتياز، وستبقى وصمة عار على جبين الإدارات الأميركية.
*عمليات التطبيع هدايا مجانية للعدو الصهيوني
وردًا عن سؤال قال النائب الحاج حسن: "هناك تسارع في عمليات التطبيع بين بعض الدول العربية والإسلامية وبين العدو الصهيوني، وهذا ناتج عن عدة مسائل، أولًا: الخطة الأميركية الصهيونية والضغط الصهيوني الأميركي، ثانيًا: استعداد هذه الدول للتطبيع ، ثالثًا: إن بعض الأنظمة كانت لديها أساسًا علاقات سرية مع الكيان الصهيوني منذ فترة طويلة، والآن هي أعلنت عن هذه العلاقات وليس هناك شيء جديد بالنسبة لها".
أضاف النائب الحاج حسن: "أما بالنسبة إلينا فإن عمليات التطبيع هذه، هي خيانة للأمة وخيانة للقضية الفلسطينية، وتفريط بحقوق الأمة وبالقدس وفلسطين وبحقوق الشعب الفلسطيني، وهي بمثابة هدايا مجانية للعدو الصهيوني ودول الاستكبار الأميركي ونحن نرفض ها التطبيع ونعتبر أنه ليس في مصلحة الأمة ولا في مصلحة قضايانا".
وتابع النائب الحاج حسن يقول: "إن أسوأ ما في الأمر أن تخترع بعض الدول (العربية) عدوًا هو ليس بعدو (إيران)، وأن تسقط العداء عن عدو هو العدو (الكيان الصهيوني)، يعني أن تصبح الدولة التي أنزلت العلم الصهيوني عن سفارة الكيان الصهيوني في طهران، وترفع محله العلم الفلسطيني، وتستبدل السفارة الصهيونية إلى سفارة لدولة فلسطين، أن تصبح هي العدو بدلًا من العدو الصهيوني، هذا أسوأ ما في الأمر".
وأردف: "الآن يخترعون عدوًا جديدًا أسمه "العدو الإيراني" وهو ليس بعدو وإنما هو نصير للأمة ولقضايا الأمة ولكل المستضعفين في العالم، فإيران الإسلام هي داعمة للأمة وللمقاومة ولفلسطين ولكل الشعوب المستضعفة.. هم يخترعون عدوًا، ويسقطون العداء وصفة العدو عن العدو الصهيوني المحتل لفلسطين والأراضي العربية، وأراضي المسلمين.. هذا قمة الخيانة وقمة العمالة وقمة التفريط بمصالح الأمة وقضاياها المحقة.
*جريمة اسقاط طائرة الركاب الإيرانية ستبقى وصمة عار في جبين أميركا
وحول الذكرى السنوية الرابعة والثلاثين للجريمة الوحشية التي ارتكبتها الإدارة الأميركية بإسقاط طائرة الركاب المدنية الإيرانية فوق الخليج الفارسي والتي أسفرت عن استشهاد كافة ركابها الـ 290 ركبًا قال النائب الحاج حسن: "إن جريمة اسقاط الطائرة المدنية الإيرانية في العام 1988 التي ارتكبتها أميركا عن سابق تصور وتصميم هي جريمة إرهابية بامتياز، وهي أصلًا من طبيعة النظام الأميركي، ومن طبيعة السياسات الأميركية والعدوان الأميركي على شعوب المنطقة وشعوب العالم".
وأوضح أن الإدارة الأميركية ارتكبت هذه الجريمة "لتضغط على الجمهورية الإسلامية، للنيل من صمودها الأسطوري في وجه الحرب الصدامية العالمية عليها والتي دامت ثماني سنوات وكان هدفها محاولة إسقاط الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فبعد هذا الصمود الرائع جاء هذا الاعتداء الإرهابي والجريمة والمجزرة الكبرى التي تمثلت بإسقاط طائرة ركاب مدنية عن سابق تصور وتصميم من قبل الأميركيين والتي استشهد فيها مئات المدنيين بمن فيهم أطفال ونساء وشيوخ".
وقال: "نحن نعتبر أن هذه الجريمة ستبقى وصمة عار في جبين الولايات المتحدة الأميركية وإداراتها المتعاقبة، وفي كل الأحوال فالاستكبار الأميركي قد هُزم في المنطقة، وإيران الإسلام استطاعت إلى جانب حلفائها في المنطقة والعالم أن تهزم المشاريع الأميركية، والإدارة الأميركية أرادت أن تكسر إرادة الجمهورية الإسلامية ولم تستطع، وبالتالي فإن هؤلاء الشهداء (أي ركاب الطائرة) هم شهداء في هذا الطريق (الصمود) استشهدوا على يد الاستكبار الأميركي وهم شهداء مظلومون وأصحاب منزلة رفيعة لأنهم استشهدوا على يد طغاة المستكبرين في العالم".
* تشكيل الحكومة اللبنانية بانتظار الاتفاق
وعن تطورات تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وما آلت إليه الجهود في هذا الإطار، أوضح النائب الحاج حسن أنه بعد الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع الكتل البرلمانية، وبناءً على نتائج هذه الاستشارات كلف الرئيس عون رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة الجديدة، والآن الرئيس ميقاتي بدوره يجري مشاوراته واستشاراته، وهناك نقاشات بينه وبين الرئيس عون حول التشكيلة الحكومية بانتظار أن يتم الاتفاق عليها ليصار إلى إصدار مراسيم التشكيل.
وعن موقف كتلة "الوفاء للمقاومة" من التشكيلات المعروضة حاليًا، قال النائب الحاج حسن: "نحن نعبر عن رأينا في هذا الموضوع من خلال القنوات المعروفة والمعتمدة وليس عبر وسائل الإعلام".
*الضغوط الأميركية أوقفت استخراج الغاز اللبناني
وردًا عن سؤال عن الأسباب التي تحول دون مباشرة السلطات اللبنانية بالعمل على التنقيب واستخراج الغاز والنفط في المناطق غير المتنازع عليها لحل الأزمات الاقتصادية والمالية، بدل الانتظار لحل مشكلة حقل "كاريش" المتنازع عليه قبالة السواحل اللبنانية والفلسطينية، أوضح النائب الحاج حسن، أن لبنان كان لزّم البلوكين الرابع والتاسع لتحالف مؤلف من شركة "توتال" الفرنسية و"إيني" الإيطالية و"نوفاتك" الروسية، وهذا التحالف باشر التنقيب والحفر لاستخراج الغاز والنفط من البلوكين، لكنه لم يكمل الحفر ولم يعط تقريرًا دقيقًا عن الواقع، ووأقف أعمال الحفر جراء الضغوط الأميركية.
وقال: "هذا الأمر لم يعد سرًا بعدما ورد صراحة على لسان ديفيد شينكر (مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى السابق) في مقابلة متلفزة وشهادة متلفزة، ومن الواضح تمامًا أن الأميركيين هم الذين أوقفوا استخراج الغاز والنفط عبر ممارسة الضغوط على لبنان".
وأكد النائب الحاج حسن أنه "إذا لم يقم اللبنانيون بما يكفي لمواجهة الضغوط الأميركية فسوف تستمر هذه الضغوط، لكن وعلى أي حال فإن هذه الضغوط لن تؤدي إلى نتيجة لأننا سنرفض ونقاوم وعلى اللبنانيين عمومًا أن يسقطوا هذا المسار ويتجهوا إلى مسار استخراج الغاز والنفط من مياههم الإقليمية.
انتهى** ز.ح. ** 2342
تعليقك