وأضاف، "ان التطبيع مع الكيان ومعاداة محور المقاومة لن يجلب لكم سوى مزيد من الخسران والفقر والضياع كما فُعِل بمن طبع منذ عشرات السنوات، محور المقاومة متجذر في الأمة وهو جزء أصيل منها بل رأس حربتها أما الكيان الصهيوني فهو مؤقت ومصيره الزوال القريب بإذن الله.. " مؤكدا، ان "الاعتماد على قوى غير القوى الذاتية للأمة بعد الله هو لهث وراء سراب وتضييع لمصالح الأمة ومقدراتها ارضاءا للأمريكي وحلفه وفي نهاية المطاف سيتخلى عن حلفاءه عندما يتعارض الامر مع مصلحته كما حدث في افغانستان وغيرها".
وتابع: لن يكون هناك نفع بأي تدخل للغرب وأمريكا في منطقتنا فتاريخهم مليء بدم العرب والمسلمين على امتداد عقود وقرون ، لن يكون نفع لأي تحالف او مظلة إقليمية يكون الكيان المؤقت جزءا منها، كيف لسرطان مزروع في جسد الأمة ان يحمل خيرا او نفعا، التجارب أثبتت أن الاستكبار العالمي وحلفه المتمثل بأمريكا والصهيونية لن يبحث الا عن مصلحته الخاصة وهم أشد الحلفاء خيانة وغدرا حتى لمن وثق بهم وأعطاهم القليل والكثير.
ولفت الى أن حالة التفرد بالقرار السياسي الفلسطيني التي يمارسها فريق أوسلو باحتكار المؤسسات الوطنية وقرارتها ونسبها التمثيلية تدفع بهم بعد كل تجارب الفشل منذ أوسلو لليوم الى المضي في هذا الطريق طريق الارتهان للقرارات الأمريكية واللهث وراء عطايا الإدارات الأمريكية المتعاقبة والتي أثبت بما لا يدع مجال لشكٍ او ريبة أن امريكا لم تكن الا شريكاً في العدوان على شعبنا وأمتنا فهي لن تتغير، وكل مبادراتها لم تكن إلا لخدمة الكيان وأمنه في المنطقة.
ومضى يقول: ربما أعلنت الإدارة الأمريكية عن أهدافها من هذه الزيارة والمتمثلة بتعزيز التزام الولايات المتحدة بأمن "إسرائيل" وازدهارها أولاً، وعزم الرئيس بايدن على عقد اجتماع مع 10 قادة إقليميين، لمناقشة التعاون الأمني الإقليمي وبحث التهديدات الإيرانية للمنطقة.. ولكن نعتقد أن هذه الأهداف وهذه الزيارة تحمل في خباياها الكثير مما لم يُفصح عنه، وربما تتمثل في أزمات الادارة الامريكية الداخلية وتهديداتها وتحدياتها الخارجية ، فداخلياً تواجه امريكا اليوم أزماتٍ اقتصادية كبيرة خلفتها مشاكل الطاقة التي أعقبت حرب أوكرانيا وكذلك المشاكل الاقتصادية التي اعقبت كورونا، في ظل الانتخابات النصفية التي قد تعصف بالديمقراطيين، فجاءت بايدن في مخالفة لدعايته الانتخابية إلى من وصفهم بالديكتاتوريين ليستغل مجددا مقدرات العرب من الطاقة تحت شعارات مضللة وهي التعاون الأمني لمواجهة مايسمونه بهتاناً بالخطر الإيراني في المنطقة، كما أن بايدن يسعى لتعزيز وضعية الاصطفاف الدولي في مواجة أعداءه الكبار الصين وروسيا مستغلا تواطؤ بعض حكام العرب وحرصهم على العروش للاستفادة في صراعات أمريكا العالمية.. كما تأتي هذه الزيارة للمنطقة حقيقةً بعد الانكفاء الأمريكي والانسحاب منها والتي كان آخرها اندحارهم من أفغانستان وخذلانهم لحكومتهم العميلة ، فجاء بايدن ليعزز شعور الأمن المفقود لدى اسرائيل من خلال دمجها بالمنطقة ، ولدى الأنظمة المرتهنة للأجنبي بانشاء تحالف أمني عسكري اسرائيلي عربي امريكي في المنطقة لمواجهة محور المقاومة المتصاعد، وبذلك يسعى بايدن لململة شتات حلفاء أمريكا تحت مظلة تحالف أمني ويعزز شعور الأمن لديهم وهو لن يفلح كما لما لم يفلح ما سبقه من صفقات ومخططات.
انتهى**أ م د
تعليقك