ووصف الحلبي، اليوم الأربعاء، في حوار خاص مع ارنا، الشهيد سليماني بأنه شخصية متعددة المميزات والصفات، واضاف: في المناسبات الدينية تجد لديه وعيا بأصول الإسلام وفروعه، وعرفانا يشبه عرفان الأولياء الذين يخالصهم الله بفضله وحياته تلحظ فيه زهدا وانقطاعا عن ملذات الدنيا، تلحظ ذلك في ملابسه، وفي مواكبه الرسمية وغير الرسمية وفي مأكله.
و قال عن شجاعة الشهيد سليماني: ذلك الموقف الشجاع الذي قام به عندما قطعت الطريق على مجموعة من المجاهدين في سوريا وأصبحوا في أحد معاقل داعش، فما كان من هذا الشجاع إلا أن حمل "جالون البنزين" وذهب به على ظهر دراجة نارية ومعه سائق لتلك الدراجة ووصل إلى تلك المجموعة وأمن لهم طريق العودة في ذلك الموقف انبرى عشرات المجاهدين معربين عن استعدادهم ليكونوا مكان الشهيد قاسم سليماني ولكنه رفض، ويقينا أن عقودا طوالا أمضاها في القتال قد امتلأت بمئات المواقف الشجاعة للشهيد القائم سليماني.
ولفت: الفيديوهات التي تظهره حانيا على الأطفال وعلى المقاتلين وعلى الناس الذين يعرفوا والذين لا يعرفهم، كلها علامات تدل على إنسانيته، ويكفي ذلك المشهد الذي كان فيه يدعو ويبتهل رافعا يديه ليتقدم إليه طفل ويعطيه شيئا بيده فينظر إليه ويقطع دعاءه ويتناول ذلك الشيء من ذلك الطفل حتى لا يكسر قلب ذلك الطفل الذي اخترق الصفوف ووصل إليه.
واكد: لا شك بأن الحديث عن الشهيد قاسم سليماني لا يمكن أن تتسعه الصفحات ولا الكلمات لأننا نتكلم عن ثائر أممي قاتل الصهاينة والأمريكان وأدواتهم في دول كثير وعلى جبهات مفتوحة طويلة.
العدو الصهيوني الأمريكي كان يدرك بأن سليماني اليد الضاربة من أيدي محور المقاومة
وقال حول سبب اغتيال القائد سليماني: لم يكن اغتيال قاسم سليماني إلا لأن العدو الصهيوني الأمريكي كان يدرك بأن هذه اليد الضاربة من أيدي محور المقاومة تستطيع أن تقوض مشاريعهم الإجرامية، وقد أثبت الواقع ذلك، ففي فلسطين رأينا ذلك التطور الكمي والنوعي في السلاح والخبرات والتي أشرف على جزء منها الشهيد قاسم سليماني، ويكفي صواريخ الكورنيت التي دخلت إلى غزة من خلال القائد الفريق قاسم سليمان وصواريخ فجر التي ضربت بها تل أبيب على يد سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عام 2012م وما بعدها، ثم تقويضه للمشروع الأمريكي الصهيوني التكفيري في سوريا ولبنان والحديث في ذلك يطول، وكذلك قتاله في اليمن وفي العراق ضد الأدوات الصهيونية الأمريكية.
وصرح: إن الإنجازات العظيمة التي قدمها سليماني ورفاقه في هذا المضمار كانت كفيلة أن تعجل باتخاذ قرار اغتياله على إيدي العدو الأمريكي المتصهين.
الشهيد سليماني أفشل مشروع خطير جدا من مشاريع تغيير الشرق الأوسط
وعن دور الشهيد سليماني في المعادلات السياسية والأمنية للشرق الأوسط، بالنظر إلى جهوده في محاربة داعش، قال الحلبي: ان جهوده استهدفت من كان يحاول في سوريا لإسقاط النظام الداعم للمقاومة هناك، وإشراف أمريكا وإسرائيل على تلك الحرب التي شنت عبر 10 سنوات على سوريا استخدم فيها المال العربي الخليجي والفتاوى التكفيرية وكل وسائل القتل الهمجية وعلى رأسها الأداة الأخطر داعش وأخواتها، كلها سقطت وتهاوت أمام صخر التحدي وعناد قاسم سليماني ومن معه، وبالتالي أفشل مشروع خطير جدا من مشاريع تغيير الشرق الأوسط أو ما أرادوا له أن يكون (شرق أوسط) يكسر به ظهر المقاومة من خلال قطع أوصالها واستحضار نظام عميل للصهيونية والأمريكان في سوريا.
وأشار إلى ممنوعية صور ومقاطع فيديو الشهيد سليماني على مواقع التواصل الاجتماعي مثل انستجرام وقال: قاسم سليماني يعتبر قدوة حسنة للمقاتلين عن الحق والفضيلة والخير، وكل من يتابعه عبر تلك الحسابات يتأثر به ويحاول أن يكون مثل هذا الشهيد وهذا ما لا يطيقه العدو الصهيوني الأمريكي، لقد أرادوا باغتيال قاسم سليماني اغتيال فكرة نبيلة وأسوة حسنة لذلك لا يحتمل العدو الصهيوني أن يبقى قاسم سليماني حاضرا بنهجه وفكره وسلوكه.
وفي اجابته على سؤال حول ردة فعله في زيارته مع الشهيد سليماني إذا كان قيد الحياة، قال: أقبله بين عينيه، ولا أظن بأني سأطلب منه شيئا لأنه قد عرف واجبه وأداه على التمام والكمال.
انتهى**3269
تعليقك