وفي مقابلة حصرية مع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي آر تي)، رد حسين أميرعبداللهيان، على أسئلة حول التطورات الداخلية الأخيرة في إيران، ومفاوضات رفع الحظر، والعلاقات بين سوريا وتركيا، وتأثير دور إيران في العلاقات بين هذين البلدين، والحرب في أوكرانيا.
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن الغرب يتبع سياسة الكيل بمكيالين وقال: من كان يصدق حقًا أن وفاة فتاة في إيران سيكون له رد فعل من جانب الغرب. إذا لم تسود المعايير الإزدواجية سياسة الدول الغربية، فلماذا لم نشهد أي رد فعل قوي من الغرب على مقتل الصحافية الفلسطينية والمسيحية شيرين أبو عقله على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية. لذلك كانت هذه لعبة وتصميم سياسي يهدف إلى إضعاف إيران.
وأشار الى أن الأمريكيين، إلى جانب ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، كانوا يحاولون تأجيج الاضطرابات الأخيرة في إيران وقال: إنهم يسعون وراء تمرير أهدافهم السياسية الخاصة. حيث كان جزء من هدفهم هو إضعاف إيران وزعزعة استقرارها، وكان جزء آخر من هدفهم هو تسجيل نقاط على طاولة مفاوضات خطة العمل المشترك الشاملة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكنهم سرعان ما أدركوا أن هذه الاستفزازات لا يمكن أن تحقق لهم أي نتائج.
زيارة أنقرة منعت العمليات العسكرية التركية في سوريا
وردا على سؤال حول لقاءاته الأخيرة مع الرئيس السوري والمسؤولين الأتراك، وكذلك الاجتماع الأول لوزراء دفاع سوريا وتركيا وروسيا، قال أميرعبد اللهيان: "قبل بضعة أشهر، طرحت هذه القضية ان تعتزم تركيا القيام بعمليات عسكرية على الأراضي السورية والمناطق الحدودية ". في ذلك الوقت، قمت بزيارة الى أنقرة، وكانت الجمهورية الإسلامية تتابع قضية تركيا وسوريا مركزة على الحوار والحل السياسي. ويسعدنا أن تلك الجهود حالت دون وقوع هذه العملية العسكرية في المناطق الحدودية بين البلدين.
وأضاف: استمرارا لهذا المسار، رحبت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائما بالعلاقات الوثيقة بين دمشق وأنقرة لنشهد اليوم تقدما في هذا المجال. وأجرينا هذا الأسبوع محادثات مهمة مع السيد بشار الأسد والسيد أردوغان ووزيري خارجية البلدين، وكان هدفنا إقامة علاقات اكثر وثاقة بين تركيا وسوريا وتقليل مخاوف الطرفين. ونحن على اتصال دائم ومباشر مع الجانب الروسي.
كانت إيران ضد الحرب في أوكرانيا منذ البداية
وعلى صعيد آخر، أكد وزير الخارجية الإيراني ردا على الادعاءات الكاذبة غير المثبتة حول المساعدة العسكرية الإيرانية لروسيا في حرب اوكرانيا، قال: إن أوكرانيا تعيش وضعا معقدا في الحرب. وتعتقد بعض مراكز الفكر للعلاقات الدولية في الغرب أن الحرب في أوكرانيا هي الأصل الجديد لتاريخ العلاقات الدولية. وموقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية كان واضحا منذ بداية الحرب وأكدنا ذلك على أعلى مستوى.
وتابع: نحن ضد الحرب ونركز على الحل السياسي، بينما نعتبر الاستفزازات لحلف شمال الأطلسي وبعض الدول الغربية بأنها السبب الرئيسي لهذه الحرب.
وأوضح أمير عبد اللهيان: لقد بذلنا الكثير من الجهود بين أوكرانيا وروسيا خلال هذه الفترة، سواء على مستوى وزراء الخارجية أو رئيس الجمهورية، ونأمل أن تصل أوكرانيا إلى مرحلة السلام في أسرع وقت ممكن وان تضع الحرب أوزارها في هذا البلد.
وأكد أن إيران لا تتبنى سياسة مزدوجة. كما كنا ولا نزال ضد الحرب في العراق وسوريا واليمن وأفغانستان وفلسطين، نحن أيضًا ضد الحرب والنزوح في أوكرانيا.
على الرغم من العلاقات المتميزة بين طهران وموسكو، نحن لا نعترف بانفصال القرم عن أوكرانيا
وأشار إلى أن الجمهورية الإسلامية تعترف بسيادة الدول ووحدة أراضيها في إطار القانون الدولي، وقال: لهذا السبب، وعلى الرغم من العلاقات المتميزة بين طهران وموسكو، لم نعترف بانفصال شبه جزيرة القرم عن أوكرانيا. كما أننا لم نعترف بانفصال لوهانسك ودونيتسك عن أوكرانيا. لأننا نؤكد على مبادئنا الثابتة في السياسة الخارجية. عندما نقول إن الحرب في أوكرانيا ليست الحل، فإننا نؤمن بذلك ونعتمده كسياسة مبدئية.
وقال وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ردا على سؤال حول المفاوضات المطولة لرفع الحظر: لقد توصلنا حتى الآن إلى المراحل النهائية للاتفاق. الا ان الجانب الأمريكي طرح في هذه المراحل، أحيانا أفكارا أو أعذارا، على سبيل المثال، أثاروا قضايا في ذروة الاضطرابات في إيران.
وتابع أميرعبد اللهيان: "نحن الآن في مرحلة لا يزال الأمريكيون يتحدثون فيها عن ضرورة التوصل إلى اتفاق عبر القنوات الدبلوماسية، ونحن مستعدون للوصول إلى النقطة النهائية للاتفاق دون شروط مسبقة، ليتم اتخاذ الخطوة النهائية في إطار المحادثات التي جرت في الماضي، ولكن يجب أن يتم ذلك دون شروط مسبقة ومن منطلق واقعي يحترم حقوق إيران ومصالحها الوطنية.
وذكّر: إن الجمهورية الإسلامية تتمسك بنهج الدبلوماسية كما اننا نعتقد أن التفاوض ليس مفيدا من أجل التفاوض، ولكن التفاوض يمكن أن يكون مفيدا لجميع الأطراف للوصول إلى النتيجة المرجوة.
انتهى**أ م د
تعليقك