وأعرب آية الله رئيسي في كلمته عن ارتياحه لاستضافة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لنساء نخبة ومسؤولات رفيعة المستوى من دول مختلفة مشاركات في المؤتمر الدولي للنساء المؤثرات في طهران مساء الخميس وقال: أتمنى أن تتمكن النساء المشاركات في هذا المؤتمر من اتخاذ خطوة نحو تحقيق حقوق المراة في العالم عبر التناغم وتبادل وتلاقح الافكار.
كما أعرب رئيس الجمهورية عن أمله في أن تتمكن النساء الحاضرات في هذا المؤتمر من الاستفادة من الخبرات القيمة التي اكتسبتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد الثورة الإسلامية في مجال حقوق المرأة والاهتمام بالمرأة في المجتمع ، وترسيخ مكانتها عبر الشراكة والتعاون في هذا المؤتمر.
وأوضح آية الله رئيسي في كلمته ، أن هذا المؤتمر والمحادثات التي تجري خلاله يمكن أن يفتحا الطريق أمام التعاون بين الدول والشعوب، وأضاف: لا شك لدينا في أن الرجال والنساء مختلفون على أساس الخلق ، ولكن لا فرق بين الرجل والمرأة على أساس الإنسانية. لا فرق بين الرجل والمرأة في بلوغ القمم الانسانية، ومن يجتهد في هذا الاتجاه سيصل إلى ذروة الأخلاق والقيم المعنوية والإنسانية.
وفي إشارة إلى الدور الذي لعبته المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل عبر التاريخ ، قال رئيس الجمهورية: أننا لا نرى أي حدث تاريخي مهم لم تلعب فيه المرأة دورًا مهمًا.
*لا ينبغي تهميش المراة او عزلها في المجتمعات
واكد انه لا ينبغي تهميش المرأة أو عزلها في المجتمعات واضاف: إن "النظرة المتحجرة تجاه المرأة" و"نظرة القوى والساسة الغربيين للمرأة كاداة" كلاهما محكومان بالفشل ومرفوضان. التعريف الصحيح للمرأة هو انها انسان كالرجل.
كما أشار رئيس الجمهورية إلى الدور المهم والمؤثر للفنانات والمؤرخات والعالمات والسياسيات في تاريخ أوروبا وإفريقيا وآسيا وقال: في جمهورية إيران الإسلامية ، الإمام الخميني (رض) كمؤسس للجمهورية الإسلامية، ذكّر منذ البداية بالدور المؤثر للمراة ، ولطالما لعبت نساؤنا دورًا في الأحداث العلمية والثقافية والاجتماعية والسياسية.
وقال آية الله رئيسي: خلال حرب الثماني سنوات التي تعرضت فيها البلاد للعدوان ، كان دور نسائنا في الدفاع عن المدن وتحفيز مقاومة الرجال مهمًا جدًا وفعالًا.
*مقاومة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال
كما عزا رئيس الجمهورية مقاومة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني إلى الدور المؤثر للمرأة الفلسطينية ، وقال: النساء اللواتي استشهدن أو أصبن في طريق مقاومة شعبهن، أو اللواتي بادرن بكلامهن وخطابهن للتوعية ضد الظلم والاجرام، لعبن دوراً محوريا ومؤثراً في تاريخ شعبهن.
كما اعتبر آية الله رئيسي السيدة زينب الكبرى (س) كواحدة من أكثر النساء تاثيرا عبر التاريخ وتبيينا للظلم وحمل لواء المناداة بالحق ، وأضاف: نأمل أن يسلط هذا المؤتمر الضوء على دور المرأة في المناداة بالحق والعدالة والدفاع عن العدالة.
*حماية حقوق المراة من اهم وابرز محاور دستور البلاد
واعتبر حماية حقوق المرأة وكرامتهن من أهم وأبرز محاور دستور الجمهورية الإسلامية ، وقال: طبعا هذا ليس حقاً أعطاه السياسيون والحكومات للمرأة ، ولكنه حق واحد من الحقوق التي منحها الله تعالى للنساء وعلى الحكومات فقط حمايتها.
وقال آية الله رئيسي: نحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية حاولنا جاهدين الدفاع عن هذا الحق في المحافل الدولية وزيادة مشاركة وتأثير المرأة في مختلف المجالات. لحسن الحظ ، اليوم في بلدنا ، أكثر من 30٪ من أساتذة الجامعات ، وأكثر من 34٪ من الناشطين في مجال الطب والعلاج ، وما يقرب من 60٪ من قدرة المراكز العلمية والأكاديمية متعلقة بالنساء والفتيات الإيرانيات ، بالإضافة إلى 30٪ من المناصب الإدارية متاح للنساء الإيرانيات المؤثرات فضلا عن نشاطهن كخبيرات على مستوى عال.
وتابع قائلا: كما أن عدد السيدات في بلادنا اللائي وصلن إلى منصة التتويج في مختلف المجالات الرياضية المحلية والدولية أصبح اليوم أكثر من أي وقت مضى.
وأشار إلى الدور المؤثر للمرأة الإيرانية في الاقتصاد وريادة الأعمال وقال: نعتقد أن المرأة يمكن أن تكون فعالة في مختلف المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والرياضية إلى جانب الرجل.
*المراة في الدول الغربية
وذكر آية الله رئيسي أنه اليوم في الدول الغربية ، على الرغم من المزاعم ، تنتهك حقوق المرأة في كثير من الحالات ، وأضاف: وفقًا للإحصاءات المنشورة في وسائل الإعلام الأمريكية والإنجليزية ، تقتل العديد من النساء على أيدي شرطة هذه الدول كل عام بسبب المطالبة بحقوقهن.
وأضاف: ان السبب في حنق هذه الدول تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم هو أنها تقدم نمطا جديدا للحياة من خلال الحفاظ على مبادئ وقيم نساء المجتمع اللائي استطعن الوصول إلى قمم ثقافية سياسية واجتماعية ورياضية رفيعة.
وقال آية الله رئيسي: في نمط الحياة هذا ، لا تؤمن الجمهورية الإسلامية بنظرة متحجرة للمرأة ، ولا توافق على النظرة الغربية للمرأة كاداة، لكنها تعتقد أن المرأة لها شخصية ودائمًا ما دافعت عن هذا الموقف للمرأة.
واضاف: في جمهورية إيران الإسلامية ، أكدنا دائمًا في القوانين واللوائح المتعلقة بالمرأة على ضرورة إيلاء اهتمام خاص لحماية حقوق المرأة ومسألة تكوين الأسرة.
واذ اعرب آية الله رئيسي عن أسفه لانتشار ظاهرة الشذوذ الجنسي القبيحة تحت عنوان مؤشر حضاري في المجتمعات الغربية، قال: إن مثل هذه الآراء تتسبب في تدمير الإنسانية وانحطاطها ، وان الجمهورية الإسلامية ، اذ تدين هذه الظواهر المنحطة، تؤمن بدور النساء في المجتمعات ولها الكثير لكي تقوله في هذا المجال.
ووصف عنوان هذا المؤتمر بانه في محله ومناسب تماما وقال: نأمل أن يكون لنتائج هذا الاجتماع تحت عنوان المرأة المؤثرة لنساء دول الجوار والمنطقة والعالم نتائج مفيدة وإيجابية.
*رسالة الجمهورية الاسلامية لجميع الدول رسالة سلام وصداقة
وقال آية الله رئيسي: إن رسالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم لجميع الدول هي رسالة سلام وصداقة وطمأنينة وحياة سلمية وأمن لجميع المواطنين. لا نحب الحرب لأي دولة لأننا أصبحنا ضحايا لحرب مفروضة ولم نردها. لا نطمع بشبر واحد من اراضي اي دولة بل ندعم وحدة أراضي جميع الدول ونحن اصدقاء لجيراننا في الأوقات الصعبة.
*تضحيات الشهيد سليماني
كما اعتبر تضحيات الشهيد الحاج قاسم سليماني دفاعا عن شعب العراق وشعب سوريا وشعوب المنطقة كلها نتيجة لهذه السياسة المبدئية والإنسانية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وقال: نعتقد أنه لا يجب ظلم أحد ، ولا ينبغي الرضوخ للظلم. نحن نحب العدالة للجميع ونريد السلام والأمن لجميع الشعوب.
وذكر آية الله رئيسي أنه اليوم بشعارات جميلة في الحرية والدفاع عن حقوق المرأة ، تُرتكب أبشع الفظائع ضد هذه الشريحة ، وأضاف: إن جمهورية إيران الإسلامية تريد الحرية وتلتزم بها لجميع الشعوب، وكل الرجال والنساء.
*الظلم ضد الشعب الفلسطيني ظلم للانسانية
وتابع رئيس الجمهورية: نعتقد أن الظلم ضد الشعب الفلسطيني ظلم للإنسانية ، وسحق حقوق الإنسان في أي مكان من العالم مدان في نظرنا.
وفي إشارة إلى دور الجمهورية الإسلامية في الدفاع عن حقوق وعدالة وحقوق الرجل والمرأة ، قال آية الله رئيسي: تم التأكيد على الاهتمام بحقوق المواطنين من قبل الإمام الخميني (رض) ، وقائد الثورة الاسلامية ودستور الجمهورية الإسلامية منذ البداية ، ونحن ملزمون أيضًا بدعم هذه الحقوق وحمايتها.
وفي الختام اعرب رئيس الجمهورية عن امله بأن تؤدي المثقفات والعالمات والخبيرات في موضوع المرأة والأسرة من خلال تبادل الآراء ووجهات النظر إلى تحسين فاعلية المرأة في مختلف المجالات والمجتمعات ، كما أن جمهورية إيران الإسلامية مستعدة لتبادل خبراتها والتشارك في هذا السياق.
وقبل خطاب رئيس الجمهورية، القت قرينة رئيس وزراء بوركينا فاسو ، وزوجة رئيس صربيا ، ومساعدة رئيس برلمان الإكوادور ، وقرينة رئيس وزراء أرمينيا وعضو البرلمان العراقي، كلمات اثنين فيها على ريادة ومبادرة جمهورية إيران الإسلامية لعقد هذا المؤتمر والاحتفاء أيضا بتجارب وتقدم إيران في مجال المرأة ، وعبرن عن آرائهن حول مختلف قضايا المرأة ، بما في ذلك سبل تمكين المرأة وتعزيز فعاليتها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية والطبية.
انتهى ** 2342
تعليقك