وفي الجولة الثانية عشرة من الحوار بين الإسلام والمسيحية الأرثوذكسية في روسيا والتي عقدت صباح الثلاثاء الواقع في 21 فبراير 2023 في "دير دانيال النبي" في موسكو، قال حجة الإسلام والمسلمين محمد مهدي إيماني بورأنه قد تم تكريم الراحلين" آية الله تسخيري وسعادة المطران فيوفان" ، وهم من المؤسسين لهذه الحوارات التي تقوم على تعاون صادق وحوار عمره 25 عاما بين البلدين.
ورداً على سؤال "ما هو دور الدين في العالم المعاصر؟" ، أجاب حجة الإسلام والمسلمين إيماني بور بقوله:"اعتبر أنه يعتمد على موقف المتدينين من الدين واعتبر أنه من الضروري أن يدخل الدين في مختلف جوانب الحياة البشرية."
وأضاف:" أنّ هناك ظواهر عالمية ،مثل الحروب العالمية وانتشار الفقر في القارة الافريقية الغنية ، واستخدام الأسلحة الذرية وأسلحة الدمار الشامل، والإبادة الجماعية في أجزاء مختلفة من العالم، والاستخدام غير المصرح به للبشر في التجارب الطبية والى اخره ..، قد حدتث في عالم كانت فيه الإنسانية والروحانية إما مستبعدة تمامًا أوأنها أصبحت مسألة شخصية وغير اجتماعية. لكن الوضع في الفترة المعاصرة مختلف تمامًا."
وقد أضاف ، مشيراً إلى أن الدور المتزايد للدين في المجتمعات هو دليل قوي على حاجة الإنسان لعنصر الدين والروحانية لإضفاء التماسك والمعنى على مختلف شؤون حياته ، قائلاً:" إن النزاعات الفردية أو القومية المتطرفة التي تشكلت بعد عصر النهضة أشارت تدريجياً إلى ضرورة الرجوع مرة أخرى إلى الدين ودوره الاجتماعي."
كما صرّح إيماني بور:" انّ الظواهر والتطورات الاجتماعية والسياسية المختلفة في السنوات الأخيرة تظهر عودة الدين .وبالطبع مع انتشار المعتقدات الدينية، خاصة خلال وباء كورونا، نحن أيضًا نواجه موجة من التعافي الديني في مختلف المجالات الشخصية والاجتماعية."
ولفت إلى:" انه اليوم ومع تزايد دور الدين في المعادلات الاجتماعية والسياسية ، أصبحت مكونات التدين والتدين أكثر أهمية ايضاً،وأثرت هذه التطورات بشكل كبيرعلى أهمية دورالمتدينين. ويجب أن نعلم أنه علينا ، كمؤمنين بالدين ، أن نلعب دوراً في جميع المجالات التي دخلها الدين في العصرالجديد."
في جزء آخر من خطابه، أكد رئيس منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية على أهمية قيام المتدينين بدور اجتماعي وثقافي في مواجهة الحرب الأخلاقية والروحية ضد الأمم بإسم الحرية."
كما تابع قائلاً:" في بعض المجتمعات ، بما في ذلك بلادنا ، قد قاتل الناس ببطولة ضد مخاوفهم الجسدية والعقلية ،وذلك عبر إبتكارهم مشاهد لا تُنسى من خلال الاعتماد على أُسُسِهم الدينية والروحية إلى جانب الطاقم الطبي من أطباء و ممرضين."
وتابع مشيراً الى أنّه في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأثناء انتشار جائحة كورونا ، كان يُنْظَر إلى هذا المظهر ا لروحاني البطولي بشكل جميل من قبل المتدينين في الساحة الاجتماعية .
التأكيد على إنتاج محتوى مناسب في الساحات الاجتماعية
وقد اشار ايمان بور الى أن نشاط المتدينين في العصر الجديد هو أهمية لعب دور في المجالات الجديدة والشعبية ، وإنتاج محتوى مناسب في الساحات الاجتماعية أمر ضروري. هما من بين الأمثلة والسياقات الاجتماعية الأخرى .
مضيفاً الى انه هناك أمور عديدة يمكن أن تخلق أرضية لجذب الفئات الشابة والقضاء على التهديدات التي يسببها التدريب غير البناء. وقد ذكر على سبيل المثال عددا من هذه الحالات وهي كإستخدام اللغة الحديثة وتحديث التعليم والتدريب من المرحلة الابتدائية إلى المستويات الأكاديمية العليا في مختلف مجالات العلوم الإنسانية والدراسات الدينية وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا والتعليم متعدد التخصصات المتعلقة بتحديات العالم المعاصر.
كما اقترح تشكيل لجنة من القادة الدينيين المتحالفين لتبني مواقف مشتركة في الأزمات الإنسانية أو الأخلاقية مثل الأزمات الناجمة عن الحروب العسكرية ، والكوارث الطبيعية ، وإهانات المقدسات الدينية ، والانحرافات الأخلاقية الناجمة عن الروايات المزيفة لإتخاذ مواقف مشتركة في الأزمات الأخلاقية والإنسانية.
وقال رئيس منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية :" يمكن إنشاء أمانة عامة لهذه اللجنة بحيث يتم التنسيق بين أعضاء اللجنة بشكل صحيح لتنفيذ قراراتها ومواقفها."
وللعلم أن الجولة الثانية عشرة من الحوارات بين الإسلام والمسيحية الأرثوذكسية الروسية حول موضوع الخدمات العامة للمجتمعات الدينية في العالم تعقد حالياً بعد وباء كورونا في موسكو في الفترة من 20 الى 22 فبراير.
كما ستتطرق هذه الحوارات الى مقالات حول مواضيع التفاعل بين أنظمة تدريب الكهنة في الجامعة ، والخدمات الاجتماعية الدينية في عالم ما بعد كورونا . وستعرض في هذه الاجتماعات المتطلبات الأساسية وعوامل تطوير التعاون بين روسيا وإيران في المجالات الاجتماعية والإنسانية بعد وباء كورونا.
وفي هذه الجولة ايضاً ، سيتم مناقشة موضوعات أخرى لا تقل عن غيرها أهميةً ،مثل: دور التربية في التماسك الديني والاجتماعي في عالم ما بعد كورونا ،أزمة الإيمان والتماسك الديني ، الخدمات الاجتماعية في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ومفهوم الوباء من منظور القرآن والعلوم الفكرية ، ودور المرأة والأسرة في التماسك الديني في المجتمع في فترة ما بعد ازمة كورونا العالمية.
انتهى**ر م
تعليقك