امير عبداللهيان: ليتعامل الجانب الاميركي بواقعية وليس بنفاق بشان مفاوضات رفع الحظر

طهران / 27 شباط/فبراير/ارنا- صرح وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان بانه على الاميركيين بدلا عن اطلاق التصريحات المتناقضة الإقرار بالخطأ الذي ارتکبوه فيما يتعلق بالاتفاق النووي وأن یسیروا في طریق تصحیح هذا الخطأ، وان يتعاملوا بواقعية وليس بنفاق في مفاوضات رفع الحظر ، داعيا الدول الأوروبیة الثلاث أن تسعی في طریق ایفاء دورها البناء وأن تجتنب الوقوع في أخطاء التحلیل والحسابات.

جاء ذلك في حوار اجرته قناة "العالم" الاخبارية مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان تحدث خلاله عن معطيات ومخرجات زيارته الى بغداد وآخر تطورات المحادثات مع السعودية والإتفاق النووي.

*المحادثات مع المسؤولين العراقيين

وحول لقاءاته ومحادثاته الرئاسات الثلاث في العراق وكبار المسؤولين وقادة الأحزاب والسياسين العراقيين قال: خلال محادثاتي مع کبار المسؤولین العراقیین فیما یخص العلاقات الثنائیة بین البلدین، فقد تطرقنا إلی التفاصیل. مستوی العلاقات بین البلدین وصل إلی مستوی ممتاز، نحن نصف هذه العلاقات بأنّها إستراتیجیة علی المستوی الرسمي، کما انّها علی المستوی الشعبي عبارة عن صلات وعلاقات بین أمّة واحدة في وطنین مستقلین ومختلفین.

واضاف: فیما یخصّ التعاون الإقتصادي والتجاري، فقد أجرینا محادثات شاملة ودقیقة مع المسؤولین العراقیین، بعض البُنی التحتیة تمرّ في طور التقویة بین البلدین، من ضمنها وصل سکّة الحدید بین البصرة وشلمجة وسکّة حدید کرمانشاه – المنذریة بهدف تبادل البضائع المختلفة وسیاحة الزیارة بین البلدین.

وتابع: سکك الحدید هذه بإمکانها أن تلعب دورا بنیویا مهما. وجهات نظرنا متطابقة حول عبور الشاحنات في أقرب فرصة ممکنة وأن یکون الأمر بحیث تستطیع هذه الشاحنات تفریغ حمولاتها من البضائع المختلفة في محافظات البلدین وایصالها إلی المستهلکین.

وقال امير عبداللهيان: إضافة إلی ماسبق، فقد تطرّقنا خلال محادثاتنا المشترکة إلی موضوع الغبار والأتربة، ومن المقرّر في النصف الأوّل من السنة الایرانیة الجدیدة، أي بعد الـ21 من شهر آذار/ مارس 2023، عقد إجتماع دولي في إحدی محافظات ایران، بإستضافة الجمهوریة الإسلامیة في ایران بالطبع علی مستوی وزراء البیئة وبدور مباشر من قبل منظمة الأمم المتحدة. بالطبع، فأن موضوع الغبار والأتربة هو أمر یعاني منه الشعبان العراقي والایراني إلی جانب شعوب المنطقة، لهذا فقد أجرینا محادثات شاملة ودقیقة تخص کیفیة إدارة هذا الموضوع وکبحه.

واضاف: یعود البعد الآخر لتعاون البلدین والمحادثات الثنائیة التي أجریت إلی المواضیع الأمنیة وضرورة وأهمیة تقویة الأمن الحدودي، من جانبنا قمنا بایصال هذه الرسالة بصراحة متناهیة إلی مسؤولي منطقة کردستان وقلنا فیها أن الجمهوریة الإسلامیة في ایران لن تتحمّل من الآن فصاعدا أي تحرکات للمجموعات الإرهابیة الإنفصالیة من منطقة كردستان العراق.

وقال: لحسن الحظ، ومع تشکیل اللجنة العلیا للتعاون الأمني فقد عُقد إجتماعان أمنیان في بغداد وطهران. زمیلي السید "فؤاد حسین" المحترم { وزير الخارجية العراقي} إلی جانب السید "قاسم الأعرجي" المستشار الأمني لجمهوریة العراق، أدیا دورا مهما علی هذا الصعید، کما أن مسؤولي منطقة کردستان العراق حضروا هذه المباحثات. وحالیاً، تم إعداد مسودة وثیقة بین الطرفین، ونأمل أن یتم التوقیع علی الوثیقة الآنفة الذکر في المستقبل المنظور.

واضاف: نحن نعتقد أن تواجد المجموعات الإرهابیة وصلاتها بالکیان الصهیوني وبعض أجهزة الاستخبارات یشکل تهدیدا للأمن في العراق أولا، وایران ثانیا، وحتی أمن منطقة کردستان العراق أیضاً، ویجب أن نضع حدا لهذا الموضوع مرة واحدة وإلی الأبد.

*الجماعات الارهابية في كردستان العراق

وحول اتفاق مسبق بين ايران والحكومة الاتحادية والعراقية وحكومة اقليم كردستان العراق بأن يتم نزع سلاح الجماعات الارهابية في الاقليم لكنه لم ينفذ فهل هناك آليات حالية وضعت لنزع اسلحة هذه الجماعات الارهابية؟ قال: هذا الأمر هو ما تطالب به الجمهوریة الإسلامیة في ایران، ونحن لن نرضی بأقل من هذا، أولا إغلاق جمیع مقرات الإرهابیین في منطقة کردستان العراق ووضع حد لأنشطتها الإرهابیة، وإغلاق جمیع معسکرات التدریب لهذه المجموعات الإرهابیة وتسلیم المجرمین للسلطات القضائیة، موضوع تواجد الإرهابیین الإنفصالیین في منطقة کردستان العراق أمر لایمکن للجمهوریة الإسلامیة في ایران أن تتحمله بأي شکل من الأشکال. خلال السنوات الماضیة أبدینا الکثیر من ضبط النفس وقد قدمنا العدید من الشهداء علی هذا الصعید، والآن لایوجد أي مجال لإستمرار هذه الحالة في منطقة کردستان العراق.

وبشان الرد الايراني في حال تكررت الاعتداءات ضد ايران انطلاقا من منطقة اقليم كردستان العراق قال أمير عبداللهيان: نحن لدینا، كما في الماضي علاقات صداقة وأخویة مع بغداد ومنطقة کردستان في إطار الدستور العراقي وعلاقات تاریخیة وقدیمة مع المسؤولین الأکراد في منطقة کردستان.

واضاف: کما أننا متفائلون في ظل هذه العلاقات القویة الموجودة حالیا وفي ظل الدور الذي تؤدیه بغداد، أن لا نشهد في المستقبل تکرارا للحالة التي سادت في منطقة كردستان لفترة زمنیة، ولکن في حالة تکرار هذه الحالة فأن ردة فعل الجمهوریة الإسلامیة في ایران ستکون وفقاً لإطار میثاق الأمم المتحدة بحیث ستکون عبارة عن دفاع قوي ومؤثر جدا.

*العلاقات بين ايران والسعودية

وحول العلاقات الايرانية السعودية قال أمير عبداللهيان: نحن نری عودة العلاقات بین الریاض وطهران إلی وضعها الطبیعي مفیدة للبلدین وللمنطقة علی حد سواء. کانت الجمهوریة الإسلامیة في ایران ولاتزال ترحب بالمحادثات والتعاون والتفاعل مع السعودیة، وقد حققنا تقدما خلال الجولات الخمس السابقة من المحادثات بوساطة عراقیة، وحالیا نحن في صدد تنظیم وبرمجة جولة جدیدة من المحادثات.

واضاف: نحن علی أمل أن نشهد خطوات وإجراءات ملموسة ونتائج واضحة علی الأرض. تحولت تفاهمات محددة إلی خطوات عملیة وتنفیذیة، ولکن لاتزال أمامنا مواضیع في طور الحوار بیننا وبین الجانب السعودي. نحن نعتقد أن نتیجة هذه المحادثات ستکون خلق أجواء مناسبة لإعادة فتح سفارتي البلدین في العاصمتین في الوقت المناسب، والجمهوریة الإسلامیة في ایران کانت ولاتزال دائما ترحب بسیر المحادثات والتفاعل وعودة العلاقات إلی حالتها الطبیعیة.

*مفاوضات رفع الحظر

وتابع أمير عبداللهيان: السید "فؤاد حسین" الذي عاد للتو من زیارته لواشنطن، حمل رسالة مفادها أن الجانب الأمریکي علی استعداد لتکمیل الإتفاقیة والوصول إلی نتیجة بشأنها. نحن کنا ولانزال نرحب بالمسار الدبلوماسي والحوار ولم نبتعد عن المحادثات، فنحن علی استعداد من خلال إطار المحادثات التي أجریت في فیينا والرسائل المتبادلة بیننا وبین الجانب الأمریکي من خلال الوسطاء وباسلوب شفوي، والتي أکدت علی مراعاة مصالح کل طرف في المحادثات وبالطبع الخطوط الحمراء للجمهوریة الإسلامیة في ایران فیما یخص نتیجة الإتفاقیة وعودة کل طرف من الأطراف ذات الصلة بإلتزاماتها من خلال إتفاقیة خطة العمل المشترك الخاصة بالبرنامج النووي السلمي لایران، من وجهة نظري الشخصیة أعتقد أنه لو قام الجانب الأمریکي بالتعامل بصورة واقعیة في اطار الرسالة التي بعثها وعدم تکرار التصریحات الإعلامیة المنافقة، لن تکون أمامنا مسافة بعیدة للوصول إلی الإتفاق.

واضاف: ما أراه شخصیاً مما نقله السید "فؤاد حسین" عن الجانب الأمریکي، هو أن الوصول إلی إتفاق أمر ممکن، وأن ما أظهره الجانب الأمریکي من إستعداده لإتخاذ خطوات للوصول إلی نتیجة موجود، لکن المشکلة تکمن في أن الأمریکیین دائما ما یقومون بإرسال إشارات ورسائل دبلوماسیة وإعلامیة متناقضة، بمعنی أنهم یبعثون برسائل ایجابیة في المسار الدبلوماسي بینما یقال کلام آخر في وسائل الإعلام. نحن نأمل من الجانب الأمریکي أن یتعامل بواقعیة ولیس بنفاق.

وقال: لقد کان الجانب الأمریکي هو الذي خرج من إتفاقیة خطة العمل المشترك الخاصة بالبرنامج النووي السلمي لایران، لهذا فأن وضع الشروط وإطلاق تصریحات مضللة ومتناقضة لن یساعد في حل المشکلة، فعواقب عدم تنفیذ الإتفاقیة النوویة بشکل کامل من مسؤولیة أمریکا، لذا فعلی الأمریکیین بدلا من تصریحاتهم المتناقضة الإقرار بالخطأ الذي ارتکبوه، وأن یسیروا في طریق تصحیح هذا الخطأ، بالطع یجب علی الدول الأوروبیة الثلاث أن تسعی في طریق ایفاء دورها البناء وأن تجتنب الوقوع في أخطاء التحلیل والحسابات.

انتهى ** 2342

تعليقك

You are replying to: .