واشار موفد ارنا الى جنيف، ان وزير الخارجية الايراني ادلى بهذا التصريح، خلال كلمته في اجتماع مجلس حقوق الانسان الـ 52، والذي بدأ اعماله باستضافة هذه المدينة السويسرية قبل قليل.
وشدد "امير عبداللهيان"، على ان ايران تعتبر احترام حقوق الانسان والكرامة الانسانية من مبادئها الاساسية المتجذرة في معتقداتها وتقاليدها الدينية والوطنية؛ مردفا، "اننا عازمون في هذا الاطار على مواصلة الجهود المضنية والمستدامة من اجل صون وتطوير حقوق الانسان".
ولفت، الى ان الحفاظ على حقوق الانسان وتطويرها، يشكل هاجسا مشتركا لدى شعوب العالم جميعا، وعليه فإنه لا يحق لاي دولة او مجموعة ان تسمح لنفسها باحتكار الحقوق الانسانية او صونها وتطويرها، وتملي على سائر الدول بان ترضح لقراءاتها المفتعلة من هذه الحقوق.
واشار وزير الخارجية الايراني الى، ان "القرار الاممي الذي افضى الى تاسيس مجلس حقوق الانسان، ينطلق من اهداف مبدئية لتطوير العلاقات القائمة على الصداقة بين الدول، واحترام مبدا الحقوق الندية وحق الشعوب في تقرير مصريها"؛ مؤكدا : لكن في مرحلة التطبيق نشاهد بانه يتم ارغام مجلس حقوق الانسان لكي يضع قضايا خاصة نصب اعماله؛ الامر الذي لم يقدم اي مساعدة لتطوير علاقات الصداقة بين البلدان، وبما يلزم على هذا المجلس ان يعيد النظر في مصداقيته وتاثير من خلال التعاون والحوار الحقيقي بين الدول الاعضاء.
واكد، على ان حقوق الانسان مجموعة متكاملة من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمدنية والسياسية التي ينبغي التركيز عليها جميعا وعدم الفريط باحدها لحساب الاخر او اعتبار حق ما في مرتبة متدنية مقارنة بالنوع الاخر.
ومضى الى القول : ان الاجراءات القسرية واحادية الجانب، اذ تتعارض مع القانون الدولي والحقوق الانسانية، تعمد بشكل منتظم الى انتهاك الحقوق الاساسية الانسانية في الدول المستهدفة.
تابع، ان الحكومات الامريكية الواحدة تلو الاخرى تتحمل المسؤولية قبال هكذا سلوك، والى جانبها تلك الدول الاوروبية وغيرها التي سارت على نهج امريكا الاحادي والقسري، فهي بدورها تتحمل المسؤولية في هذا الخصوص.
وشدد وزير الخارجية الايراني، قائلا : لا يحق لاي دولة ان تدعي بان اداءها قبال حقوق الانسان لا يعتريه اي خلل؛ لافتا الى ان امريكا تحل بالمرتبة الاولى على مستوى العالم من حيث شنّ الهجمات والتدخلات العسكرية، وفرض الحصار الاقتصادي على الدول الاخرى.
واستطرد : ان اليات الامم المتحدة المتعلقة بحقوق الانسان، من شانها ان تساعد في تطوير وصون الحقوق الانسانية عبر الحوار الحقيقي والتعامل البناء وتوفير الطاقات في اجواء متساوية يسودها الاحترام المتبادل؛ معربا عن اسفه من ان المؤسسات المعنية بحقوق الانسان تحولت بفعل عدد قليل من الدول بقيادة امريكا الى اليات لتمرير سياساتها الخارجية.
واوضح : ان الوقفات السلمية التي نظمت بعد حادثة الوفاة المؤلمة للسيدة "مهسا اميني" في بلادي، جسدت روح التماسك والتعاطف عند الشعب الايراني مع هذه المواطنة الشابة؛ مضيفا : لكن تدخل العناصر الارهابية جرّ تلك التجمعات السلمية الى العنف، وفي السياق ذاته عمدت شبكات تلفزيونية ناطقة بالفارسية تتخذ من امريكا وبريطانيا مقرا لها، الى التحريض تحت غطاء برامجها الاخبارية على العنف والاغتيالات في البلاد.
وتابع وزير الخارجية : هذه التدخلات الخارجية اودت بحياة الابرياء بمن فيهم 70 شخصا من القوات المنفذة للقانون، وخلفت الدمار والكم الهائل من الاضرار في الممتلكات العامة والخاصة داخل البلاد، وفي الوقت الذي لم يُسمح لقوات الشرطة باستخدام الاسلحة النارية، كانت عناصر الشغب تنهال عليهم باستخدام انواع الاسلحة النارية والبيضاء.
واعلن وزير الخارجية، ان معظم الاشخاص الذين اعتُقلوا خلال الاضطرابات الاخيرة في ايران تم العفو عنهم واستعادوا حرياتهم، سوى اولئك الذين ارتكبوا الجرائم في تلك الاحداث.
واشار وزير الخارجية الى تشكيل لجنة وطنية تعنى بإجراء تحقيق شامل حول الاضطرابات وتحديد الاسباب والعناصر المختلفة التي تسببت في وقوعها، وتسلم شكاوي المواطنين، على ان تقدم تقريرا فيما يخص متابعاتها الى الجهات المعنية.
وفي جانب اخر من كلمته، اشار امير عبداللهيان الى انتشار الجماعات الارهابية والمتطرفة في انحاء العالم، مؤكدا بان هذه الظاهرة تعد من اهم تحديات العصر الحاضر، وسلط الضوء في هذا الخصوص على الاساءات التي طالت المقدسات الاسلامية والقران الكريم، فضلا عن اغتيال الزوار في مرقد السيد شاهجراغ بمدنية شيراز مركز محافظة فارس (جنوبي البلاد).
واستدرك : ايران كانت ولاتزال في الخط الامامي لجبهة مكافحة المخدرات؛ ومنظقتنا سوف لن تنسى تضحيات القائد الشهيد سليماني ضد داعش، والجمهورية الاسلامية الايرانية لن تدخر اي جهد في سياق تسليم المسؤولين الذين يقفون وراء جريمة اغتياله، الى يد العدالة.
وفيما يخص المراة الايرانية، قال : ان نساءنا حققن انجازات ملفتة في مختلف المجالات العلمية والتعليمية والصحية والطبية والانشطة الاجتماعية والسياسية؛ وعليه فقد امتزجت صورة المراة الايرانية بالتفوق والتطوير الشامل في الصعيد العالمي اليوم.
كما اشار الى الوضع في فلسطين المحتلة، قائلا : ان لا توجد اي بقعة في العالم اليوم التي يتم فيها استهداف حقوق الانسان اكثر مما يحصل ذلك في فلسطين المحتلة؛ مطالبا بوقف الاعمال الممنهجة لانتهاك حقوق الانسان بواسطة الكيان الصهيوني في هذا البلد.
وتابع : طالما بقيت فلسطين ترزح لسطوة المجازر "الاسرائيلية"، سيتعثر جدا التعويل على الاليات الدولية المتعلقة بحقوق الانسان.
انتهى ** ح ع
تعليقك