وبخصوص الاتفاق الإيراني السعودي، قال هاني زاده في مقابلة مع مراسل وكالة "إرنا": هناك وجهات نظر من بينها ان الصين الذي ادى دور الوسيط في الاتفاق تهدف إلى أن تصبح القوة الاقتصادية الأولى في العالم في العقد المقبل، ولتحقيق هذا الهدف، فإنها بحاجة إلى الطاقة الأحفورية الموثوقة، الموجودة في إيران والمملكة العربية السعودية.
وأضاف: أمّا وجهة النظر الثانية هي ان مصالح الصين تتطلب التقليل من التوتر بين طهران والرياض، والتي كان لها تأثير سلبي على العديد من الاحداث في المنطقة على مدى السنوات السبع الماضية، لأن الصينيين يعرفون جيداً أن العامل الأجنبي، وخاصة الدور الأمريكي المدمّر في تصعيد الخلافات والتباعد الإقليمي هو أمر مؤثر للغاية.
وقال الخبير في الشؤون الدولية: إنه قد تم اقتراح الوساطة بين الرياض وطهران، أثناء الزيارة الأخيرة للرئيس الصيني "شي جين بينغ" إلى الرياض لتوقيع العديد من الاتفاقيات التجارية والنفطية المهمة مع السعودية.
واستطرد حديثه قائلاً: ان هذه الرسالة قد نقلت إلى إيران خلال زيارة آية الله إبراهيم رئيسي إلى بكين في فبراير الماضي، ووافق رئيس الجمهورية على مواصلة عملية التفاوض بين الوفدين السعودي والإيراني في بكين.
كما أشار إلى الدور الفعال للحكومة العراقية، سواء في عهد رئيس الوزراء الأسبق "مصطفى الكاظمي" أو خلال عهد رئيس الوزراء الحالي "محمد شياع السوداني"، في تقريب وجهات النظر الإيرانية والسعودية في الوصول إلى هذا الاتفاق.
وذكر هاني زاده بأن المفاوضات كانت قد بدأت بين الوفدين الإيراني والسعودي في بغداد في نيسان/ابريل من العام الماضي، وجرت 5 جولات من المفاوضات المكثفة والصعبة في المجالين الأمني والعسكري بحيث نتج عنها وقف إطلاق النار بين السعودية واليمن.
وأضاف: انه كان من المفترض أن تستمر الجولة السادسة من المفاوضات في المرحلة السياسية، لكن أحداث الخريف الماضي في إيران والدور التخريبي والمدمر لوسائل الإعلام المدعومة سعوديا أدى الى تفاقم الأزمة الأخيرة في إيران و تجميد المفاوضات في بغداد.
وأشار إلى أنه في مثل هذه الأجواء اقترحت الصين التي حددت العلاقات السياسية مع كل من السعودية وإيران مواصلة المفاوضات في بكين. وعقدت هذه المفاوضات لمدة اسبوع برئاسة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الادميرال" علي شمخاني" ومستشار الأمن الوطني السعودي "مساعد بن محمد العيبان" ، وذلك بعيداً عن وسائل الإعلام العالمية الأمر الذي اسفر عنه اتفاق بكين.
إبعاد أمريكا عن المنطقة هو أحد أهداف الصين
وقال المحلل السياسي: إن التقارب بين إيران والسعودية كدولتين مؤثرتين في المنطقة سيؤدي إلى تقليص نفوذ وهيمنة الولايات المتحدة وبالتالي إبعاد أمريكا عن المنطقة وهو من أهداف الحكومة الصينية.
وعن تأثير الاتفاق بين إيران والسعودية على علاقات إيران الإقليمية، قال هاني زاده: من الطبيعي أن تكون إقامة العلاقات بين طهران والرياض مقدمة لعزل النظام الصهيوني في المقام الأول وبداية تقارب إقليمي في مجالي العالم الإسلامي والعالم العربي، كما أصبح قادة الكيان الصهيوني حساسين للغاية لهذا الاتفاق لأنه سيهمش خطة السلام المعروفة باسم ميثاق إبراهيم بين الكيان الصهيوني والدول العربية.
العديد من الأزمات في المنطقة سيتم حلها في المستقبل القريب
وقد تابع مذكراً بأن المملكة العربية السعودية بلا شك دولة مركزية في مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، كما ان تخفيف التوترات بين إيران والمملكة العربية السعودية يشجع الدول العربية الأخرى، بما في ذلك البحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن على التحرك نحو اقامة علاقات مستقرة مع إيران.
وقال هذا الخبير في الشؤون الإقليمية: إذا التزمت السعودية ببنود اتفاق بكين ولم تستخدمه كتكتيك سياسي مؤقت، فسيتم حل العديد من الأزمات الإقليمية في المستقبل القريب.
واستطرد حديثه بأنه سيكون لهذا التقارب بطبيعة الحال ردود فعل إيجابية على المنطقة، بما في ذلك انتهاء الحرب في اليمن، وانتهاء الأزمة السورية، والاتفاق الإقليمي على انتخاب رئيس متفق عليه في لبنان لأن الجمود في انتخاب رئيس الجمهورية بات يشكل تحدياً سياسياً خطيراً في لبنان.
اتفاقية بكين انتصار استراتيجي للحكومة الايرانية الثالثة عشرة
وعن سياسة الحكومة الثالثة عشرة في تطوير العلاقات مع الجيران، قال هاني زاده: إن الحكومة الثالثة عشرة تحاول بجدية تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بشكل دائم وحققت نجاحاً في هذا الصدد. وتشير الزيارات الدورية للمسؤولين الايرانيين إلى الدول العربية في الخليج الفارسي والمنطقة والزيارات المتبادلة لمسؤولي الدول العربية إلى إيران إلى وجود إرادة جادة بين مسؤولي الحكومة الثالثة عشرة.
انتهى**م. ر** 3269
تعليقك