وتأتي هذه التصريحات بينما اكتفت وزارة الخارجية المصرية، عقب توقيع استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، برعاية بكين يوم الجمعة الماضي، بالقول إن مصر “تتابع باهتمام الاتفاق، وتتطلع إلى أن يسهم في تخفيف حدة التوتر في المنطقة”.
ثم بعد أقل من 24 ساعة، صدر بيان آخر عن رئاسة الجمهورية ذكر أن مصر “تُقدّر هذه الخطوة الهامة”، و”تُثمّن التوجه الذي انتهجته السعودية في هذا الصدد”، لكنه أعرب، في الوقت ذاته، عن تطلع القاهرة إلى أن “يكون لهذا التطور مردود إيجابي إزاء سياسات إيران الإقليمية والدولية”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيراني ناصر كنعاني، في مؤتمر صحافي أمس الاثنين، إن “مصر دولة مهمة، وإيران ومصر تقدران بعضهما بعضا، فالمنطقة بحاجة إلى القدرة الإيجابية والتآزر بين طهران والقاهرة”.
وأشار إلى أن المحادثات الثنائية الأخيرة بين إيران ومصر قد جرت في العراق هذا الخريف على هامش قمة “بغداد 2″، بحيث أُجريت محادثات قصيرة وإيجابية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي “لأننا نؤمن بضرورة اتخاذ خطوات جديدة لتحسين العلاقات بين البلدين”، مؤكداً أن “العلاقات السياسية بين الدول دائماً طريق ذو اتجاهين، وعلينا أن نراها بطريقة ثنائية”.
ويعتبر مساعد وزير الخارجية المصرية السابق السفير عبد الله الأشعل أنه “لا توجد مصلحة في استمرار قطع العلاقات بين مصر وإيران، بل على العكس هناك مصالح استراتيجية للقاهرة من وراء إعادة هذه العلاقات، ستصب في صالح البلدين، خصوصاً الجانب المصري”.
ويعدد الأشعل “المنافع التي يمكن أن تجنيها مصر من وراء استئناف هذه العلاقات، أن انفتاح مصر على إيران سيسهم في حدوث طفرة سياحية قد تتجاوز 10 ملايين سائح إيراني سنوياً، يتطلعون لزيارة المزارات الدينية ومراقد آل البيت، بالإضافة إلى إمكانية تنامي التبادل التجاري بين البلدين في ظل اتساع رقعة الاقتصادين المصري والإيراني، بشكل ستكون له فوائد على الاقتصاد المصري المتداعي”.
ومع كل هذه المكاسب، لا يرجح الأشعل، أن “يكون البلدان على موعد قريب من استعادة علاقاتهما الدبلوماسية، في ظل تصاعد النفوذ الأميركي على صناع القرار في مصر، خصوصاً أن إيران لن تقدم تنازلات على هذا الصعيد.
المصدر :العربی الجدید
انتهی **1110
تعليقك