تعتبر التجارة بين إيران والصين من أقدم العلاقات في العالم ، والتي بدأت منذ إنشاء طريق الحرير ، وعلى الرغم من كل التقلبات الذي واجهته على مدار القرون الماضية ، إلا أنها لم تشهد التوقف او الانخفاض أبدا.
ومن الأمثلة على متانة العلاقات الاقتصادية بين إيران والصين ما يتعلق بالعقود الأخيرة ، حيث رغم العقوبات الجائرة التي فرضتها الولايات المتحدة ، لم يترك هذا البلد إيران وحيدة واستمر في تبادلاته في مختلف المجالات ؛ من ناحية أخرى ، صوتت الصين ، باعتبارها إحدى القوى العظمى في العالم ، مرارا وتكرارا ضد العقوبات وبذلت العديد من الجهود للتوصل إلى الاتفاق النووي.
شهدت العلاقات الاقتصادية بين إيران والصين العام الماضي تقلبات كثيرة ، وحاولت دول أخرى الإضرار بتنمية التواصل بين البلدين ، لكن تحققت نتيجة أخرى.
في الأشهر الأخيرة من عام العام الايراني الماضي (1401) 2022، وبالتزامن مع بداية العام الصيني الجديد ، سافر رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي إلى هذا البلد في زيارة رسمية ودبلوماسية ، لم يكن لها تداعيات واسعة في العالم فحسب ، بل سهّلت وسُرعت أيضا تطوير العلاقات بين البلدين.
كانت زيارة الرئيس الايراني للصين خطوة كبيرة للتأكيد على العلاقات الطيبة دائما بين البلدين، والتي باتت معدة مرة أخرى لتسجيل حدث في تاريخ إيران والصين.
و في حوار مع رئيس غرفة التجارة الإيرانية الصينية المشتركة مجيد رضا حريري تم تناول موضوع العلاقات بين ايران والصين .
اهتمام الصين والشركات الصينية بتوسيع العلاقات مع إيران
مجيد رضا حريري ، في مقابلة مع مراسل ارنا ، أشار إلى توقيع وثيقة التعاون التي تبلغ مدتها 25 عاما مع الصين و زيارة نائب رئيس وزراء الصين إلى إيران في 2022 لوضع اللمسات الأخيرة على جزء من الاتفاقات المذكورة في الوثيقة، وقال ان زيارة الرئيس رئيسي كانت حدثا مهما في العلاقات مع الصين.
واكد رئيس الغرفة التجارية الإيرانية الصينية المشتركة، أن الحكومة والشركات الصينية أبدت رغبتها واهتمامها بتوسيع العلاقات وعقدت لقاءات جيدة في هذا السياق ، وهذا البلد اتخذ الموقف الصحيح من إيران.
وتابع حريري قائلا ان الرئيس الصيني أعلن خلال زيارة رئيسي لبكين أنه رغم المواقف والصراعات فإن إيران دائما شريك مستقر وصديق للصين ، الأمر الذي حمل رسالة إيجابية.
وقال: يمكن لكل دولة أن تكون لها علاقات اقتصادية وسياسية ، لأن العالم يتحرك في فلك مصالحها ، ويجب على إيران أن تعمل على تحسين وضعها من أجل جذب نصيب أكبر من علاقات الدول الكبرى.
وأكد رئيس غرفة التجارة الإيرانية الصينية المشتركة: أعتقد أن العام الحالي هو أفضل بكثير للعلاقات الإيرانية الصينية، واعدا بتنفيذ أجزاء مهمة من وثيقة التعاون الشامل بين إيران والصين التي تبلغ مدتها 25 عاما.
وقال حريري: خلال الزيارة الأخيرة لرئيس الجمهورية إلى الصين، تم اعداد خطط مناسبة لتنمية الصادرات غير النفطية مع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وبسبب انتهاء سياسات الحجر الصحي لهذا البلد، ستبدأ الوفود التجارية من البلدين، زياراتها لتطوير العلاقات بعد شهر رمضان المبارك.
وبحسب إعلان الجمارك الصينية، بلغت تجارة الصين مع إيران 14 مليار و 760 مليون دولار في عام 2021 ، فيما بلغت 15 مليار و 795 مليون دولار في عام 2022 بنسبة نمو سبعة في المائة.
زادت صادرات الصين إلى إيران في الأشهر من كانون الثاني (يناير) إلى كانون الأول (ديسمبر) 2022 بنسبة 14 بالمائة وبلغت 9 مليارات 440 مليون دولار ، لكن واردات الصين من إيران في عام 2022 واجهت انخفاضا بنسبة 2 بالمائة ، من 6 مليارات و 502 مليون دولار في عام 2021 إلى 6 مليارات و 355 مليون دولار هذا العام.
انتهى** 2344
تعليقك