ونشرت صحيفة "رأي اليوم" مقالا اليوم السبت، مشيرة إلى آخر المستجدات المتعلقة بقضية حل الأزمة اليمنية في ظل اتفاق السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية.
و جاء في المقال : إذا صحت الأنباء التي تقول بأن السلطات السعودية قررت إنهاء الحرب في اليمن، وهي تبدو صحيحة في ظل تسارع التقارب السعودي الإيراني، فإن هذا يعني نقطة تحول رئيسية في المنطقة، يمكن أن تنقل العلاقات بين أكبر قوتين في الجزيرة العربية من المواجهة إلى التعاون، وإغلاق صفحة الصراع بينهما لعقود قادمة.
وبحسب رأي اليوم ، نقلت شبكة الميادين المقربة من حركة "أنصار الله" اليمنية عن مصادر يمنية قولها: وبحسب رأي اليوم أكدت قناة "الميادين"، نقلا عن مصادر يمنية، أن وزير الدفاع السعودي وحامل ملف اليمن"خالد بن سلمان"، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني "رشاد العليمي"، والعديد من أعضائه إلى الرياض واطلعهم على صورة التفاهمات التي جرى التوصل إليها مؤخرا مع حكومة صنعاء حول تمديد الهدنة التي دخلت عامها الثاني، وتخفيف حدة الحصار، وبعض الحلول المقترحة للأزمة اليمنية.
وأضافت: القيادة السعودية أدركت أن هذه الحرب التي دخلت عامها التاسع قبل أيام، واستنزفت الأطراف المشاركة فيها ماديا وبشريا، لا يمكن حسمها عسكريا، من قبل أي من المعسكرين المتورطين فيها، وأقصر الطرق لإنهائها هو الحوار، والتفاوض مع الخصم، وهذا ما حدث تحت الطاولة أولا، سواء عبر الوسطاء، أو بشكل مباشر لاحقا.
وتابعت رأي اليوم: القيادة السعودية، وفي ظل انقلاب سياسي مدروس بعناية، اتخذت خطوات استراتيجية فاجأت الجميع سواء على الساحة الإقليمية أو الدولية يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
أولا: فك الارتباط بشكل تدريجي مع الولايات المتحدة بعد فشلها في توفير الحماية لها، وسحب صواريخها من قواعدها الأمريكية في اللحظة الحرجة، والمقصود هنا صواريخ "الباتريوت" و"ثاد"، والتوجه إلى الشرق، أي الصين، والشمال، أي روسيا، قائدتي النظام العالمي الجديد.
ثانيا: الدخول في حوار مع الخصم الإيراني الداعم الأكبر لحركة أنصار الله في جولات سرية تحولت إلى علنية برعاية صينية تكللت باتفاق تاريخي جرى توقيعه في بكين بحضور الرئيس الصيني "شي جين بينغ"، من أبرز نصوصه تبادل السفراء، ووقف التدخل في الشؤون الداخلية.
ثالثا: اختراع سعودي ذكي كمقدمة تمهيدية للتسوية الشاملة للحرب اليمنية يتمثل في منظومة الهدن المتدرجة، والمتجددة، برعاية أممية شكلية، فهذه الهدن نجحت في تخفيف حدة العداء، وارتخاء العضلات العسكرية، والتمتع بإغراءات وقف إطلاق النار، وحقن العداء والدماء، خاصة أنها جاءت متوازية مع بعض التنازلات المهمة حياتيا للشعب اليمني مثل زيادة عدد الرحلات الجوية في مطار صنعاء، وتخفيف حدة الحصار على ميناء الحديدة، ودفع جزء كبير من الرواتب للموظفين اليمنيين.
يذكر أن الجانب المسكوت عنه، وما زال طي الكتمان حتى الآن، هو ملامح التسوية النهائية للأزمة اليمنية ، فهناك من يتحدث عن خطوة قادمة للمصالحة اليمنية على وجه الخصوص، تتجسد في اجتماع موسع في العاصمة السعودية الرياض في غضون أسابيع أو أشهر، قد يتم خلالها وضع الخطوط الرئيسية لمبادرة تقوم على الشراكة في الحكم.
من المؤكد أن هناك جهات عديدة متضررة من هذه التفاهمات السعودية مع حكومة صنعاء ستعمل على عرقلتها، وهذا أمر متوقع، لكن قطار التسوية قد انطلق بسرعة، وبات من الصعب وضع العصي في عجلاته، لأن البدائل مرعبة، ومرفوضة من غالبية الشعب اليمني.
انتهى**3276
تعليقك