١٤‏/٠٤‏/٢٠٢٣، ٩:١٥ ص
رقم الصحفي: 2458
رمز الخبر: 85082172
T T
٠ Persons

سمات

جمعة الوداع.. تجبر الكيان الصهيوني على وداع الاستقرار والاستعداد للهروب

١٤‏/٠٤‏/٢٠٢٣، ٩:١٥ ص
رمز الخبر: 85082172
سميرة الموسوي
جمعة الوداع.. تجبر الكيان الصهيوني على وداع الاستقرار والاستعداد للهروب

طهران/ 14 نيسان/ ابريل/ ارنا - في مقال لها خصت به وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء (ارنا) بمناسبة يوم القدس العالمي كتبت النائبة العراقية السابقة عن ائتلاف دولة القانون السيدة سميرة الموسوي تقول :

الأراضي الفلسطينية والقدس الشريف أحد محاور الثورة الخمينية المباركة.. وقد تجلى هذا المحور في مجمل الفعاليات الفكرية والعملية لمسارات الجمهورية الإسلامية الإيرانية من حيث نظرتها لضرورات تحرير الأراضي الفلسطينية من سيطرة الكيان الصهيوني ودعوة العالم أجمع الى مناصرة الشعب الفلسطيني في كفاحه ضد مغتصبي أراضيه، وقد أكد الإمام الخميني بعد انتصار الثورة في إيران على ضرورة ترسيخ محور تحرير الأراضي الفلسطينية والقدس الشريف واحياء هذه الدعوة سنوياً في خطاب القاه في شهر آب عام ١٩٧٩ حيث قال: "وإنني أدعو المسلمين في جميع انحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة في هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس.. وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين.. وإنني أدعو جميع المسلمين في العالم لتحديد واختيار يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الكريم – الذي هو في حد ذاته فترة محددة يمكن أيضا ان يكون العامل المحدد لمصير الشعب الفلسطيني – وخلال حفل يدل على تضامن المسلمين في جميع انحاء العالم تعلن تأييدها للحقوق المشروعة للشعب المسلم.. اسأل الله العلي القدير ان ينصر المسلمين على الكافرين ".

وتتأكد ضرورة يوم القدس العالمي في كونه المعبر الحقيقي والعملي عن مبادئ الثورة الخمينية الكبرى وإنه يتجدد في كل فعالية إيرانية من أجل تحرير الشعوب المستضعفة و دعم نضالاتها من اجل تقويض هيمنة الاستكبار العالمي، فهو  - يوم القدس العالمي-  لم يكن (دعوة عابرة أو رغبة أو مجرد تعبير سياسي ودبلوماسي أو استعراض أيديولوجي لمناصرة تحرير الشعوب) وإنما هو ركن و محور من محاور ثورة شعبية إسلامية فريدة متفردة في العصر الحديث وتجلى هذا المحور وتأكد في دستور الثورة وفي قوانينها وفي فعالياتها المستدامة لنصرة الشعب الفلسطيني، ولقد شهد تاريخ (العمل التحرري العربي والإسلامي) الكثير من المؤتمرات والشعارات والاحتفالات واجتماعات القمم وغيرها لنصرة الشعب الفلسطيني ولكنها لم تكن مؤثرة، وإن تأثيرها كان يتبدد بعد انطلاقها بأيام او أسابيع بسبب عدم او ضعف تحشيد الإمكانات لتلك الفعاليات على الرغم من أن المحتفلين كانوا من المكتنزين بالإمكانات.

ومن هنا سنعرف أن يوم القدس العالمي ومنذ عام ١٩٧٩ استمرت قوة تأثيره تباعا سنويا وهذا التأثير كان يتفاعل طيلة أيام السنة ويحقق زخماً تصاعدياً في جميع المجالات المؤدية الى تسامي القضية الفلسطينية وتأثيرها في الفكر والسلوك الوطني العربي والإسلامي ثم الإقليمي والعالمي، وإن قيادة السيد علي الخامنئي التي آمنت بمبادئ الثورة إيماناً لا يلين قد أولت هذا المحور كامل الاهتمام حتى كانت حرارة الايمان به تتفاعل وتتصاعد سنوياً في تأثيرها على الراي العام العالمي والمؤسسات السياسية العالمية والعلاقات الدولية حتى نال وبجدارة وامتياز ثقة الشعب الفلسطيني وحشود المقاومة الفلسطينية والعربية والإسلامية بعد ان كادت الكثير من الدعوات العربية الاسمية الاستعراضية والضعيفة أن تمحو إمكانية نيل أي ثقة بدعوة لمقاومة الاغتصاب الصهيوني.

ان المتتبع لتفاعلات وتصاعد تأثير مفاهيم يوم القدس العالمي الثوري الخميني والخامنئي سيكتشف الاثار التصاعدية على المقاومة وكذلك النقلات النوعية التي رفعت معنويات وإمكانات المقاومين الفلسطينيين والعرب والمسلمين، و أول تأثير لمبادئ يوم القدس العالمي كان نيل ثقة الاحرار بجدية هذا اليوم وصدقية الأرضية العقيدية التي انبثق منها وكذلك اعتماد منهج إمام المتقين علي ابن ابي طالب عليه السلام في التعامل مع الحياة الحرة الكريمة والحق والحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، ولذلك فقد كانت الثقة هي البيئة النقية لفوران امل التحرير في قلوب رجال محاور المقاومة.

لقد كان يوم القدس العالمي يتميز تأثيره في كل عام عن العام الذي سبق حتى ظهر هذا العام متجليةً أهدافه بنسبة تأثير تليق بثورية مبادئه وجديته وصدقيته.

إننا نرى ونسمع ونلمس اليوم تأثيرات يوم القدس العالمي وعلى المستويات كافة، كما تظهر بمستويات مختلفة على مجريات الاحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والاستيطانية في داخل الكيان الصهيوني. فهذه الاحداث التي يتزلزل فيها وجود الكيان الصهيوني ليست سوى مقدمات مهمة لتأثير مبادئ يوم القدس وسوف تتصاعد حدتها تباعاً ويصبح وجودهم على الأرض المغتصبة جحيماً وعندئذ ليس لهم سوى الفرار والعودة الى حيث كانوا.

إن الله العلي القدير قد وعد في كتابه الكريم الصابرين بالنصر، وكان نصر الله العلي العظيم مدداً ولطفاً في كل حين للأحرار، ولمن كفروا بالطاغوت وآمنوا بالله واستمسكوا بالعروة الوثقى. وفي هذه الجمعة الأخيرة من رمضان.. جمعة الوداع.. الجمعة اليتيمة، يتقرر النصر الموعود.. إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً.

والله ولي التوفيق

انتهى** 2344

تعليقك

You are replying to: .