رئيسي: تكمن عظمة الحكيم الفردوسي الوجودية في تسامحه البطولي على طريق خلق ملحمة وطنية

طهران 15 أيّار/ مايو/إرنا- وبمناسبة اليوم الوطني لتكريم اللغة الفارسية والشاعر الإيراني الكبير الحكيم " ابو القاسم الفردوسي" ، كتب الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي:" إن الحكومة تدعم الباحثين والأساتذة من أجل إضفاء الطابع المؤسسي على أفكار العلماء العظماء مثل الحكيم أبي القاسم الفردوسي، بحيث يمكن زيادة الثراء الثقافي لإيران الإسلامية من خلال رسم الخط الفكري والأدبي لهؤلاء العلماء العظماء."

وقد ذكّر رئيسي في رسالته اليوم بمناسبة اليوم الوطني لتكريم اللغة الفارسية والشاعر الإيراني الكبير الحكيم ابو القاسم الفردوسي و التي تلاها وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي محمد مهدي اسماعيلي بأن إيران العظمى هي حقيقة ثقافية وروحية في قلب قارة آسيا القديمة تربط الشرق والغرب كحلقة وصل في سلسلة الوجود الروحي والثقافي. ومنذ بداية التاريخ الإسلامي وعندما كانت تتجه ايران نحو الاسلام اصبحت مركز الثقافة والحضارة الإسلامية وتركت انطباعاً عميقاً حتى في المجال العربي.

وتابع رئيسي لافتاً الى أن عظماء مثل الفردوسي أعادوا إحياء اللغة الفارسية وتاريخ إيران، واستطاع الشعب الإيراني مواصلة حياته دون أي صراعات وتناقضات في مرآة المعرفة الإسلامية.

وعليه اعتبر رئيسي ابي القاسم الفردوسي رمزاً لحكمة هذه الأرض وليس مجرد شاعر عادي بل ينبغي اعتباره جوهر الثقافة والحضارة الإيرانية فهو الذي اضفى على اللغة الفارسية  هوية مستنيرة وأولى اهتماماً جاداً للروابط التاريخية العميقة والهوية الوطنية والثقافية لإيران.

وتابع رئيسي مشيراً الى ان الفردوسي سمّي هو بالحكيم لدلالته على السمو في المرتبة وعلى شجاعة المحاربين الايرانيين القدماء وهو مظهر من مظاهر الحكمة النظرية والعملية الإيرانية والإسلامية. كما سمّي كتابه " الحكمة والملحمة " بالشاهنامة بحيث تتجلى فيها روح الحرية وحرية الكتابة والاهتمام بالثقافة الغنية والقوية لهذه الأرض وهذا الكتاب الرائع مليء بالحب واللطف.

كما واشار رئيسي في رسالته الى ان هذا الحكيم منفتح القلب الذي لديه شغف لإيقاظ الإيرانيين وخلق التعاطف والتضامن قد عانى الفقر وحياة قاسية بينهم وأنفق ثروته ورأس ماله على طريق خلق تحفة أبدية من اللغة والثقافة الايرانية.

وأضاف رئيسي تكمن العظمة الوجودية للحكيم أبي القاسم الفردوسي في تسامحه البطولي في طريقة خلق الملحمة الوطنية لإيران الإسلامية، بحيث تمتزج في كتابه وحدانية الله وعبادته والحكمة التربوية بالروحانية والتدين.

وتطرق رئيسي في رسالته الى ايمان الفردوسي العميق بدين الإسلام التنويري الذي انتشر في عصر الفردوسي الى اقصى انحاء العالم بشكل ديني وشامل وعالمي ومتجاوب مع القضايا المعاصرة ، كما اشار الى  إعجاب الفردوسي بنبي الإسلام العظيم (ص) و الذي نراه في العديد من الابيات في الشاهنامة المكرسة للنبي (ص) واهل بيته الأطهار (ع).

وأكّد رئيسي على أن إحياء ذكرى هذا الشاعر الشهير والتعريف بشخصيته الثمينة وأعماله في مجتمع اليوم ، وخاصة جيل الشباب سيساعد على تقوية الهوية الإيرانية والإسلامية والثقة بالنفس، وتنمية وتعميق اللغة المشتركة والتعاطف الوطني، والتضامن والتكامل الإقليمي، و تعزيز الحوكمة الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية .

و على هذا الأساس، اكد رئيسي على ان الحكومة الحالية في إيران تدعم الباحثين والأساتذة من أجل إضفاء الطابع المؤسسي على أفكار العلماء العظماء مثل الحكيم أبو القاسم الفردوسي، بحيث يمكن زيادة الثراء الثقافي لإيران الإسلامية من خلال رسم الخط الفكري والأدبي لهؤلاء العلماء العظماء.

وختم رسالته مهنئاً الشعب الايراني المحب للثقافة بهذه المناسبة معرباً عن امله في أن تستمر الأمة العظيمة والفخورة في إيران وجميع الدول والعشاق الناطقون بالفارسية في الاستفادة من الأفكار السامية لهذا الحكيم الشهير في جميع أنحاء العالم.

انتهى**ر.م.

تعليقك

You are replying to: .