وکان رئيس الجمهورية ایة الله رئيسي قد وجه الخميس الماضي خلال زيارته إلى محافظة سيستان و بلوجستان تحذيرا مهماً للسلطات الأفغانية بشأن احترام حقوق ايران المائية من نهر هيرمند. وهذا الحق المائي لإيران يستند إلى اتفاقية عام 1972 بين إيران وأفغانستان ،لكن لم يتم تنفيذها منذ سنوات وكانت النتيجة عدم استقرار حالة مياه الشرب والمياه الزراعية في مناطق مهمة من محافظة سيستان وبلوجستان والنظام البيئي في بحيرة هامون.
وقد لقي خطاب رئيس الجمهورية الحاسم استقبالا حسنا من الجانب الوطني والإقليمي ولكن على الجانب الأفغاني تم نشر بيان أكد فيه مراراً وتكراراً على الالتزام بالامتثال لاتفاقية هيرمند، إلا أن الجفاف ونقص المياه في أفغانستان جعلها عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها. هذا على الرغم من حقيقة أن رئيس الجمهورية أكد في خطابه أن كمية المياه في الجانب الأفغاني يجب أن يتم فحصها من قبل الخبراء الايرانيين.
ولكن في الوقت الذي تتواصل فيه عمليات متابعة إرسال الخبراء والزيارات الفنية ومن المتوقع أن يمهد الجانب الأفغاني الأرضية لهذه الزيارة في أقرب وقت ممكن لإظهار حسن نيته وصدقه، تنشر وكالة "إرنا صورا من الاقمار الصناعية وخاصة قمر خيّام المتقدم حصلت عليها من منظمة الفضاء الإيرانية لإحتوائها على حقائق مهمة.
80٪ من سعة سد كجكي مليئة بالمياه
وبناء على تحليل صور الأقمار الصناعية توجد حالياً كمية جيدة من المياه في خزان سد كجكي، ووفقاً لتقييم البيانات بإستخدام البرمجيات الدولية فإن منسوب المياه خلف السد قد ملأ حوالي 80٪ من سعة السد.
في نفس الوقت وبناءً على صور الأقمار الصناعية وتقييم مفصل ودقيق هناك العديد من الأراضي الزراعية في الطريق من سد كجكي إلى سد كمال خان وهذه الأراضي تحصل عموماً على مياهها من المياه المتدفقة من سد كجكي.
وفي حالة سد كمال خان، فإن وجود المياه في خزان السد يشير إلى أن المياه المتدفقة من سد كجكي الضخم قد وصلت إلى هذا السد واستطاعت هذه الكمية من المياه ان تغطي هذا السد وتوفر المياه اللازمة للأراضي الزراعية على الطريق الى سد كمال خان وخزان السد.
كما وثبت صور القمر الصناعي خيّام وجود المياه في خزان سد كمال خان وتظهر انه في بعض الأحيان يتم فتح بوابات هذا السد بإتجاه إيران لكن كمية المياه التي يتم إرسالها إلى إيران من هذا السد يتم تحويل مسارها عدة كيلومترات إلى داخل أفغانستان عن طريق قناتين من صنع البشر ولا تدخل أي مياه فعلياً إلى إيران.
وتظهر ايضاً صور قمر خيّام الصناعي أن المياه القليلة المنبعثة من سد كمال خان استخدمت للأغراض الزراعية داخل أفغانستان حيث يلاحظ بوضوح وجود مزارع في نفس المناطق بحسب صور الأقمار الصناعية.
وحول موضوع الصحراء ومنطقة المستنقعات المالحة في غودزره( Godzareh) يُشار إلى أن هذه المنطقة كانت محور اهتمام السلطات الأفغانية في فترات مختلفة من خلال المسار الجانبي الذي تم إنشاؤه على حافة سد كمال خان. وحالياً وفقاً لصور القمر الصناعي خيّام والأقمار الصناعية الدولية، فإن المياه تتواجد في هذه المنطقة، مما يعني أن المياه العذبة خلف سد كمال خان والتي كانت في الواقع منابع السد، قد تسربت أيضاً في المستنقعات المالحة جنوب السد واختفت المياه عملياً.
والجدير بالذكر انه تم إعداد هذه البيانات والمعلومات بناءً على صور الأقمار الصناعية وتقييم البيانات، وبالتأكيد فإن الحضور الميداني لخبراء من وزارة الطاقة والتحقق من حالة السدود والأنهار يمكن أن يجعل هذا التقرير أكثر دقة. ومع ذلك، فإن هذه الصور التي تعود الى منظمة الفضاء الإيرانية كمنظمة علمية ومتخصصة تنتج تقارير متخصصة تعتمد على البيانات الفضائية يمكن أن تساعد الخبراء الايرانيين في المفاوضات والزيارات الميدانية إلى حد كبير.
انتهى**ر.م.
تعليقك