وقال المدير العام لشؤون الخليج الفارسي بوزارة الخارجية الايرانية "علي رضا عنايتي": إن الافتقار إلى النزعة العسكرية ، وعدم تواجد الکیان الصهيوني في المنطقة، والتخفيض المستمر لتواجد القوات الأجنبية في المنطقة، والاعتماد علی دول المنطقة والجهات الفاعلة فیها لضمان أمنها سیشکل مؤشرات تشكيل الأمن المستقر والموجه نحو التنمية في الترتيبات الأمنية الجديدة للمنطقة.
وانتهجت الحكومة الثالثة عشرة شعارا مهما منذ توليها زمام الأمور وكان ذلك تطوير مبدأ حسن الجوار " وحقق هذا النهج إنجازات مهمة في مجال العلاقات الخارجية للجمهورية الإسلامية الإیرانیة في منطقة الخليج الفارسي على مدى العامين الماضيين .
وشكل الاتفاق بين إيران والسعودية لإستئناف العلاقات فصلاً جديدًا في التطورات المتسارعة في المنطقة وذلك بعد قیام البلاد بتعزیز علاقاتها مع دولتين عربيتين الكويت والإمارات العربية المتحدة .
وتمكنت المفاوضات الثنائیة بين البلدين من كسر الجمود الذي دام 7 سنوات بالعزم و الإرادة التي أظهرها كبار المسؤولين في طهران والرياض في هذه العملية. وإحياء العلاقات الثنائية في أجواء جديدة.
وفي 10 مارس/ آذار الماضي، أعلنت إيران والسعودیة، استئناف علاقاتهما الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين، وذلك عقب مباحثات برعاية صينية في بكين، بحسب بيان مشترك للبلدان الثلاثة.
وفي 6 يونيو/ حزيران الجاري، أعادت الحكومة الإيرانية رسميا فتح سفارتها في العاصمة السعودية الرياض، بعد إغلاق دام 7 سنوات وذلك بعد توقيع اتفاق بين الرياض وطهران لاستئناف العلاقات.
وحضر ممثلون عن وزارتي الخارجية السعودية والإيرانية الافتتاح في مقر السفارة الإيرانية الذي كان مغلقا لسنوات.
والتقى وزيرا خارجية إيران والسعودية مرتين، مرة اولى في بكين والثانية في كيب تاون. وأعلن الامیر فيصل بن فرحان في اللقاء مع امير عبداللهيان في كيب تاون أنه سيزور طهران قريبا.
ووصل وزير الخارجية السعودي الامیر فيصل بن فرحان، إلى طهران 17 حزيران/يونيو 2023، تلبية لدعوة من نظيره الإيراني حسين امير عبداللهيان.
والتقي بن فرحان نظيره الإيراني ورئيس الجمهورية ایة الله "ابراهيم رئيسي" لإجراء محادثات حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
ويمكن تقييم هذه الاتفاقية من عدة زوايا وترسم آفاقا واسعة في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقد تم التأكيد على استئنافالتعاون الثنائي في جميع جولات المفاوضات السابقة بين طهران والرياض التي أجریت في العراق وعمان والصين ، وتحقق هذا الهدف أخيرًا بالتوصل إلى اتفاق وإعلان استئناف العلاقات.
وقد رسمت آفاق العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية" في اطار اتفاقيات سارية المفعول ووثائق مهمة للغاية الذي حققه البلدان من خلال المفاوضات.
وستتجه إيران والسعودية في المستقبل القريب نحو تنفيذ هذه الوثائق ، الأمر الذي يمكن أن يدفع العلاقة بين البلدين عدة مراحل إلى الأمام ويمكن إعطاء الأولوية للاقتصاد والتجارة وتحقیق الأهداف والمصالح الوطنية في إطار هذا التعاون.
وسیؤثر استئناف العلاقات بين البلدین على التطورات في المنطقة ، کما يمكن أن سیترك تعزیز العلاقة بينهما تأثيرا علی حل تحديات المنطقة.
ویعتبر قیام ایران ودول أخرى بإتخاذ الخطوات نحو التعاون الجماعي في الخليج الفارسي، ضرورة مهمة.
ويجب على جميع اللاعبين في منطقة الشرق الأوسط جعل تنمیة العلاقات متعددة الأطراف في الخليج الفارسي أساس نهجهم الإقليمي ويمكن لدول الخليج الفارسي أن تزيد من قدرة التفاعلات المتبادلة من خلال تشكيل إطار اتصال جماعي.
وتجدر الإشارة إلى أن كل التطورات التي طرأت، تدفع دول المنطقة نحو تشكيل ترتيب أمني جديد في المنطقة وایلاء الإهتمام نحو تشكيل نظام إقليمي جديد لمستقبل المنطقة، وهو نظام سوف ينشأ بلا شك نتيجة لأعلى مستوى من التعاون بين دول هذه المنطقة في شكل ترتيبات جديدة.
وسيظهر مستوى آخر من التعاون في "الترتيبات الأمنية" في المنطقة.
والافتقار إلى النزعة العسكرية، وعدم تواجد الکیان الصهيوني في المنطقة، و التخفيض المستمر لتواجد القوات الأجنبية في المنطقة، والاعتماد علی دول المنطقة والجهات الفاعلة فیها لضمان أمنها وفي نهاية المطاف تشكيل إدارة جماعية جديدة في المنطقة یشکل مؤشرات تشكيل هذا الأمن المستقر والموجه نحو التنمية بمشاركة جميع دول المنطقة.
انتهی**3280
تعليقك