٣٠‏/٠٧‏/٢٠٢٣، ١٠:٢٤ ص
رمز الخبر: 85184329
T T
٠ Persons

سمات

بعد 75 سنة من تأسيس كيان الاحتلال؛ روح "جيش الشعب" تتآكل

٣٠‏/٠٧‏/٢٠٢٣، ١٠:٢٤ ص
رمز الخبر: 85184329
بعد 75 سنة من تأسيس كيان الاحتلال؛ روح "جيش الشعب" تتآكل

طهران/ 30 تموز/ يوليو/ ارنا- بعد 75 سنة وشهرين بالضبط من توقيع حكومة الاحتلال الاسرائيلي المؤقتة قرار إقامة "الجيش الإسرائيلي"، تم هذا الأسبوع تمرير التشريع الذي سيسجل كبداية تفكيك الجيش.

وكتب صحفي ومحلل عسكري إسرائيلي "ألون بن ديفيد" في صحيفة معاريف العبرية: وفي الأسابيع القريبة القادمة سنواصل قياس كل يوم بيومه الضرر اللاحق بكفاءة الجيش، وكم من الوقت سيكون مطلوبا لأجل استعادتها، لكن الشرخ الكبير الذي فتح في "الجيش الإسرائيلي" لم يعد ممكنا رأبه، فهو لن يعود ليكون كما كانقبل ذلك.

وأضاف: روح "جيش الشعب" تآكلت منذ زمن بعيد وأصبحت أسطورة، فمعدل "الحريديم" المعفيين من الخدمة يتزايد كل سنة بسنة ويقترب منذ الآن إلى 20 بالمئة من عموم أبناء الـ18 عامًا، لكن الأسطورة كانت قوية بما يكفي لتشجيع 70بالمئة من الفتيان "الإسرائيليين" على التجنيد، وهذا معطى ليس تافها، بخلاف الديماغوجيا السائدة، فإن معدلات التجنيد الأعلى سجلت في المدن العلمانية في وسط الكيان ومنها أيضا يأتي معظم المقاتلين في الوحدات القتالية، معدلات التجنيد العالية للشباب والتي بقيت رغم عدم المساواة البارز وعلى الرغم من المكافأة البائسة التي يحصل عليها الجنود هي الأساس لتميز الجيش وقدرته على الحفاظ على تفوق نوعي هائل على المحيط.

وتابع: بالمناسبة، منذ بداية الشهر انتهى مفعول قانون التجنيد السابق والإعفاء الجارف الذي منحه للحريديم، ابتداء من تموز تحول آلاف الشبان “الحريديم“. إلى فارين رسميا من الخدمة، غير أن الحكومة وجهت تعليماتها لوزير الجيش وللجيش بعدم اتخاذ إجراءات تجنيد ضد تلاميذ المدرسة الدينية الرقيقين حتى نهاية آذار 2024، لأجل منح الكنيست الوقت لتثبيت تهربهم ضمن قانون جديد أبدي.

ولفت إلى أن رغم هذا التشويه كانت الخدمة في "الجيش الإسرائيلي" حتى الآن محل إجماع واسع، وحظي الجنود بالاعتراف والتقدير من كل أجزاء المجتمع، حتى لدى قطاع المتهربين، والآن، في إطار التفكك والانهيار العام، تحطم حكومة الخراب أيضا هذا الإجماع، أعضاء الائتلاف الذين بدأوا وكأنهم في منافسة دائمة على البهيمية والفظاظة يتهجمون بشكل فظ على الجنود وأصبح لهذا ثمن منذ الآن.

وقال: روى رئيس الأركان "هليفي" لرئيس الوزراء "نتنياهو" هذا الأسبوع (حين تمنن عليه "نتنياهو" بلقائه) بأن طيارين وضباطا في سلاح الجو يواجهون تلميحات مهينة، حيث يسمونهم "يساريين" حين يتسوقون في السوبر ماركت، وفي محطة الوقود يصرخون عليهم بأنهم "بيض أصحاب امتيازات" بعضهم يفضل نزع الزي العسكري عند الخروج من القاعدة، في الخطوة التالية سيختارون نزع الزي إلى الأبد.

وصرح: يعرف "هرتسي هليفي" بأنه يفقد الجيش الذي كان له، ويشعر أيضا بأنه لا يلقى الدعم من "نتنياهو"، العجز وانعدام الوسيلة لديه انكشفت في الفيلم البشع الذي نشر هذا الأسبوع وفي دعوته اليائسة لتقريب رجال الاحتياط بمن فيهم أولئك الذين اختاروا ألا يمتثلوا للخدمة.

وجاء في هذا المقال: صورة الوضع التي عرضها على رئيس الوزراء في الغرفة المغلقة كانت قاتمة أكثر بكثير. عدد الطيارين الذين أعلنوا أنهم يتوقفون عن الامتثال للخدمة يقترب في نهاية هذا الأسبوع من 300، وهم يشكلون الهيكل صاحب الخبرة والكبير في سلاح الجو، وهم شريحة كبيرة جدا من إجمالي القوة المقاتلة، منذ الآن يوجد ضرر شديد بقدرات سلاح الجو و هو سيتفاقم مع مرور الوقت، عندما يفقد هؤلاء الطيارون كفاءتهم.

وأكد ألون بن ديفيد: في هيئة المقر العملياتي، الوضع أيضا أخطر من ذلك، هناك نحو 100 من أصحاب الوظائف بمن فيهم الأعلى، أعلنوا عن وقف الامتثال للخدمة. في الليالي الأخيرة لم يعد ممكنا ملئ كل المواقع في غرف التحكم والسيطرة في السلاح، لسلاح الجو لا يوجد بديل عن هؤلاء الأشخاص المجربين وخبراتهم، وسيتعين عليه أن يتنازل ويأتي باناس أقل كفاءة للمهام وللوظائف المختلفة.

وأضاف: ألسنة لهيب الانقلاب النظامي منذ الآن لا تلتهم فقط "الجيش الإسرائيلي" بل تقترب أيضا من "قدس أقداس إسرائيل" – لجنة الطاقة الذرية. في أوساط علماء كبار اللجنة يدور في الأسابيع الأخيرة خطاب يقظ عن استمرار طريقهم وعن السؤال إذا كانوا يريدون مواصلة خدمة الدولة التي تحولت إلى نظام مَلكي. هؤلاء العلماء هم مجموعة ضيقة جدا تحمل على أكتافها تطوير قدرات "إسرائيل" النووية، هم أصحاب علم خاص، كل العالم يغازلهم ويركض خلفهم، ولا يوجد لهم بديل حقا.

وقال في الختام: في المرات السابقة التي خربت فيها "إسرائيل" قام أفضل أبناء هذا "الشعب" وحزموا أمتعتهم وخرجوا إلى المنفى، من خلفهم بقيت في البلاد بلدة يهودية صغيرة، ظلامية، فقيرة وضعيفة كانت فريسة سهلة لشعوب غريبة أجنبية. أمام خطر الخراب الثالث محظور علينا أن نقبل مرة أخرى بهذا القدر التاريخي.

انتهى**3269

تعليقك

You are replying to: .