ما يمكن أن ينقذ الانسان في عالمنا اليوم هو إحياء المبادئ الدينية وخاصة الاسلامية لحقوق الإنسان

طهران/5 آب/اغسطس/إرنا- اصدرت رئاسة منظمة حقوق الانسان الايرانية بيانا بمناسبة " اليوم العالمي لحقوق الإنسان والكرامة الإسلامية" مشيرة فیه الى انه ما يمكن أن ينقذ الانسان في عالمنا اليوم هو إحياء وتطبيق المبادئ الدينية لحقوق الإنسان لأن الديانات السماوية وخاصة الإسلام ، تركز بشكل خاص على كرامة الإنسان.

و اشار البيان الصادر عن مستشارية الشؤون الدولية بالقضاء ومنظمة حقوق الإنسان الى انه و بعد حوالي 42 عاما من اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في باريس في 10 كانوان الأول/ ديسمبر 1948 بموجب القرار 217 ألف، فقد صادقت الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي على اعلان  القاهرة حول حقوق الإنسان في الإسلام في 5 آب/ أغسطس 1990.وقد اعتبرت هذه المحاولة الأولى للدول الإسلامية لعولمة الخطاب الشرعي للإسلام ضد خطاب حقوق الإنسان الغربي الناشئ عن الليبرالية.

واضاف البيان ، انه بعد حوالي 18 عاما من تشكيل هذا الإجماع، في عام  2008 و بمبادرة من الجمهورية الإسلامية الايرانية تم اعتماد يوم 5 آب/اغسطس للاحتفال "باليوم العالمي لحقوق الإنسان والكرامة الإسلامية" في تقويم الدول الإسلامية.وكان هذا العمل نقطة تحول في مسيرة الجهود المكثفة التي تبذلها الدول الإسلامية لمنع العولمة ومركزية الثقافة الغربية وتحقيق الديمقراطية الدينية وحكم العقلانية الإسلامية.

وذكر البيان انه وبعد مرور 15 عاما من هذا التصنيف ، يشرح مفكرو الدول الإسلامية كل عام الأبعاد المختلفة لحقوق الإنسان الإسلامية وعلاقتها الوثيقة بالكرامة الإنسانية من جهة وتميزها بحقوق الإنسان الغربية من جهة أخرى من وجهة نظر الخطاب الثقافي للإسلام.

وتابع البيان موضحا انه من وجهة نظر اسلامية تنبع حقوق الإنسان من الكرامة التي أعطاها الله تعالى للبشرية ومستشهدا بذلك بالاية القرانية رقم70 من سورة الاسراء "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا " ، لافتا الى ان هذه مجرد واحدة من النقاط التي أهملها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عن عمد.

وافاد هذا البيان ايضا ان إعلان حقوق الإنسان الإسلامية قد نص على أن حقوق الإنسان مستمدة من كرامة الإنسان وقيمته المتأصلة ، وان  والأمة الإسلامية لها رسالة عالمية ، وعلى الرغم من وصول الإنسانية إلى مراحل العلوم المادية  إلا أنها بحاجة ماسة إلى الإيمان والروحانية لحماية حقوقها وحضارتها.

وشرح البیان اختلاف النظرة الخاصة لإعلان حقوق الإنسان الإسلامي حول أصل الخلق ومقصده هي السبب في التمييز الواضح والأساسي بين مفهومي "الإنسان" و "الحقوق" مقارنة بالنظرة الغربية المبنية على النظرة الإنسانية التي تركز على الإنسان ورغباته ، مفندا شرحه  بأن الإنسان من وجهة نظر الإسلام ليس معزولا ومنفصلا عن غيره من البشر الذين هم عائلة بشكل عام ، تجمعهم العبودية والتقوى لله وانهم من نسل أول الخلق وأبو البشر ادم (ع).

واكد البيان على اعتماد إعلان القاهرة على مفهوم التناسب بين "الحقوق" و "الواجبات" بدلا من الاعتماد على الحقوق فقط، لافتا الى ان الفردية ليست أساس القيم المنصوص عليها في إعلان حقوق الإنسان الإسلامية ( اعلان القاهرة)،فإن اعمال حقوق كل إنسان له علاقة وثيقة باعمال حقوق المجتمع البشري .

كما واشار هذا البيان الى أهم التحديات في عالم اليوم والتي تصب كلها ضمن عواقب النظرة الفردية للبشر، ذاكرا منها التحررية غير المشروطة والتراخي وانهيار أسس الأسرة وظهور أشكال جديدة من الأسرة في الغرب وتفوق السعي وراء القوة على التضامن الدولي  والأحادية والاستخدام الفعال لحقوق الإنسان من أجل زيادة الضغط على الدول المستقلة .

وجاء في هذا البيان ايضا،انه في العالم الحالي قد تعرضت كرامة الإنسان والحرية لهجوم واسع من قبل الدعاة غير الواقعيين لقيم حقوق الإنسان، ووصلت إهانة المقدسات الإسلامية وتدنيس القرآن الكريم الى مستوى لا يطاق في بعض الدول الغربية تحت ذريعة حرية التعبير، مشیرا الى انه ما يمكن أن ينقذ الانسان في عالمنا  اليوم هو إحياء وتطبيق المبادئ الدينية لحقوق الإنسان لأن الديانات السماوية وخاصة الإسلام ، تركز بشكل خاص على كرامة الإنسان.

وختمت رئاسة منظمة حقوق الانسان الايرانية بيانها بمناسبة " اليوم العالمي لحقوق الإنسان والكرامة الإسلامية" مؤكدة أنه إذا أوضحت الدول الإسلامية للدول الحرة في العالم في هذه الذكرى كل وجهة نظرها الخاصة والروحانية المعتمدة لإعلان حقوق الإنسان الإسلامية واختلافها مع الخطاب الإنساني والليبرالي للغرب، فإن هذا الإعلان اي طاعلان القاهرة" يعتبر إنجازا ليس فقط للمجتمعات الإسلامية بل أيضا للإنسانية، ومعتبرة بأن كل هذه الجهود لحماية رأس المال الضخم لخطاب حقوق الإنسان الإسلامي لا ترقى إلى الهدف المنشود وبأن بناء هيكل لتعزيز هذا الخطاب على المستوى العالمي هو مهمة تقع على عاتق الدول الإسلامية.

انتهى**ر.م

تعليقك

You are replying to: .