وفي حوارٍ خاص لشبكة الميادين مع إيجئي، ذكر أنّ "ان الجمهورية الإسلامية تضمّ إلى جانب القوات المسلحة ثلاث قوى مستقلة عن بعضها، وهي السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية".
واضاف إنّ "السياسات والأولويات في مكافحة الفساد لا تتغيّر، لكنني أؤمن في هذه المرحلة بضرورة محاربة الفساد علمياً ومهنياً وبخبرة".
وقال "في هذه المرحلة، ونظراً إلى أنّ رئيس الجمهورية نفسه كان في القضاء، أصبح عملنا أسهل"، مشيراً إلى أنّ "التعامل الحاليّ بين القضاء والحكومة والبرلمان أصبح أقرب كثيراً ممّا كان عليه في الأوقات السابقة، ومحاربة الفساد أولوية".
وأردف قائلاً: "منذ بداية الثورة وحتّى اليوم، لم أكن عضواً رسمياً في أي حزب أو جماعة، وحاولتُ أن أكون في خدمة الدولة والإسلام"، مؤكداً أنه على رئيس القضاء فهم القضايا السياسية والاجتماعية والاهتمام بالقضايا الدّولية.
وتابع إجئي بأنه لا ينبغي أن يكون رئيس القضاء سياسياً، مضيفاً أنّ عليه أن يكون بعيداً عن الجماعات الحزبية والفئوية.
وأشار إلى أنه "إذا كان معنى الأصولية أن تكون لدينا أصول ولدينا مبدأ في أفعالنا، وإذا كنا ملتزمين بالقانون والشريعة، فأنا أُوكّد أنني أصوليّ"، لافتاً إلى أنه لا ينتمي إلى أيّ جناحٍ سياسي، ويعارض أن يكون "منافساً لجناحٍ آخر".
*"زمرة المنافقين" في أحضان الإمبريالية
واستكمل إجئي بالقول: "نحن ملتزمون بنصرة كلّ المستضعفين في دفاعنا عن محور المقاومة والمظلومين في فلسطين والمضطهدين جميعهم"، مضيفاً: "نتعرّض للعقوبات من كثير من الأوروبيين والغربيين، لكنّنا لسنا قلقين من ذلك، ولسنا قلقين على بلدنا وشعبنا".
ووصف عناصر منظمة "خلق" الارهابية بالـ"منافقين"، موضحاً أنهم "قالوا ذات مرة إنهم قادة في النضال ضدّ الإمبريالية، لكنهم اليوم في أحضان الإمبريالية".
ولفت إلى أنّ "هناك من كان يقول إنّ محاربة الإمبريالية أولويتهم، ولكنهم كانوا يتّصلون سراً ببعض أجهزة الاستخبارات الأجنبية"، مشيراً إلى أنه "بالأوامر التي تلقّوها منهم شرعوا باغتيال الشخصيات المهمة في الجمهورية الإسلامية".
وأكد المسؤول الإيراني أنّ الولايات المتحدة و"إسرائيل" كانتا المستفيدتين من استشهاد أمثال الشهيد بهشتي والشهيد مطهّري، وشخصيات شعبية كثيرة.
وأضاف أنه "في الوقت الذي لم يمرّ فيه سوى عام ونصف العام على انتصار الثورة، وبدلاً من أن يقف عناصر زمرة "خلق" إلى جانب شعبهم (في الحرب المفروضة من قبل النظام العراقي السابق ضد الجمهورية الاسلامية)، التحقوا بالعدوّ الذي غزا أرضهم وقتل شعبهم بالأسلحة التي قدّمها إليه الغرب".
وتساءل قائلاً: "إذا لم نسمِّ هؤلاء إرهابيين، فمن هم الإرهابيون؟ ومن أنصارهم وحماتهم اليوم؟ ومن يُؤويهم؟ ومن يدعمهم؟ ومن يمنحهم المال؟".
وشدّد إجئي على أنه "يجب أن تعرف الدول الغربية التي تدعم الخونة أنّ الذين خانوا شعبهم وبلدهم سيخونوها يوماً ما أيضاً"، مؤكداً أنّ هؤلاء "لا يمثلون رقماً أمام إيران".
كذلك، أوضح أنّ "أكثر من 17 الف شخص استُشهدوا على يد هذه المجموعة، ومع ذلك تنشئ إيران لهم محكمة وتمنحهم حقّ اختيار محامين"، مشدداً على أنه "علينا التّصدّي لهذا التنظيم ومقاضاة أعضائه الأساسيين".
*تنظيم "داعش" صناعة أميركية
وتابع إجئي بالقول إنّ "هنالك أشخاصاً لا ينكرون أنهم يتلقّون الدعم من الولايات المتحدة"، لافتاً إلى أنّ يد "إسرائيل والولايات المتحدة واضحة في كثير من الجرائم وعمليات الاغتيال والتفجير".
ولفت إلى أنّ المسؤولين الأميركيّين اعترفوا خلال المنافسات الانتخابية قبل الإدارة الحالية بأنّ تنظيم "داعش" من صناعتهم، موضحاً أنّه عندما كان عناصر "داعش" يُحاصرون فإنّ الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية كانت تنقذهم جواً أو براً، وترسل إليهم السلاح وتحدّد لهم طرق الفرار.
كما أكد أنّ هناك وثائق تفيد بأنه "أينما كانت تجري محاصرة داعش على يد المقاومة فإنّ الولايات المتحدة والدول الغربية كانت تنجدهم".
*تعزيز الوحدة الإسلامية
وأردف إجئي بأنّ الجمهورية الاسلامية تؤكّد دوماً على وحدة المسلمين، مشيراً إلى أنّ هذا "موقف ثابت للجمهورية الإسلامية وقائد الثورة المعظّم".
وأوضح أنّ إيران تسعى إلى إقامة علاقات مع البلدان الإسلامية كلّها، لا مع بلدان محدّدة أو مذهب خاصّ، وذلك "لتعزيز الوحدة في إطار مصالح الأمة الإسلامية".
وأشار إجئي إلى أنّ "إيران لا تقدّم الدعم لجبهة المقاومة في لبنان وفلسطين وفي العراق فحسب، بل تريد العزة للمسلمين جميعهم والنجاة من هيمنة المستعمرين، سواء في آسيا أم أفريقيا أم حتى في الولايات المتحدة".
وتابع بالقول: "لا نرضى أبداً بالتعبيرات التي استخدمها الرئيس الأميركي السابق (دونالد ترامب) تُجاه السعودية وكبار المسؤولين فيها"، مؤكداً أنّ إيران ترغب في "إقامة علاقات صداقة مع البلدان الإسلامية كلّها، ومن ضمنها المملكة العربية السعودية في إطار تحقيق مصالح الأمة الإسلامية ومصالح البلدين".
وحذّر من أنه "علينا أن ننتبه، فالأعداء بكلّ تأكيد منزعجون من هذا التقارب"، لافتاً إلى أنّ الولايات المتحدة "ليست بمنزلةٍ تفرض فيها شروطاً على إيران، واليوم نتذكّر كلام الشهيد سليماني حينما خاطب أميركا وقال تعالي وحاربيني أنا، ولا حاجة إلى محاربة إيران ولا حاجة إلى مواجهة محور المقاومة".
*لن نتخلى عن دعم جبهة المقاومة
وشدّد إجئي على أنه من قضايا ايران الأساسية "الدفاع عن جبهة المقاومة"، مؤكداً أنّ "القضية الفلسطينية قضية مهمة للعالم الإسلاميّ".
وأكد أنّ "جبهة المقاومة وحزب الله، وتيار الشهيد الحاج قاسم سليماني، وسيدنا العزيز حسن نصر الله، وشهداؤنا الكرام في المقاومة، وجدوا السبيل إلى نيل العزة والكرامة لكلّ إنسان مسلم".
وأوضح أنّ إيران تدافع عن جبهة المقاومة، وعن كلّ مسلم، وحتّى عن كلّ شخص مضطّهد ومظلوم "قدر استطاعتها"، مضيفاً: "نحن بالتأكيد لن نتخلى عن دعم جبهة المقاومة، ولا يمكن للولايات المتحدة أن تضع لنا شرطاً في هذا الصدد".
وتساءل إجئي قائلاً: "لماذا السيد حسن نصر الله والشهيد السيد عباس الموسوي وباقي شهداء جبهة المقاومة هم في قلوب كثير من الشباب اليوم؟ لماذا تهواهم القلوب؟".
واستكمل حديثه موضحاً بأنّ "الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس هما في قلوب الشباب وفي قلوب المسلمين كلّهم، لأنهما وغيرهما ضحّوا بأنفسهم في طريق الله، لأجل الله وفي سبيل وصول الناس إلى الكرامة والعزّة".
*لبنان تحرّر بفضل المجاهدين والمقاتلين
كذلك، أكد أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله "يَحظى بمنزلة رفيعة لدى العالم، لأنه شخص تقيّ، عالم، عارف بزمانه، بذل نفسه كلّها لإنقاذ بلاده، ولإنقاذ الإسلام، وإنقاذ المسلمين".
وأردف قائلاً: "في حرب عام 2006، هبّ القائد العزيز الحاج قاسم سليماني وبعض رفاقه إلى نصرة السيد حسن نصر الله وحقّقوا النصر".
وشدّد إجئي على أنّ "لبنان تحرّر بفضل دور المجاهدين والمقاتلين، دور من يقف مع تعاليم القرآن، ويؤمن بالقرآن، ويثق بالله فيصمد وينتصر"، لافتاً إلى أنّه "لسوء الحظّ لم تُتَح لي الفرصة للقاء السيد نصر الله من كثب، لكنّني مِن بعد منبهر بتقواه وشجاعته ولباقته وإدارته ونشاطه الدؤوب".
*واجبات السلطة القضائية الإيرانية
وفي ما يخص السلطة القضائية في إيران، أكد أنها "تتمتّع باستقلالية كاملة، لكنّها ليست بمنأى عن الأمور العامة في البلاد"، مشيراً إلى أنّ الدستور الإيراني حدّد شروطاً خاصة لكبار المديرين في السلطة القضائية، سواءٌ لشخصية رئيس السلطة أم لرئيس ديوان القضاء الأعلى أم لشخصية المدّعي العامّ في البلاد.
وأشار إجئي إلى أنه "على كبار المسؤولين في السلطة القضائية أن يتمتّعوا بكفاءات عالية، وأن يُلمّوا بالأمور السياسية والاجتماعية والثقافية"، موضحاً أنه "من الطبيعيّ أن تكون هناك شخصيات في داخل السلطة القضائية قبل انتصار الثورة لا تتمتع بالشروط اللازمة التي حدّدها الدستور".
وأضاف أنه "جرت الاستعانة بالشخصيات الثورية التي كانت تتمتع بالإدارة والوعي بظروف الزمان، والإلمام بالشأن القضائيّ والشريعة الإسلامية مثل الشهيد آية الله بهشتي"، لافتاً إلى أنّ "الشهيد بهشتي كان رئيس ديوان القضاء الأعلى وكان شخصية فذة وملمّاً بكلّ الشؤون القضائية، وكان خبيراً بالشؤون السياسية في الداخل والخارج".
وشدّد على أنّ "على السلطة القضائية ومسؤوليها ومن بينهم رئيسها أن يصونوا الشريعة والقانون ويحرسوهما في الوقت نفسه"، موضحاً أنّ "إحدى واجبات السلطة القضائية الإشراف على حسن تطبيق القوانين من خلال منظمة التفتيش العامة في البلاد التابعة للسلطة القضائية".
وتابع إجئي بأنّ مجلس الشورى الإسلامي يسنّ القوانين وتتولّى الحكومة تنفيذ معظم القوانين هذه، فيما تنفّذ السلطة القضائية بعضها، مشيراً إلى أنّ من أهمّ وظائف السلطة القضائية الإشراف الصحيح على تنفيذ القوانين لمصلحة الشعب والبلاد.
ولفت إلى أنه "في إطار ملاحقة المجرمين ومعاقبتهم، على السلطة القضائية التزام القانون بحذافيره، وألّا يُحابى أيّ تيار أو مؤسسة وحتّى الحكومة"، مؤكداً أنّ من مهامّ السلطة القضائية وفقاً للدستور "أن تقي الشعب الجرائم، وأن تحيي حقوقهم، وتطبّق العدالة وتنشرها".
كذلك، أشار إجئي إلى أنّ استقلال السلطة القضائية يضمن إحياءها الحقوق العامة وصيانتها، مؤكداً أنّ السلطة القضائية "أثبتت عزمها وإصرارها على تنفيذ المهامّ المحدّدة في الدستور كلّها".
انتهى ** 2342
تعليقك