وافادت "سانا" ان المقداد قال خلال مؤتمر صحفي اليوم الاربعاء مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في دمشق: أجرينا مباحثات مطولة حول الكثير من القضايا والعلاقات الثنائية التي تسير دائماً باتجاه إيجابي، إضافة إلى متابعة تنفيذ الاتفاقات التي تم توقيعها خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى دمشق، ووجدنا أن الاجتماع الأخير للجنة المشتركة السورية الإيرانية في طهران كان مثمراً في إطار متابعة الجهود والاتفاقات التي تم توقيعها بحضور السيد الرئيس بشار الأسد والرئيس الإيراني، كما ناقشنا التحديات التي يتعرض لها بلدانا واستمرار السياسات العدوانية القديمة الجديدة من قبل الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وخاصة الاستثمار في الإرهاب من أجل تحقيق أهداف وغايات سياسية معروفة لكل شعوب المنطقة والعالم.
وأكد المقداد أن صمود الشعبين السوري والإيراني في مواجهة التحديات والمؤامرات الغربية بطولي ويعكس التفاف شعبي البلدين حول قيادتيهما وحول السياسات الشجاعة التي يتبعها البلدان في مختلف المجالات بما في ذلك الوقوف المشترك ضد المحاولات الإسرائيلية لدعم القوى الإرهابية في المنطقة إضافة إلى الدعم الغربي الذي يقدم لتنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” وغيرهما من التنظيمات الإرهابية سواء في سورية أو إيران أو ضد شعوب المنطقة، ووقوفنا المشترك ضد المؤامرات الغربية كفيل بتحقيق الانتصار عليها.
وأشار المقداد إلى أن المباحثات تناولت أيضاً الأوضاع في الجولان السوري المحتل وعلى الساحة الفلسطينية وتم التأكيد على أهمية صمود أبناء الجولان والشعب الفلسطيني وعلى حتمية انتصارهما على الممارسات الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضدهما بشكل يومي.
وبخصوص الحشود العسكرية الأمريكية على الحدود مع العراق وفي المنطقة قال المقداد: عوّدتنا دوائر السياسة الأمريكية على العمل خارج إطار الشرعية الدولية وعلى الاعتداء على الشعوب، وما تقوم به في مناطق عديدة من العالم يثبت أن الولايات المتحدة دولة لا تحترم قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مبيناً أن الهدف من حشودها على الحدود مع العراق هو الضغط على الدولة السورية للتراجع عن مواقفها وهذا ما لن يتحقق.
ولفت المقداد إلى أن العراق أكد أنه لن يسمح بشن عدوان من أراضيه على سورية التي تثمن هذا الموقف وتثق أن الأشقاء في العراق لن يسمحوا للولايات المتحدة ولا لتحالفها المزعوم بالتأثير على العلاقات مع سورية مؤكداً أن واشنطن غير قادرة على تنفيذ تهديداتها، وإن أرادت أن تنفذ ما يتم تداوله في وسائل الإعلام فستواجه بصمود سورية التي وقفت في وجه الإرهاب والإجراءات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن والتي تمثل الوجه الآخر للإرهاب.
وجدد وزير الخارجية والمغتربين التأكيد على وجوب الانسحاب الكامل للقوات التركية من جميع الأراضي التي تحتلها في سورية ووقف دعم الإرهاب، وعندها يمكن الحديث عن عودة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها.
وبيّن المقداد أن القمة العربية في جدة كانت مفصلية في تاريخ العلاقات العربية العربية والعلاقات العربية الإقليمية حيث عبرت وفود جميع الدول العربية عن ترحيبها بعودة سورية إلى ممارسة دورها الريادي في العمل العربي المشترك لكن الولايات المتحدة والدول الغربية أصيبت بهيستيريا حقيقية من نتائج القمة وبدأت ممارسة الضغوط على الدول العربية من أجل منع تنفيذ ما تم التوافق عليه، وواثقون بفشلها في تحقيق ذلك لافتاً إلى أن أعداء الأمة العربية لا يريدون إقامة علاقات طبيعية بين دولها تخدم شعوبها، فالغرب يرى في تقارب دول المنطقة تهديداً لوجوده ولمصالحه فيها.
وأعرب المقداد عن ترحيب سورية بانضمام إيران والسعودية والإمارات ومصر إلى مجموعة بريكس التي شكلت قمتها الأخيرة في جنوب إفريقيا منعطفاً مهماً جداً في التحولات التي يشهدها عالم اليوم في الوضع الاقتصادي والاستثماري وتعزيز التعددية القطبية التي بدأت تظهر من خلال توجهات شعوب العالم لتثبت أنها الحل الوحيد للمشاكل التي تواجهها.
ورداً على سؤال لمراسلة سانا حول تسريع تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين سورية وإيران قال المقداد: كان اللقاء الأخير بين السيد الرئيس بشار الأسد والرئيس إبراهيم رئيسي مفصلياً في تاريخ العلاقات بين البلدين وتم الاتفاق على تحقيق الكثير من الإنجازات الاقتصادية في مختلف المجالات كما أن اجتماع اللجنة المشتركة الأخير كان مهماً جداً حيث وضعت كل الأفكار التي طرحت في اجتماع رئيسي البلدين موضع التنفيذ، وكان جدول الأعمال غنياً إلى أبعد الحدود وناقش العلاقات في إطار استعداد الجانبين لتنفيذ سياسات تخدم المصالح الاقتصادية للبلدين ولشعوب المنطقة، وفي هذا الإطار سيترأس رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس الجانب السوري في اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين المقرر عقدها في طهران قريباً وستنعكس إيجاباً ومزيداً من التنمية على الشعبين الصديقين.
انتهى ** 2342
تعليقك