وکما کل عام تقام مراسم الاربعین ویشارک فیها عشاق الحسین (ع) من مختلف بقاع العالم ویحرص العراقییون على خدمة الزوار بأفضل الطرق بحيث يصعب على الزائر الاختيار بين مواكب الخدمة للاستراحة على طريق المشاية في الاربعين الى كربلاء لأن الكثير من العراقيين، الأغنياء والفقراء، وأحيانا بالقوة يريدون استضافة الزوار في منازلهم.
وفي وقت كان العراق يعيش أكثر الأيام حرارة وعلى الرغم من وصولها في معظم الأماكن لأكثر من أربعين درجة مئوية، الا ان زوار الأربعين قطعوا مسافات طويلة للوصول الى مرقد الإمام الحسين (ع) وأخيه أبي الفضل العباس.
وعلى الطريق الى كربلاء ، تصادفك مشاهد الضيافة والكرم كعنوان لعمق الايمان الصادق والاخلاص للامام الحسين (ع) وخدمة زواره، ففي موكب متواضع وبسيط يشرف عليه شخصا متقاعدا يدير شركة ركاب من البصرة إلى كربلاء يدعى الحاج علي مكتوف العبادي لاحظنا أن بعض خدام هذا الموكب يفرشون لأنفسهم مائدة منفصلة ويبدو أنهم يأكلون ما زاد من الطعام على مائدة الزوار بنية البركة.
اثارنا الفضول عند هذه الموكب وعلمنا بأن الحاج مكتوف العبادي يحي مراسم الايام العشر الاولى من محرم وعائلته في البصرة ثم يتوجهون بعد عاشوراء الى كربلاء لإقامة هذا الموكب وخدمة زوار الامام الحسين (ع) وبعد مراسم الاربعين يعود الى البصرة مجددا.
لكن العجب كله كيف يستطيع لشخص متقاعد ان يؤمن كل هذه الاموال لإنفاقها في استضافة وخدمة زوار الاربعين ،وما كانت الا جملة بسيطة لتبطل هذا العجب اردفها الحاج مكتوف العبادي قائلا :" ان الله يبارك في مثل هذه الاموال".
يتابع هذا العاشق الحسيني الذي طاف مع زوجته وأولاده الخمسة حول زوار الاربعين في موكب الإخوة والأخوات مثل الفراشة، متحدثا عن الوحدة والأخوة بين الشعب الإيراني والعراقي الذين يشكلون بهذه الوحدة الأساس لهزيمة أعداء البلدين مشيرا الى ذلك بجمع أصابعه معا ليظهر بيديه وحدة الشعب الايراني والعراقي.
وحين جاء وقت التوديع ابتسم الحاج مكتوف العبادي البالغ من العمر 70عاما لأنه عرف أنني حفظت رقم هاتفه بإسم "خادم الحسين" معتبرا بأن خدمة زوار الحسين (ع) هي أفضل نعمة أنعم الله بها علیه.
انتهی**ر.م
تعليقك