وفي تصريح خاص لمراسلة وكالة إرنا، اليوم الأربعاء، قال الكاتب والباحث السياسي العراقي "حازم فضالة"، عن عملية "طوفان الأقصى"، لقد حدث في هذا الوقت بالذات، بحسب رصدنا لقدرة "إسرائيل" على تمتعها بعوامل (السقف الزمني، سقف بذل الدماء)، فإن سقفها انخفض على وفق الآتي:
أولا: خسرت "إسرائيل" قيمة (السقف الزمني، والسقف البشري - سقف الدماء) بحرب تموز (2006) في مواجهة حزب الله، إذ كان الزمن (34) يوما لا أكثر، استنزفت فيه "إسرائيل" نهاية سقوفها.
ثانيا: خسرت "إسرائيل" في معركة (سيف القدس) في: أيار-2021؛ داخل فلسطين؛ إذ سقفها الزمني (11) يومًا لا أكثر! فهبط لديها (السقف الزمني) من (34) يوما في (2006)، إلى (11) يوما في (2021)، لم تستطع بعدها المواصلة أكثر.
ثالثا: خسرت "إسرائيل" بهجومها على (الجهاد الإسلامي) في فلسطين، في: 5-آب-2022؛ إذ هبط لديها السقف الزمني من (11) يوما في (2021)، إلى (3) أيام في: 7-آب-2022! لم تستطع بعدها المواصلة أكثر.
رابعا: خسرت "إسرائيل" بهجومها على (جنين) في فلسطين، في: 3-تموز-2023؛ إذ هبط لديها السقف الزمني من (3) أيام في: 7-آب-2022! إلى (40) ساعة! في: 3-تموز-2023! لم تستطع بعدها المواصلة أكثر، وعجزت عن اقتحام مخيم جنين وهو بمساحة (1) كم مربع!
وأضاف أن مسار المقاومة الإسلامية في مواجهة الكيان الصهيوني الذي أنزلها من قدرتها على مواصلة حرب (خارج حدود فلسطين المحتلة) من (34) يوما، إلى (40) ساعة فحسب داخل حدود فلسطين المحتلة؛ وعلى وفق هذه المعادلة، كان لا بد أن تكون المرحلة الجديدة هي أن تقتحم المقاومة الإسلامية المدن المحتلة بهجوم نوعي فولدت معركة طوفان الأقصى.
حماس كان على علم كامل بمدى ضعف الكيان الصيهوني
وقال فضالة حول هجوم حماس على الكيان الصهيوني رغم معرفتها برد الفعل الاحتلال، أعتقد أن المقاومة الإسلامية الفلسطينية كانت تتوقع رد فعل الكيان الصهيوني باستهدافه للمدنيين بقصف عنيف… لكن ما نعتقد أن المقاومة الإسلامية لم تتوقعه هو حجم النصر الذي حققته باقتحام المستوطنات، وفرار جيش الاحتلال وذعره واستسلامه تحت جبروت المقاومين، إذ ظهر فعلا هذا الكيان على وفق وصف الأمين العام لحزب السيد "حسن نصر الله"، أنه (أوهن من بيت العنكبوت).
وتابع: أما سبب قبول المقاومة الإسلامية بالمعركة مع تداعيات آلامها، فإننا نعتقد أن محور المقاومة، يؤمن بقاعدة أصيلة ثبتها سماحة قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد "علي الخامنئي" وهي قول سماحته: (إن كلفة المقاومة أقل من كلفة الاستسلام)، فمع كل هذه الدماء الزكية والأنفس البريئة التي نقدمها في الميادين، لكن! هذه الكلفة سنخسر أضعافها كما ونوعا إذا قبلنا الاستسلام، أو التراخي مع العدو المتمثل بالغرب الليبرالي المستكبر، لأنه يصادر هويتنا وثقافتنا وتاريخنا وحضارتنا وكرامتنا ومقدساتنا ووجودنا.
وأضاف حول عملية طوفان الأقصى في إطار تخطيطها وتفاهمها بين أطراف محور المقاومة، إن عملية طوفان الأقصى كانت عملية غير مسبوقة، إن أساس عقول العملية وقادتها والمنفذون؛ هم المقاومة الإسلامية الفلسطينية، بشجاعة أسطورية لا مثيل لها، والآن توجد غرفة العمليات المشتركة لمحور المقاومة للرصد والتحليل، وتوزيع الأدوار، وإدارة المعركة إدارة حكيمة بشأن الوقت والميادين ومستوى التصعيد.
العدو الصهيوني لا يملك بنك أهداف غير المدنيين الأبرياء والنساء والأطفال والمرضى والشيوخ
وصرح الباحث العراقي حول إنجازات الجانبين من هذه الحرب ، أثبت للعالم أن الكيان الصهيوني لا يمتلك ردعا استراتيجيا للمقاومة الإسلامية الفلسطينية، وأنه لا يملك غير قائمة أهداف للمدنيين من الأبرياء والنساء والأطفال والمرضى والشيوخ، ونال اليوم الرفض الشعبي العالمي.
وأوضح أن الشعب الفلسطيني ومقاومته الإسلامية الباسلة لن يغفل عن حقه ولا لحظة، ويخطط في الليل والنهار، ويحصن نفسه، ويعظم قوته وترسانته العسكرية، وهو شعب يمتلك مقاومة شريفة، تحظى بتأييده، ويحتضنها ويفوضها بقرار الحرب والتضحية وبذل الدماء الزكية.
وأضاف: حقق الشعب الفلسطيني كذلك، نيله تضامن شعوب العالم اليوم، حتى الشعوب التي تحكمها الأنظمة الغربية الليبرالية، نرى شعوبها خرجت تتظاهر متضامنة مع الشعب الفلسطيني، رافضة وجود الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، وسقط اليوم حتى المصطلح الليبرالي الخبيث (حل الدولتين) إذ لا دولة إلا دولة فلسطين وشعبها ومقاومتها، وقصر بذلك عمر الكيان الصهيوني أكثر من أي وقت مضى، وما زالت تداعيات المعركة تتدحرج على رأس الغرب الليبرالي المستكبر والأيام حبلى بالمفاجآت.
للغرب عداء مع الدول المستقلة في العالم و يستهدفها دوما
وقال فضالة بشأن صمت المجتمع الدولي والدول التي تدعي المطالبة بحقوق الإنسان والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، إن أنا لا أجد تعريفا للمصطلح الغربي (المجتمع الدولي) غير أنه يعني (الغرب الليبرالي ومستعمراته)، فالغرب الذي أعلن الحرب على معظم دولنا في غرب آسيا مثل الجمهورية الإسلامية والعراق واليمن وسورية ولبنان وفلسطين وأعلن حصاره الخانق على شعوبنا وكذلك فعل مع قارة إفريقيا، والقارة اللاتينية، فإن هذا الغرب لا يعترف بهذه الشعوب، ولا يرى رأيا إلا رأيه.
وتابع: لذلك قامت الشعوب فأحرجت أنظمة حكوماتها الليبرالية، وهذا متغير جيد، لكن! نحن نؤمن برأي صواريخنا المجنحة والباليستية ومسيراتنا ومقاومتنا وحاضنتعا الشعبية التي تمنحها التفويض الكامل بالحرب أو المفاوضات من موقع المقتدر، أو تفعيل الدبلوماسية الصلبة، ولا قيمة لرأي ما يسمى المجتمع الدولي الذي لا يعترف بوجودنا.
الكيان الصهيوني متعطش للجريمة و المقاومة تتمتع بالأخلاق الإسلامية والإنسانية
وصرح فضالة أن هذه حرب مكتملة الأركان، ويمكن للكيان الصهيوني المتوحش المتعطش للجريمة، أن يرتكب أي حماقة، لكن في الضفة الأخرى نجد أن المقاومة الإسلامية الفلسطينية، تتمتع بأعلى درجات الضبط، وقدرة التحكم برد الفعل وتوجيهه، فهي المقاومة التي تأسر آباء جنود جيش الاحتلال الذين يقصفون عائلات جنود المقاومة ويقتلونهم، لكن! جنود المقاومة نفسهم يحمون الأسرى آباء جنود جيش الاحتلال في الأسر من قصف الصهاينة نفسه!.
وأضاف: المقاومة نفسها التي تعالج أخت الجندي الصهيوني ووالدته وامرأته، وتجري لهن العمليات الجراحية المطلوبة، وتعطيهن علاجهن وتظل المقاومة الإسلامية الفلسطينية تتمتع بهذه الأخلاق الإسلامية والإنسانية دون أن تسقط في حفرة التهور والتوحش كما يسقط الصهاينة والغرب الليبرالي منذ عقود حتى اليوم.
المطبعون يراهنون على الحصان الخاسر
وتابع قائلا: لقد أظهرت عملية طوفان الأقصى للعالم، أن أرض فلسطين المباركة، لشعب فلسطين وحده، وأن محور المقاومة والشعوب العربية لن تتخلى عن فلسطين ومقدساتها، وأن الحكومات التي اختارت درك خيانة التطبيع هي حكومات خاسرة راهنت على الحصان الخاسر.
وأكد: أن الكيان الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت، وأن كلفة المقاومة أقل من كلفة الاستسلام، وأن الشعوب في العالم وقفت مع الحق الفلسطيني، وهي التي قررت أن تكتب القصة، ومزقت نسخة القصة التي اعتاد أن يمررها عليها الغرب الليبرالي بفصولها المزورة وقيمها الساقطة، وهذه الشعوب اليوم هزمت آلة الإعلام الغربي بصوتها وموقفها مع فلسطين.
أمريكا هي الجهة التي تدير الكيان الصهيوني
وأضاف: أظهرت المقاومة الإسلامية الفلسطينية، أنها قادرة على هزيمة جيش الاحتلال الصهيوني، وأنها فعلا اليوم أسقطت مرتكزات الكيان الصهيوني ومقومات وجوده، وأسقطت حكومته، والذي يدير الكيان الآن هي أميركا الضعيفة.
وقال فضالة إن مشاهد الشهداء من النساء والأطفال وكل الأبرياء،اثرت فينا، فهذا لا يضاهيه مشهد من الألم، لكن! كذلك أثرت فينا مشاهد الطائرات الشراعية وهي تنزل على رؤوس الصهاينة، في مشهد هزم أسطورة (حصان طروادة).
انتهى**3276
تعليقك