وقال عدنان في حوار خاص مع مراسل ارنا: إن العملية وجهت ضربة قاصمة للعدو في جهازه العصبي المركزي المتمثل بأمان والشاباك والموساد وقيادة التحكم بالسياج الشائك وجدار الفصل العنصري، ومقر كتيبة غزة ومركز شرطة مستوطنة سديروت.
وأضاف: فقد انهار الجيش كليًا في دقائق معدودات ؛بحيث فشل في المواجهة، وفشل في منع حماس من نقل الأسرى لأكثر من كلم وهي المسافة الوسطية بين مستوطنات غلاف غزة ومدينة غزة.
وتابع: لمعرفة مدى أهمية المعركة وتعقيداتها ودقة التخطيط والتنفيذ؛ لابد من الإستعانة بمن لديه المعرفة والخبرة الدقيقة بتفاصيل أجهزة الإنذار المتقدمة جدًا والقوات المولجة بجمايتها. لأنه تم تعطيل كافة أجهزة الإنذار وتحييد كافة القوات المولجة بحماية السور والسياج الإلكتروني.
وصرح: لقد شكلت عملية طوفان الأقصي نكسة حقيقية لكافة أنظمة جيش العدو الإستخبارية والعسكرية التي أصيبت بفشل كلي في جمع المعلومات بشلل كلي في مواجهة مجاهدي المقاومة جيش العدو إنهار جزئيًا في 6 دقائق وهي لحظة إختراق الحواجز؛ وإنهار كليًا حين نجح مجاهدو حماس بنقل الأسرى إلى غزة دون أي إعتراض.
وأردف قائلا: قضت عملية طوفان الأقصي على الصورة النمطية لأسطورة التفوق الإستخباري، وأن"جيش العدو لا يقهر"، والتي كانت سائدة منذ العام 1948، وتعاظمت تلك الصورة إلى حدها الاقصى بعد نكسة حزيران67، وتهشمت تلك الصورة مع الإنتفاضات الفلسطينية المتتالية، والإنسحاب المذل من لبنان عام 2000، وفي صد عدوان تموز 2006 وقد تهشمت هذه الصورة كليًا في نكسة 7 أكتوبر 2023 التي تكبدها الصهاينة في عملية طوفان الأقصى النادرة والفريدة والنوعية، وخاصة أنه لم يتم جمع معلومة واحدة عن العملية قبل حصولها. وإنهيار كافة وحدات جيش الإحتلال في التصدي لمجاهدي حماس؛ علما أنه تم أسر عدة ضباط من منازلهم بثياب النوم والجنود من ثكناتهم وجنود الإحتياط من مستوطناتهم .
وتابع: فهذه العوامل مجتمعة دفعت نتنياهو إلى إعتماد سيناريو تدميري يفوق بوحشيته أقصى أوجه بروتوكول أو توجيه أو إجراء "هانيبال" الذي يعتمد في جوهره على سياسة الأرض المحروقة ومفهوم "جندي قتيل أفضل منه أسيرا" وأهمها الإحتفاظ بكرسي رئاسة الوزراء؛ فلو هدأت الأمور وتم تقدير الوضع والتحقيق في أسباب إنهيار وحدات الشاباك وأمان والموساد بالإضافة إلى كافة وحدات الجيش؛ وتحديداً الفشل الذريع في مواجهة حماس داخل مهاجع "فرقة غزة"، وأخذ العبر؛ سيؤدي ذلك حتمًا إلى إقالة نتنياهو .
وقال عدنان: يعتقد نتنياهو بأنه قائد فذ لا مثيل له في التاريخ، علمًا بانه لا يملك اي سجل عسكري، ويشهد له بطلاقة لسانه وقدرته على الخطابة، ولكن جنون عظمته دائمًا يوقعه في مطبات ومغالطات لا حصر لها فنتنياهو ذرف ويذرف الآن دموع التماسيح على الأسرى، ويدّعي الحرص عليهم والعمل على إعادتهم سالمين؛ فأمر بتفعيل بروتكول هانيبال.
وأضاف: قد صرح نتنياهو في الأسبوع الأول من الإبادة الجماعية بأنه حصل على تأييد عربي وغربي منقطع النظير بـ "مواصلة الحرب" ضد حماس حسب قوله؛ بالإضافة إلى فتح بايدن جسرًا جويًا لتزويد نتنياهو بأحدث الأسلحة الحديثة المدمرة، فهذا الدعم العسكري والسياسي اللا محدود رفعا من مستوي جنون العظمة والنرجسية والعنصريةإلي أقصى الحدود؛ فبدأ بتدمير الأحياء المأهولة على رؤوس أصحابها غير آبه بإرتكات جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ضاربًا بعرض الحائط كافة بنود القانون الإنساني الدولي.
وحول سؤال "كيف تقيمون الدور الأمريكي؟" أجاب عدنان: إن بايدن شريك كامل مع مجرم الحرب نتنياهو في ارتكاب أبشع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في التاريخ والمتمثلة بمجازر الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني تحت شعار "الحق في الدفاع عن النفس" الذي أعلنته أمريكا أولا، ثم بدأ أذنابها بأعطاء نتنياهو ذلك الحق. ولا بد من الإشارة بأن جيش الإحتلال فشل في الدفاع عن نفسه في ساحة المواجهات فلقي مصيره المحتوم. وليس لأي دولة الحق بإعطاء مشروعية الدفاع لقوة إحتلال بعد إنتهاء المعركة. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن جميع الدول فاقدة الشرعية والصلاحية لإعطاء مثل هذا الحق لقوة احتلال فهناك الشرعية الاممية التي وللأسف لم تدين ممارسات قوة الإحتلال طيلة 75 عامًا. وخلال 25 يومَا من التدمير الكلي الممنهج ضد الاعيان المدنية.
واستطرد قوله: فبايدن زوّد جيش الإحتلال بسلاح الإبادة الجماعية، وأمر مندوبته في الأمم المتحدة بشراء الوقت لصالح آلة القتل نتنياهو الذي لم يرتوِ من دماء أكثر من 8550 شهيد، و25000 مصاب و2500 مفقود. فأكثر من 40% منها الأطفال. فقدمت المندوبة الأمريكية مشروعًا غير متوازن في مجلس الأمن، أضطرت روسيا والصين إلى معارضته بإستعمال حق الفيتو، وأمريكا إستعملت حق الفيتو ضد المشروع البرازيلي. كما ان أتباع أمريكا تآمروا على المشروع الروسي الذي لم يجمع الأصوت الكافية لعرضه والتصويت عليه.
وصرح: إن ارتكاب نتنياهو لجرائم الحرب العنصرية التوراتية الإنتقامية من كل فلسطيني تحت شعار قتل حماس يؤكد أن بنك الأهداف لدى أمان والشاباك والموساد هي صفر، بدليل انها لم تلجأ إلى "العمليات النقطوية" أو "العمليات الجراحية" التي طالما كانت تتفاخر بها حين تستهدف قادة حماس فقط دون إلحاق الأذى بالمدنيين الفلسطينيين. لذا إستغل نتنياهو نتائج عملية طوفان الأقصى ليشعل حرب إبادة توراتية ضد الأغيار بدءً بالفلسطينيين.
وأكد: على الرغم من مرور25 يومًا على المجازر اليومية، فإن حماس لا تزال تمطر تل ابيب وأبعد من تل ابيب بالصواريخ محلية الصنع، مما يدل على فشل مشروع نتنياهو. وأما بالنسبة لتوسع جغرافية المواجهات مع محور المقاومة فإن الأمور مفتوحة على كل الإحتمالات؛ فنتنياهو أصبح وحشًا مجروحًا لا يمكن كبح جماحه؛ ولا يمكن تصور أو توقع أين مدى ستصل عدوانيته وإجرامه؛ فقد أعلن اليوم المتحدث العسكري اليمني العميد يحي سريع بدخول اليمن على خط المواجهات، بينما يقوم حزب الله حتى الساعة بعمل تكتيكي ضخم جدًا على مواقع العدو على طول 110 كلم قد يحتاجه في عملية إستراتيجية قد يفرضها عليه العدو، أو إذا تدحرجت الأمور أكثر فأكثر.
انتهى**3269
تعليقك