وخلال لقائه نائب رئيس الوزراء بحكومة طالبان في افغانستان ملا عبدالغني برادر، الاربعاء في طهران، أكد سلاجقة على العلاقات الأخوية والمتينة بين البلدين المسلمين إيران وأفغانستان، وقال: إن الحدود البالغة حوالي 960 كيلومترا بين البلدين لا تعني خطا حدوديا يفصل بين الشعبين، بل عنوان الحدود هو الأخوة والمساواة والسلام والصداقة، رغم أن الأعداء لا يظهرون هذه الصداقة والأخوة ويحاولون خلق المشاكل بيننا، إلا أن وعي قادة وشعبي البلدين نجح دائمًا في اجهاض مؤامرات المناوئين.
وتابع: إن دولة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقائد الثورة ورئيس الجمهورية، اعتبروا دائما مصائب أفغانستان مصائب لنا، وان شموخ البلد الصديق والشقيق افغانستان هو مصدر أمل وسرور لنا.
وأكد نائب رئيس الجمهورية: آمل أن تكون التجربة التي اكتسبها شعب أفغانستان من حقد وعداء الولايات المتحدة وحلفائها مثل الكيان الصهيوني الغاصب، إنجازا حتى لا نسمح لهذه الدول بتدمير أواصرنا وان لا ننسى أبدًا من هو صديقنا ومن هو عدونا. لدينا جذور ثقافية ودينية كثيرة مع بلدكم، وقد كان شعبنا وشعبكم معًا في الأحزان والأفراح، ويجب أن تستمر هذه الممارسة وأن تكون سياسة كلية لكلا البلدين.
وقال: يمكن تقديم كافة قدرات ايران الاقتصادية، بما في ذلك الاستثمارات وطاقات الشركات التجارية والمعرفية والخدمات الهندسية الفنية لتطوير البنى التحتية وغيرها، لتستفيد منها افغانستان بافضل صصورة ممكنة. هدفنا الرئيسي هو تمكين شعب أفغانستان.
واعتبر رئيس منظمة حماية البيئة الايرانية قضية البيئة وخاصة احياء بحيرة هامون أحد المحاور الأساسية للتعاون بين البلدين وقال: مثلما حين وقوع الزلزال وتضرر شعبكم، تبادر إيران كأول دولة متطوعة لمساعدة أفغانستان، حيث نشعر أنه يجب علينا أن نساعد إخواننا في أفغانستان بكل ما أوتينا من قوة على الفور، فان المتوقع ايضا أن تساعدونا انتم في أوقات الشدة.
وأضاف سلاجقة: من المشاكل التي يعاني منها شعبنا هذه الأيام قضية الاتربة والعواصف الغبارية في مدينة زابل ومحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق البلاد، والتي تسببت في تأثر اقتصادنا بشدة وأضرت باقتصادكم. وكما تعلمون، فإن البيئة لا تعرف حدوداً وليست قضية تتعلق بدولة واحدة، وان الامور مثل الغبار والحياة البرية وغيرها هي القضايا تتعلق بجميع البلدان. وفي هذه الأيام، أثر تغير المناخ بشدة على بلدان منطقتنا، ويجب علينا أن نساعد بعضنا البعض في التعامل معه.
*ملا برادر عبدالغني: بمجرد امتلاء هيرمند بالمياه، سنطلق حصة ايران
وفي اللقاء قال ملا عبد الغني برادر: نأمل أن تسير مفاوضاتنا مع بلادكم على أفضل وجه وأن تسفر عن نتائج إيجابية لشعبي البلدين. وهذه علامة على أخوة بلدكم وعطفها على أفغانستان، حيث أن كوادر الإغاثة التابعة لجمهورية إيران الإسلامية كانت موجودة في بلدنا أثناء الزلزال لمساعدة شعبنا.
وتابع: نحن ممتنون للجمهورية الإسلامية الإيرانية ولن ننسى عطفكم. لقد كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائما إلى جانب شعبنا وشعرنا بهذا الدعم من كل قلوبنا، والآن جئنا إلى إيران لمتابعة لجان العمل المشتركة ونأمل أن تثمر عن نتائج إيجابية.
وصرح نائب رئيس وزراء طالبان: لقد وضعنا خططاً للمهاجرين الأفغان لإعادتهم إلى بلادنا كلما توفرت الظروف الاقتصادية لإزالة هذا العبء الثقيل عن كاهل الحكومة والشعب الإيراني.
وفي إشارة إلى تواجد أمريكا في أفغانستان على مدى 22 عاما قال ملا عبد الغني برادر: ان وجود أمريكا أضر بنا وعندما هزمنا أمريكا لم تبق هناك بنية تحتية في بلادنا ولم نحصل على أي فائدة اقتصادية من وجودهم . وعندما غادر الأمريكيون أفغانستان، دمروا عمدا الطائرات التي كانت في مطاراتنا. كانت هذه أصولًا لأفغانستان، لكنهم دمروها حتى لا تتمكن حكومتنا من استخدامها. لقد قام الأمريكان بحجز أموالنا في الحسابات حتى لا نتمكن من استخدامها، وكان الغرض من كل هذه الأنشطة هو فرض الركود الاقتصادي على بلدنا، ولكن الحمد لله تمكنا من إعادة بناء اقتصادنا.
ورداً على طلب رئيس منظمة حماية البيئة الايرانية تشكيل لجان بيئية مشتركة وإطلاق المياه إلى بحيرة هامون، قال: لدينا إدارة وطنية لحماية البيئة في أفغانستان وسنرسل وفدا من مسؤولي هذه الإدارة إلى إيران في اول فرص مناسبة للتعاون معكم في هذا الصدد. ونحن نرحب بالتعاون في مجال القضايا البيئية وخاصة مكافحة الغبار.
وفيما يتعلق باطلاق حصة ايران من مياه نهر هيرمند أوضح ملا عبد الغني برادر: إذا كانت هنالك مياه ، فإننا نتطلع أيضًا إلى اطلاق حصة إيران وليس هناك سبب لرفض ذلك. الآن بلادنا تعاني من الجفاف وهذا الجفاف هو سبب بحيرة هامون. وعندما تهطل الأمطار تنطلق المياه وتمتلئ بحيرة هامون بالمياه من جديد.
وقال: ان عدد كبيرا من شعبنا في ولاية نيمروز وفي مدينة زرنج والمدن المحيطة بها اضطروا إلى الهجرة بسبب هذا الجفاف الشديد. حاليا لا يوجد ماء في هذه المنطقة.
انتهى ** 2342
تعليقك