وكتب سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، إيرواني رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن أنطونيو غوتيريش، يوم الاثنين بالتوقيت المحلي، موضحا بأنه تم إعداد هذه الرسالة استكمالا للرسالة المؤرخة بتاريخ 13 تشرين الاول /أكتوبر 2023 (S/2023/764) و رداً على الرسالة المؤرخة بتاريخ 6 تشرين الثاني /نوفمبر 2023 الموجهة من مندوب الكيان الإسرائيلي إلى الأمين العام للأمم المتحدة و رئيس مجلس الأمن.
وأضاف بأن مندوب الكيان الإسرائيلي اتهم في رسالته، من خلال تكرار ادعاءات لا أساس لها ضد إيران، إتهمها بممارسة "سياسة تهدف إلى إشعال حرب إقليمية" لصرف انتباه المجتمع الدولي عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والفلسطينيين العزل في فلسطين المحتلة.
وعلى هذا المنوال، وفي جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت لبحث الوضع في الشرق الأوسط، والاستماع إلى إحاطة من المدير العام لمنظمة الصحة العالمية والمدير العام لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 (S/PV.9472)، حاول مندوب الكيان الإسرائيلي في بيانه تبرير وشرعنة عمليات القتل اليومية التي يرتكبها هذا الكيان بحق الأبرياء باستخدام أساليب التضليل المعتادة، بما في ذلك حملات الايرانوفوبيا، وتقديم ادعاءات مضللة لا أساس لها من الصحة ونشر معلومات كاذبة وتوجيه اصابع الاتهام الى إيران.
واضاف ايرواني بان هذه الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة،بالاضافة الى المحاولات سيئة النية لربط ونسب أعمال فصائل المقاومة الفلسطينية في الكفاح والنضال ضد الكيان الإسرائيلي وعدوانه العسكري في فلسطين المحتلة إلى الجمهورية الإسلامية الايرانية مرفوضة بشكل قاطع .
واكد مندوب ايران لدى الامم المتحدة مرارا وتكرارا على ان قرارات وتصرفات فصائل المقاومة الفلسطينية المستقلة مبنية على مصالحها وتتماشى مع الاهداف الفلسطينية.كما ان هذه الإجراءات القوية تستند إلى حقوقهم بموجب القانون الدولي وتؤكد حقهم في تقرير المصير والدفاع عن النفس ضد الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه العسكري. ونتيجة لذلك فإن أي محاولة لإلقاء اللوم على إيران والقول بأنها تتدخل في هذه القضايا أمر غير مقبول.
وتابع ايرواني، ان ايران وبنفس الطريقة تدين وترفض بشدة الجهود الخادعة التي يبذلها الكيان الإسرائيلي للمساواة بين كفاح الشعب الفلسطيني المشروع من أجل تقرير مصيره وبين الارهاب، بهدف شرعنة الجرائم الشنيعة والمذابح والابادة الجماعية التي يقوم بها بحق اهل غزة الأبرياء. وعلاوة على ذلك فإنه كل من القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة يعترف بحق الشعب الفلسطيني المشروع في تقرير مصيره وفي الدفاع عن نفسه في كفاحه المستمر ضد الاحتلال الإسرائيلي واعماله العدوانية.
كما صرح سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة بأنه لا يمكن للكيان الإسرائيلي ان يتجنب المساءلة من خلال إلقاء اللوم الزائف على إيران، ولا يمكن إنكار أن كيان الفصل العنصري هذا مسؤول عن الخسارة المأساوية في أرواح الأبرياء الناجمة عن جرائمه المستمرة بحق المدنيين في غزة.
واضاف ايرواني انه قد مر الآن أكثر من شهر منذ أن أعلن الكيان الإسرائيلي الحرب على المدنيين الفلسطينيين العزل، وتشكل تصرفاته الاحتلالية انتهاكا واضحا لجميع قواعد القانون الدولي ذات الصلة، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وعليه ،يستمر القصف بلا هوادة ويثير الرعب بين المدنيين الأبرياء ليل نهار، وهذا الكيان الظالم وبدون خجل لا يتوقف ويستخدم كل الوسائل المتاحة له للقضاء على اهل غزة العزل، وحتى انه يذهب إلى حد التهديد بوقاحة باستخدام الأسلحة النووية.
واشار ايرواني الى الوضع الكارثي والحرج في غزة ،والذي تم الاعتراف به في جلسة الإحاطة الأخيرة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 10 تشرين الثاني /نوفمبر (S/PV.9472)، بحيث اصبح يتطلب تحركا دوليا عاجلا.مضيفا بأن سكان غزة، الذين ظلوا تحت الحصار لمدة 16 عاما، يواجهون الآن تدمير منازلهم وابادة عائلاتهم و تخريب مستشفياتهم المليئة بالجرحى والمرضى الذين يحتضرون.
وتابع مندوب ايران في هذا السياق لافتا الى ان آلاف النازحين يبحثون بشدة عن الضروريات الحياتية في المستشفيات والمدارس المكتظة.فضلا عن استشهاد أكثر من 11 ألف شخص، 70% منهم نساء وأطفال، وأكثر من 3500 شخص في عداد المفقودين أو المحاصرين تحت الأنقاض بينهم 1700 طفل.
وذكّر ايرواني بأن منظمة الصحة العالمية ضمن جلسة احاطة لمجلس الامن ، قد اعلنت أن طفلاً واحداً في المتوسط يُقتل كل 10 دقائق، وأن 1.5 مليون شخص نزحوا وأصبحوا معرضين بشكل متزايد لخطر الإصابة بالأمراض.
واضاف انه وفي معرض تفصيلها للانهيار الوشيك لنظام الرعاية الصحية في غزة، اكدت منظمة الصحة العالمية حتى الآن وقوع أكثر من 250 هجوما على المرافق الصحية في غزة، ودعت مجلس الأمن لضمان وقف فوري لإطلاق النار وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة ، واوضحت أنه "لا يوجد مكان ولا أحد آمن في غزة".
كما اكد ايرواني على ضرورة ان يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته ويسارع لمعالجة الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة وأن يضمن محاسبة المسؤولين عن أعمالهم الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني.
وطالب مجلس الأمن بالوفاء بمسؤولياته واتخاذ تدابير حاسمة لإجبار الكيان الإسرائيلي على وقف الاحتلال والأعمال العدائية، وإنهاء الجرائم، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق والتعجيل بالتسليم الفوري للمعدات الحيوية إلى غزة .
وصرح ايرواني انه من الضروري أيضا أن يلتزم الكيان الإسرائيلي باستمرار بالتزاماته الدولية، بما في ذلك تلك الواردة في القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.مؤكدا على ان إيران لاتتردد في دعمها الثابت للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وهي مصممة على التمسك باهدافهم حتى نهاية الاحتلال.
انتهى**ر.م
تعليقك