وبإعتراف العدو فإن اتفاق الهدنة مع حماس ليس جيدا للكيان الاسرائيلي لأن الضغط العسكري الصهيوني باء بالفشل.وعليه بدأت هذه الهدنة بين المقاومة الفلسطينية وكيان العدو الصهيوني عند الساعة السابعة من صباح يوم الجمعة لمدة 4 ايام في قطاع غزة يتم خلالها تنفيذ صفقة تبادل للأسرى بين الطرفين .
وبموجب هذا الاتفاق يجري الافراج عن 3 معتقلين من سجون الاحتلال من النساء والاطفال مقابل كل اسير صهيوني واحد، كما سيجري خلال الايام الاربعة الافراج عن 50 اسيرا صهيونيا من النساء والاطفال دون الـ 19 عاما.
ولم تكن صفقة تبادل الأسرى الجارية هي الأولى في تاريخ القضية الفلسطينية،فقد قامت فصائل المقاومة الفلسطينية منذ عام 1968 بصفقات تبادل للأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي بلغ عددها 10 صفقات حتى عام 2011 ، بحيث نجحت من خلالها في تحرير آلاف الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين،بما فيهم أصحاب الأحكام المؤبدة والعالية وأسرى من الاراضي المحتلة عام 1948.
وقد خاضت المقاومة الفلسطينية 10 عمليات تبادل للأسرى بين عامي 1968 و2011، وهي: صفقة التبادل عام 1968، صفقة التبادل عام 1969، صفقة التبادل عام 1971، صفقة "تبادل الليطاني" عام 1979، صفقة التبادل عام 1980، صفقة التبادل عام 1983، "صفقة الجليل" عام 1985 ،صفقة التبادل عام 1991، صفقة "الحرائر" عام 2009، وصفقة "وفاء الأحرار" عام 2011.
ومن أشهر عمليات المبادلة "صفقة الجليل" و"صفقة وفاء الأحرار"، إذ فرض فيهما المفاوض الفلسطيني شروطه، وأُطلق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين مقابل 3 صهاينة في الأولى، وجندي صهيوني واحد في الثانية.
صفقة "تبادل الجليل" عام 1985
تعدّ هذه الصفقة امتدادا لصفقة تبادل عام 1983، إذ أسرت حركة فتح 8 جنود في عملية "بحمدون" بلبنان في 4 سبتمبر/أيلول 1982، ثم أطلقت سراح 6 جنود منهم ضمن عملية تبادل للأسرى عام 1983.
وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة قد احتفظت بجنديين صهيونين، هما يوسف عزون، ونسيم شاليم، أحدهما من أصل هنغاري والآخر يهودي من أصل مصري، مقابل مساعدتها على نقل الجنود في تلك العملية.
وفي 11 يونيو/حزيران 1982 أسرت القيادة العامة الرقيب أول "حازي يشاي" وهو يهودي من أصل عراقي، خلال معركة السلطان يعقوب حينما كان يقود إحدى الدبابات ضمن رتل من دبابات الاحتلال الإسرائيلي، فضلّ طريقه وأُصيبت الدبابة وحاول يشاي الفرار، لكن القيادة العامة تمكنت من أسره.
ووفقا لاتفاق التبادل أُطلق سراح 1155 معتقلا في سجون الاحتلال الاسرائيلي ، وشمل الإفراج 118 أسيرا تم اختطافهم أثناء التبادل مع حركة فتح عام 1983 من "معسكر أنصار"، و154 أسيرا تم نقلهم من المعتقل نفسه الى معتقل "عتليت"، خلال خروج قوات الاحتلال الإسرائيلية من جنوب لبنان، و883 معتقلا كانوا أصلا في سجون الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، وفي المقابل أُخلي سبيل الجنود الصهاينة الثلاثة.
وكان ضمن الأسرى المحررين 99 أسيرا من دول عربية، و6 من دول أخرى من بينهم الياباني كوزو أوكوموتو، قائد عملية مطار اللد يوم 30 مايو/أيار 1972، الذي طالب الكيان الإسرائيلي مقابله بـ100 أسير، لكن قوبل عرضها بالرفض، وأصرت القيادة العامة على تحريره.
وشملت الصفقة أيضا فلسطينيين من مناطق 1948، وأسرى من الضفة الغربية وقطاع غزة، وكان من بين الأسرى الشيخ أحمد ياسين (مؤسس حركة "حماس" فيما بعد).
صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011
لم تسفر سنوات من المفاوضات عبر أكثر من وسيط بين الاحتلال الاسرائيلي والجانب الفلسطيني في تحرير شاليط على الرغم من بذل الكيان الإسرائيلي جهودا كبيرة لذلك، عبر قنوات مختلفة، وشنت حربا على القطاع في نهاية عام 2008 ومطلع عام 2009، لكنها لم تفلح في الوصول الى مكان الجندي الأسير.
وبعد أكثر من 5 سنوات قضاها شاليط في الأسر، اضطر الاحتلال الإسرائيلي يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول 2011، الى الرضوخ للمطالب الفلسطينية في صفقة تبادل تاريخية، عبر الوسيط المصري، أطلق عليها "وفاء الأحرار" كانت هي الأضخم بين صفقات المقاومة كافة على المستويين الفلسطيني واللبناني.
وتم إطلاق سراح الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، المعتقل في غزة منذ يونيو/ حزيران من عام 2006، مقابل 1027 أسيراً فلسطينياً، تم إطلاق سراحهم في فترتين.
وأثار الإفراج عن عدد كبير من الفلسطينيين، منهم أعضاء في الجناح العسكري لحركة حماس، لا سيما يحيى السنوار الذي أصبح رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة، نقاشاً حاداً في الكيان الاسرائيلي، تبعه تشكيل لجنة معنية بتحديد الخطوط الحمر في مفاوضات التبادل.
انتهى**ر.م
تعليقك