٢٧‏/١١‏/٢٠٢٣، ٥:٠٩ ص
رقم الصحفي: 2460
رمز الخبر: 85303636
T T
٠ Persons

سمات

Dossier

نادري : الكيان الصهيوني لجأ الى التضليل الاعلامي من اجل السيطرة على الراي العام

جدة / 27 تشرين الثاني / نوفمبر / إرنا - قال "علي نادري" المدير العام لوكالة الجمهورية الاسلامية للانباء (ارنا) : ان الكيان الصهيوني لجأ الى نشر أخبار مفبركة ومزيفة من أجل السيطرة على الفضاء العقلي للرأي العام، وذلك بسبب فظاعة جرائم الحرب التي اقترفها على مدى اكثر من أربعين يوماً بحق النساء والأطفال في قطاع غزة المحاصر؛ وذلك بطريقة تجعل قلة قليلة فقط تعلم بهذه المأساة الإنسانية، وهي أن 5 آلاف طفل قد قتلوا في غضون 40 يوما فقط.

جاء ذلك خلال كلمة المدير العام لوكالة "ارنا"، امام المنتدى الدولي بعنوان "الإعلام ودوره في تأجيج الكراهية والعنف .. مخاطر التضليل والتحيز"، الذي بدا اعماله الیوم الأحد في مدينة جدة السعودية، بتنظيم "اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون اسلامي"، وبالتعاون مع امانة المساعدة لاتصال المؤسسي بـ "رابطة العالم الاسلامي".

و أشار نادري إلى بعض التحديات الأخلاقية في العمل الإعلامي،و قال، إن نشر الأخبار المزيفة منها، وفي العصر الرقمي تساعدنا التكنولوجيا على توصيل المعلومات بشكل أسرع ولشريحة أكبر من الجمهور، لكنه بالمقابل فإن الأخبار المزيفة تنتشر بنفس السرعة والسهولة أيضا.

و أوضح أن ظاهرة التضلیل الإعلامي (disinformation)  قد تستهدف مجموعة من الأشخاص، أو شعوب منطقة ما  أو صناع القرار أو العالم أجمع، ومن المتوقع لوسائل الإعلام أن تدعم الناس لمواجهة هذا الضرر و تساندهم.

و تطرق إلى العدوان في غزة و التضليل الإعلامي فيه و قال : خلال الحرب الأخيرة في غزة، لوحظ إنتاج ونشر الأخبار المزيفة على نطاق واسع واستخدامها كأداة غير أخلاقية، وقد كان خبر قطع رؤوس الأطفال المزعوم على يد حركة حماس في الكيان الإسرائيلي المثال الأشهر والابرز على ذلك. لكن و بفضل جهود الصحفيين المحترفين الذين حاولوا التحقق من هذا الخبر، سرعان ما تبين أن هذا الادعاء كذب وعار عن الحقيقة.وإضافة إلى ذلك، روّجت ادعاءات أخرى، بحيث ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي، في روايته حول استهداف مستشفى الأهلي (المعمداني) الواقعة بمنطقة حي الزيتون بمدينة غزة، بأن الفلسطينيين قصفوا المستشفى الخاص بهم عن طريق الخطأ، وهو ما تبين لاحقا أنه لا أساس له من الصحة.

و أكد المدير العام لوكالة الجمهورية الاسلامية للانباء (ارنا)تقع على عاتقنا نحن كصحفيين مسؤولية كبيرة و مهمة. ففي بعض الأحيان يكون من الضروري على وكالات الأنباء ووسائل الإعلام عدم إعادة نشر تقارير وسائل الإعلام الرئيسية( main stream)  دون التدقيق و التحقق منها كماشدد على ضرورةالتعاون بين وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الأخرى  قائلا، يمكن أن يكون هذا التعاون مفيدا ليس فقط من وجهة نظر مهنية فحسب ، بل من وجهة نظر أخلاقية ايضا.

وفيما يلي نص كلمة "السيد نادري" بهذه المناسبة :

باسمه تعالی

المدير المحترم لجلسة النقاش

الزملاء الأعزاء

المشاركون الكرام

تتعدد المؤشرات للتقييم الأخلاقي لوسائل الإعلام في العالم الحديث، وربما يأتي الصدق والحياد وتجنب التمييز العرقي والعنصري والديني والتحيزالجنسي على رأس هذه القيم. وبالتالي فإن الإعلام الذي يقدّر هذه القيم لن يشجع أبدًا على العنف والكراهية لأن العديد من أعمال العنف والكراهية متجذرة في التمييز والظلم.

وهذا هو السبب الدقيق الذي يجعل العديد من وكالات الأنباء المهنية أن يكون لديها ميثاق أخلاقي بالإضافة الى آلية وأسلوب إعداد الأخبار.

وتعتمد وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) مثل هذا الميثاق الأخلاقي، وكذلك قد وافق أعضاء منظمة وكالات أنباء آسيا والمحيط الهادئ (OANA) على مجموعة من المبادئ الأخلاقية تحت عنوان مدونة الأخلاقيات  لـ "آوانا"، وهي متاحة أيضا على الموقع الإلكتروني لهذه المنظمة. وقد تم ذكر العديد من السمات الأخلاقية لوسائل الإعلام في هذه المجموعة، بما في ذلك الدقة في نقل الأخبار، والحفاظ على الحياد، وتجنب التمييز العرقي والديني والعنصري.

ومن التحديات الأخلاقية في العمل الإعلامي، هي نشر الأخبار المزيفة، وفي العصر الرقمي تساعدنا التكنولوجيا على توصيل المعلومات بشكل أسرع ولشريحة أكبر من الجمهور، لكنه بالمقابل فإن الأخبار المزيفة تنتشر بنفس السرعة والسهولة أيضا.

وعندما يتم نشر الأخبار المزيفة وتكون غايتها الخداع المتعمد لمتلقيها أو التأثير عليهم، فإننا نسميها "التضليل الاعلامي" أو "معلومات مضللة" (disinformation)، وتصبح حينها هذه الظاهرة خطرا.

وقد تستهدف ظاهرة التضلیل الإعلامي (disinformation) مجموعة من الأشخاص، أو شعوب منطقة ما  أو صناع القرار أو العالم أجمع، على أي حال هذه الظاهرة مضرة  ومن المتوقع لوسائل الإعلام أن تدعم الناس لمواجهة هذا الضرر و تساندهم.

وخلال الحرب الأخيرة في غزة، لوحظ إنتاج ونشر الأخبار المزيفة على نطاق واسع واستخدامها كأداة غير أخلاقية، وقد كان خبر قطع رؤوس الأطفال المزعوم على يد حركة حماس في الكيان الإسرائيلي المثال الأشهر والابرز على ذلك. لكن و بفضل جهود الصحفيين المحترفين الذين حاولوا التحقق من هذا الخبر، سرعان ما تبين أن هذا الادعاء كذب وعار عن الحقيقة.

وإضافة إلى ذلك، روّجت ادعاءات أخرى، بحيث ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي، في روايته حول استهداف مستشفى الأهلي (المعمداني) الواقعة بمنطقة حي الزيتون بمدينة غزة، بأن الفلسطينيين قصفوا المستشفى الخاص بهم عن طريق الخطأ، وهو ما تبين لاحقا أنه لا أساس له من الصحة.

وبعد فترة ايضا، تبين أن مروحية الكيان الاسرائيلي أطلقت النار على المشاركين في مهرجان رائيم، وحملت الآلات الدعائية، المسؤولية للجانب الآخر. وبعدها أيضا كشف صحفي أميركي شهير أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف بلدة بيري وادعى أن حماس أشعلت النار في المنازل هناك.

ونأتي ايضا الى أحد أهم الأخبار المفبركة والمزيفة في هذه الأيام من حرب غزة هو الادعاء بالعثور على أنفاق ومركز قيادة لحماس في قبو أسفل مجمع الشفاء الصحي، وهي كذبة أثبتت شبكة "سي أن أن" الأميركية زيفها هذه المرة.

وزد على ذلك العديد من الأخبار المزيفة التي يتم استخدامها بشكل منهجي في الحرب ضد فلسطين.

والسؤال هنا، لماذا تم إنتاج ونشر هذا الكم الكبير من الأخبار المزيفة في وسائل الإعلام طوال هذه الأيام حول حرب غزة؟

الجواب نجده في جريمة الحرب الكبرى التي وقعت قبل أربعين يوماً بحق النساء والأطفال في القطاع المحاصر، والتي راح ضحيتها حسبما تشير الإحصاءات الرسمية أكثر من 13000 ( ثلاثة آلاف ) مدني فلسطيني من بينهم 5000 ( خمسة آلاف ) طفل  جراء القصف الصهيوني في حرب غزة.

ولفظاعة وهول هذه الجريمة، لجأ مرتكبها أي الكيان الصهيوني إلى نشر أخبار مفبركة ومزيفة من أجل السيطرة على الفضاء العقلي للرأي العام بطريقة تجعل فقط  قلة قليلة تعرف عن هذه المأساة الإنسانية، وهي أن 5 آلاف طفل قد قتلوا في 40 (أربعين ) يوما.

نعم، سيداتي وسادتي .. أيها المدراء المحترمون لوسائل الإعلام المؤثرة في العالم/

كانت حرب الأربعين يوماً ضد شعب غزة المحاصر حربا غير مشروعة، احتاجها الكيان الصهيوني لإنتاج أخبار كاذبة ليشرعن وجوده لكن يبدو أن قوة الإعلام هذه المرة منعت المجرمين من الوصول إلى هذا الهدف.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هو كيف يمكن لوسائل الإعلام أن تمنع الأكاذيب أو على الأقل تقلل من تأثيرها؟، الحقيقة هي أنه في معظم الحالات، تم التحقق من الادعاءات الكاذبة وكشفها من قبل الصحفيين المحترفين .لذلك ، تقع على عاتقنا نحن كصحفيين مسؤولية كبيرة و مهمة. ففي بعض الأحيان يكون من الضروري على وكالات الأنباء ووسائل الإعلام عدم إعادة نشر تقارير وسائل الإعلام الرئيسية( main stream)  دون التدقيق و التحقق منها.

ولعل هذا التأثير الهائل، أي التنوير حول الأخبار المزيفة والمفبركة من قبل الصحفيين الذين سعوا إلى أداء مهمتهم المهنية، دفع الكيان الصهيوني إلى استهداف ما يقرب من 70 ( سبعين) صحفيا في حرب غزة، وطبعا كان آخرهم الصحافيين الشهيدين في شبكة الميادين، اللذين سمعنا أخبارهما جميعا وطبعا أعلنا عنه في وسائل إعلامنا.

وربما كان من الضروري، نحن مدراء وأعضاء وسائل الإعلام، بصوت أكثر تعبيرا وقوة أكثر فعالية، أن نتابع ونسعى للحصول على حصانة الصحفيين حتى يتمكنوا من الإبلاغ بأمانة عن هذه الحرب غير المتكافئة.

وعلى الرغم من أن الوقت لم يفت بعد وأنه من الممكن تنظيم حركة عالمية لمكافحة الأخبار المزيفة من خلال تشكيل تحالف وتعاون محترفين ، فإن هذه القمة يمكن أن تكون نقطة انطلاق مناسبة لهذه الحركة العالمية.

وأحيانا أخرى قد لا يكون لدينا مراسل في المنطقة  ليتحقق من الأخبار التي يتم تداولها ونشرها، ولكن يمكننا حل هذه المشكلة من خلال التعاون مع وكالات الأنباء الأخرى.

وفي الاجتماع الأخير للمجلس التنفيذي لاتحاد وكالات الأنباء الآسيوية (OANA)في إسطنبول، تم التركيز بشكل رئيسي على قضية مكافحة الأخبار المزيفة ، التي إحدى القضايا الرئيسية وتحظى باهتمام اتحاد وكالات الأنباء الآسيوية (OANA) الذي تترأسه وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء (إرنا)،وأيضا  تمت مناقشة كيفية التعاون لمواجهة هذا التحدي الكبير والعالمي.

أعلم أنه من واجبي أن أثني على مبادرة اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي ( يونا)، وكذلك المدير العام للاتحاد الاستاذ "محمد بن عبدربه اليامي " لهذا الاتحاد.

أشكركم على عقد هذا اللقاء وتوجيه الدعوة لوسائل الإعلام للدراسة و التحقيق في هذه القضية المهمة.

ويعد هذا اللقاء، الى جانب قمة رؤساء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الذي استضافته المملكة العربية السعودية قبل مدة قصيرة، بمثابة إعلان دعم كبير للمظلومين، كما انه يعد بانتصار اهل غزة الاعزل ، الانتصار الذي نشهده هذه الأيام مع تثبيت وقف إطلاق النار بعد أربعين يوما من المقاومة.

أعتقد أن التعاون بين وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الأخرى يمكن أن يكون مفيدا ليس فقط من وجهة نظر مهنية فحسب ، بل من وجهة نظر أخلاقية ايضا.

وآمل أن يؤدي هذا التعاون الى تعزيز تدفق وسائل الإعلام المستقلة والفعالة في العالم وفتح الطريق أمام شعوب العالم للحصول على معلومات صادقة وحقيقية.

شكرا لكم على اهتمامكم.

انتهى ** ح ع 

تعليقك

You are replying to: .