شوارع مدمرة، مبان مهدمة، وخراب في كل مكان، هذا هو المشهد الذي يرويه في قطاع غزة الذي دمر الاحتلال 60 بالمائة من مبانيه خلال نحو شهرين من الحرب القذرة، وهي النسبة تفوق ما خسرته سورية من المساكن في عامها الرابع من الحرب، حسب الأمم المتحدة.
ويخلق الاستهداف الإسرائيلي الممنهج للبنية التحتية، وشبكات الكهرباء، والمياه، والصرف الصحي، مجموعة من الأزمات المُركبة، والتي تصعب الحياة على الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين يعيشون يومهم الثامن والخمسين تحت نيران العدوان المستعرة.
وارتكب الاحتلال مجازر أدت إلى استشهاد أكثر من 15 ألف فلسطيني، وإصابة عشرات الآلاف إصابات مختلفة، ثلاثة أرباعهم من النساء والأطفال، كما دمرت غاراته الجوية ومدفعيته 300 ألف وحدة سكنية، من بينها 50 ألف وحدة بشكل كلي، وتدمير المدارس، والمساجد، والأسواق، والبلديات، والمؤسسات، والميادين الرمزية. وإلى جانب القصف المُروع، والذي يتم فيه استخدام صواريخ وقنابل للمرة الأولى، وإلقاء ما يزيد عن 40 ألف طن منها على رؤوس المدنيين.
ويخلق القصف الذي يؤدي إلى تدمير الشوارع الرئيسية، وتفجير خطوط المياه، صعوبة في مرور السيارات، أو حتى الكارات (العربيات) التي تجرها الأحصنة والحمير، والتي بات يعتمد عليها الفلسطينيون في تنقلهم بفعل نفاد الوقود.
وقال المتحدث باسم بلدية غزة "حسني مهنا"، أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم خلال العدوان على قطاع غزة سياسة الأرض المحروقة.
ويوم 9 نوفمبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن 50% من المساكن في غزة دمرت في شهر واحد جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر الماضي.
ويهدف الاحتلال الإسرائيلي إلى جعل قطاع غزة غير صالح للسكن، من خلال كثافة القصف، والقوة التدميرية الهائلة التي استهدفت الشوارع والمفترقات والمرافق الأساسية، والخدماتية، كذلك تدمير وتخريب البُنية التحتية، وشبكات الكهرباء، والمياه، التي تساعد الفلسطينيين في حياتهم اليومية.
انتهى**3276
تعليقك