الغرب و الدعم العلني والمتواصل للمجرمين ..أين القيم الإنسانية؟

طهران/9 كانون الاول/ديسمبر/ارنا- ارتقت البشرية في فترة زمنية مهمة في تاريخها بإنجازات وتطورات كبيرة في وسائل الاتصال والنقل والتقدم التكنولوجي والذكائي الهائل وغزو الفضاء وما الى هنالك من انجازات يتغنى بها ، لكن وبالمقابل هبط السلوك البشري بالانسانية الى الحضيض ويَتَّم القيم الاخلاقية وشرد الضمائر الحيّة.

لا يمكن تصديق الاحداث التي تجري في ايامنا هذه على ارض فلسطين التي خلقت للسلام وما رأت سلاما يوما، كيف لا فإننا نعيش في القرن الواحد والعشرين الذي يفترض بأن يكون بني البشر فيه على مستوى عال من التقدم الحضاري والرقي الاخلاقي .

ويبدو ان بعض البشر قد كَشّر عن انيابه مطلقا العِنان لروحه الشيطانية بقدر ما استطاعت من وحشية كي تعثو اجراما وعدوانا على مسلخ الاسس القانونية والدولية، ولم يعد المجرم منبوذا او حتى وحيدا في ساحة الجريمة الا انه يتلقى الدعم العلني والمتواصل ليتمادى اكثر واكثر في اجرامه.

هكذا هي الامور هنا على هذه الرقعة الصغيرة من فلسطين المحتلة حيث يبدو ان شياطين البشر بطبيعتهم من الصَّهاينة ومن يدعمهم  قد تفوقوا في شرهم على الشياطين من بني ابليس باشواط بعيدة ، فيقتلون الأطفال الرُّضَّع عَمْدا وعدوانا.

ان مايقوم به الكيان الصهيوني وداعميه سواء بالدعم العسكري او السياسي او حتى بالدعم عبر التزام الصمت وعدم محاسبة او مواجهة هذا الاجرام قد تخطى مصطلح الممارسات الارهابية ليتربع على عرش ممارسة المهارات الشيطانية بإتقان.

وبالتالي فإن توصيف ما يجري من مذابح في فلسطين يستند بالاساس على الأسس الأخلاقية المتينة وليس على الأسس القانونية التي هي ليست سوى بوابة مفتوحة نحو أروقة المحاكم الدولية ودهاليز المنظمات الدولية ومتاهات حقوق الإنسان التي تنتهي عند عصا الفيتو الأميركي الغليظة، وهي متاهات لا تعدو أن تكون في النهاية غير مساحيق باهتة لتجميل الوجه القبيح للاستعمار العالمي المتوحش.

هذا الاستعمار العالمي الشيطاني يواصل اجرامه بوحشية الذي مهما سعى الى خلق مشاهد هوليودية وابتكار سرديات رقمية الا انه يوما بعد يوم تفضحه رائحة جرائمه النتنة و تغرقه في مستنقع اجرامه الوحشي  بحيث طالعتنا مؤخرا لقطات لاخر الصيحات الصهيونية الشيطانية متجسدة في مشاهد مروعة لأطفال مستشفى النصر الرضع غرب غزة.

وقد  أظهرت لقطات تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد صادمة لجثث أطفال رضع متحللة تُركت في مستشفى النصر للأطفال في غزة بعد إخلاء الاطقم الطبية والمرضى قسرا وتحت تهديد السلاح من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي الذي رفض إجلاء هؤلاء الرضع  وتركهم يواجهون مصيرهم بمفردهم.

وتعليقا على هذا الأمر، دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في حادثة ترك خمسة أطفال فلسطينيين حديثي الولادة للموت بعد إخلاء الأطقم الطبية قسرا من قبل الجيش الإسرائيلي من مستشفى النصر للأطفال في غزة.

وقال المرصد في بيان انه تم توثيق العثور على خمسة أطفال رضع موتى وبحالة تحلل في حضانة مستشفى النصر بعد أن تُركوا لمصيرهم منذ ثلاثة أسابيع بما قد يرتقي الى جريمة إعدام مروعة وجريمة ضد الإنسانية.

هكذا هم الشياطين الصهاينة فلا سقف محدد لإجرامهم ، الا ان ما هو اكثر ايلاما في الموضوع هو انه حسبما افاد مدير مستشفى النصر مصطفى الكحلوت للمرصد الأورومتوسطي إنه "وجه نداء بحالة الأطفال الخمسة الصعبة لإنقاذ حياتهم الى المنظمات الدولية بما فيها الصليب الأحمر لكن لم يتلق أي رد."

هذه هي الاخرى ،المنظمات الدولية والقانون الدولي التي كانت على علم بوجود الاطفال الرضع لوحدهم في المستشفى ولم تحرك ساكنا ، تكشّر عن انيابها وتخلع رداء الحمل الوديع، الذي اغدق علينا بكذبهم طوال سنين عن ان هذه المنظمات حامية حقوق الانسان، وانحازت الى المجرم علنا وبكل وقاحة. 

هذه الاحداث الصادمة نذير دمار الانسانية بشكل غير مسبوق، وتجعلنا نتساءل اين دور منظمات حقوق الإنسان وحقوق الطفل في ملاحقة جيش الاحتلال الإسرائيلي لمحاسبته على جرائمه بحق أهالي غزة وخاصة الأطفال الابرياء.

فسلام سلام على انسانية أُعْدِمَت على منابر حقوقية وقانونية ،و وُئِدت في مسالخ رقي الاخلاق الغربي بحيث اصبحت الامور على كوكبنا تسير على النحو الذي تريد، لا بل اكثر فقد اصبح بعض البشر اكثر سوءا منك يا ابليس!!.

انتهى**ر.م

تعليقك

You are replying to: .