وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نقلًا عن مصادر إن جماعة "أنصار الله" اليمنية تشكل تهديدا على التجارة الإسرائيلية في البحر الأحمر. وهدد رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو"، بالتعامل عسكريا مع التهديد القادم من اليمن اذا لم تتحرك الولايات المتحدة والدول الغربية لكبح جماح الحيش اليمني وحركة أنصار الله في صنعاء.
وتحدثت تقارير عن أضرار كبرى ستحلق بطرق التجارة والطاقة العالمية إذا استمر التهديد اليمني لشن هجمات في البحر الأحمر، لما يلعبه مضيق باب المندب وقناة السويس من دور هام ومحوري في سوق الطاقة العالمي وقطاع نقل البضائع عبر السفن، ومن المتوقع ان ترتفع بشكل مضاعف تكاليف النقل، كما زمن العبور والوصول للسفن التجارية.
وأضافت الصحيفة: لكن رغم التهديد والوعيد الإسرائيلي فان خبراء يرون أن خيارات "إسرائيل" في التعامل مع اليمن بشكل مباشر معدومة، وهي سوف تعتمد على خيارات الولايات المتحدة ودول غربية بشكل كامل. تماما كما تعتمد على منظومات الدفاع الأمريكية المنتشرة سواء في البحر أو في الدول العربية لإعتراض الصواريخ والمسيرات اليمنية المتجهة إلى ايلات جنوب فلسطين المحتلة.
وتعهت جماعة أنصار الله يوم السبت، باستهداف كل سفينة شحن متجهة لـ"إسرائيل" بغض النظر عن جنسيتها والجهة التي تديرها، تضامنا مع غزة وحتى يتم إدخال الغذاء والدواء للقطاع.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد "يحيى سريع"، إن أي سفن تتجه إلى الكيان الصهيوني ستكون هدفا مشروعا.
وأضاف: نعلن منع مرور السفن المتجهة للكيان الصهيوني إذا لم يدخل قطاع غزة الغذاء والدواء. وحذر سريع جميع السفن والشركات من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية.
وتابعت الصحيفة: التهديد الذي شكله اليمن على إثر العدوان الإسرائيلي على غزة، أعاد إلى الواجهة مشروع الممر الاقتصادي الهندي الشرق أوسطي الذي يشمل السعودية وإسرائيل ويتجاوز البحر الأحمر، والذي أعلن عنه للمرة الأولى الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، ونظر إليه بأنه مشروع أمريكي مقابل لمشروع الحزام والطريق الصيني. لكن المشروع البديل للبحر الأحمر لن يكون حلا اسعافيا سريعا لـ"إسرائيل" وبعض شركائها التجاريين، اذ يحتاج المشروع الى مدى زمني للتنفيذ، كما أنه يواجه صعوبات وعقبات قد لا تجعله يرى النور قريبا، أو يصبح واقعا أبدا.
السعودية طالبت الولايات المتحدة بضبط النفس حيال أي تعامل أو مواجهة عسكرية مع حركة أنصار الله
وأعلنت الولايات المتحدة عن جهود لتشكيل قوة عسكرية بالشراكة مع بعض حلفائها، لحماية الممرات وطرق عبور السفن في البحر الأحمر، مع ارسال إشارات تهديد واضحة باتجاه اليمن، والمفارقة أن السعودية حليفة الولايات المتحدة في المنطقة، والدولة التي شنت الحرب ثماني سنوات على اليمن، طالبت الولايات المتحدة بضبط النفس حيال أي تعامل أو مواجهة عسكرية مع حركة أنصار الله والجيش في اليمن.
ويبدو أن خلال ذلك أن الرياض لا ترغب في العودة إلى الحرب اليمنية مرة أخرى، كما قد تخشى من تأثيرات مواجهة عسكرية أمريكية أو إسرائيلية ضد اليمن على السعودية، ومشاريع ولي العهد السعودي المستقبلية في المملكة.
وتتحسب تل أبيب وواشنطن من أن تشكل جرأة اليمن في اندفاعها نحو نصرة المقاومة الفلسطينية في غزة، إلى تسابق حركات المقاومة في العراق وسورية ولبنان إلى منافسة اليمنيين، وإلى حذو حذوهم في تطوير أعمالهم العسكرية بشكل اكبر وأكثر جرأة، وأن يشكل اليمنيون نموذجا في الصراع.
ويرى قادة "إسرائيل" أن التردد في معاقبة الجيش اليمني جماعة أنصار الله سيكون بمثابة الباب المفتوح لتدحرج الأعمال العسكرية الانتقامية من "إسرائيل" بسبب عدوانها على غزة.
وهناك عامل آخر مهم يتعلق بارتفاع شعبية جماعة أنصار الله والجيش اليمني لدى الشارع العربي والإسلامي، فقد كشفت التعليقات والمنشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي كثافة التأييد الشعبي ولدى الرأي العام العربي، وحتى من شرائح كانت تخاصم وتنتقد جماعة أنصار الله، للعمليات البحرية اليمنية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
واعتبرها نشطاء ومغردون ومعلقون نوعا من التحرك المطلوب، وتدل على مصداقية عالية للخطاب السياسي المناصر لفلسطين والقدس لدى قادة أنصار الله في اليمن، وطرح تحرك اليمن الفاعل والجريء في نصرة غزة، حالة من المقارنة مع عجز النظام الرسمي العربي عن إدخال كيس طحين أو ليتر وقود عبر معبر رفح للمحاصرين تحت القصف في غزة، وهي مقارنة تحرج الأنظمة العربية أمام شعوبها.
ويرى الشارع العربي اليوم أن اليمن أفقر دولة عربية، وبمفرده، ولوحده، يفرض حصار بحريا على "إسرائيل" في مشهد تاريخي لم يعرفه العرب في تاريخ الصراع منذ أكثر من 75 عاما.
انتهى**3276
تعليقك