وأضاف "مجدي مرعي" في مقابلة خاصة مع "عربي21"" أن "معاناة ذوي الإعاقة الفلسطينيين تتضاعف كثيرا عن غيرهم؛ فهم يواجهون صعوبات لا وصف لها حينما يحاولون الهروب من القصف والهجمات الإسرائيلية، خاصة بعدما يفقدون كراسيهم المتحركة وأطرافهم الاصطناعية والعكازات وأجهزة المشي والسمع الخاصة بهم، فضلا عن أن بعضهم لا يسمع أو لا يرى أو لا يعي ما يجري حوله من الأساس".
وأشار مرعي إلى أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي تستغل واقع ذوي الإعاقة، حيث تتنكر أحيانا بشخصيات ذوي إعاقة يستخدمون أدوات مساعدة كالكراسي المتحركة، أو مصادرة سياراتهم بهدف التنكر والدخول بها للمناطق المستهدفة في مدن ومخيمات الضفة".
وتابع: يعاني الأشخاص ذوي الإعاقة في فلسطين بشكل مباشر من تبعات عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، خاصة ما بعد أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي؛ حيث أصبح المطلب الأول والأخير -كما باقي أبناء الشعب الفلسطيني- هو الحق بالحياة من خلال إيقاف الحرب على قطاع غزة و وقف التصعيد المتراكم على مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية وتختلف معاناة ذوي الإعاقة من حيث أماكن تواجدهم حسب المناطق الجغرافية في فلسطين.
واضاف مرعي: ففي قطاع غزة وبحكم الحصار المفروض عليه وخاصة بعد الحرب التي يشنّها الاحتلال على القطاع، أصبح الإلحاح أكثر بالمطالبة بمقومات الحياة ارتباطا بحقهم في الحياة من خلال المطالبة بالغذاء والماء والدواء، إضافة لمستلزماتهم الصحية اليومية والأدوات المساعدة، فضلا عن باقي حقوقهم بالوصول لخدماتهم وحقهم بالاتصال والتواصل.
وتابع: في القدس، فإن الأشخاص ذوي الإعاقة يعانون بشكل كبير من فصلهم عن مناطق الضفة الفلسطينية وحرمانهم من المواطنة وتلقي الخدمات الحقوقية، بسبب السياسة الممنهجة التي يتبعها الاحتلال في تهويد القدس ومؤسساتها وفصلها عن المجتمع الفلسطيني.
وقال مرعي: بخصوص معاناة الأشخاص ذوي الإعاقة في مناطق الضفة الغربية فتختلف باختلاف مناطق سكنهم سواء في مناطق (أ) أو (ب) أو (ج) حسب التصنيف الجغرافي ما بعد اتفاق أوسلو وفرض واقع سيطرة احتلالية ممنهجة بطريقة تصبح ظروف العيش فيها تُشكّل مأساة ومعاناة، خاصة بما يتعلق بحق الأشخاص ذوي الإعاقة بالوصول للخدمات الأساسية نتيجة لفصل مدن وقرى الضفة الغربية بعد حملة التصعيد التي قام بها الاحتلال، والتي تزايدت بعد الحرب على غزة.
واضاف: أثرت هذه الممارسات بشكل مباشر على حق ذوي الإعاقة بالتنقل والاتصال والتواصل والوصول لمؤسساتهم الإيوائية ولخدماتهم الصحية والتأهيلية خاصة بعد تدمير كامل للبنية التحتية ونصب الحواجز في معظم مدن وبلدات وقرى الضفة.
وقال: هناك تقديرات حقوقية تتوقع إضافة نحو 12 ألف شخص إلى ذوي الإعاقة في أعقاب انتهاء العدوان الإسرائيلي الحالي، لكني أتوقع أن يكون عددهم الحقيقي أكبر بكثير من ذلك بكل أسف.
کما قال:حسب مركز الإحصاء الفلسطيني؛ فقد بلغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة بداية تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أي قبل الحرب مباشرة حوالي 115 ألف شخص 59 ألف منهم في الضفة الغربية و58 ألف في قطاع غزة.
وتابع: مع وجود 58 ألف شخص ذوي إعاقة في قطاع غزة قبل الحرب فإن هناك تقديرات باستشهاد واعتقال وجرح أعداد كبيرة من الأشخاص ذوي الإعاقة، إضافة لتضررهم بشكل كامل بسبب النزوح وغياب أساسيات الحياة.
وقال: للأسف لا توجد هناك أي إحصائيات دقيقة عن عدد الشهداء أو الجرحى أو مَن تم أسرهم في قطاع غزة و ذلك يعود لعدم وجود اتصالات أو إنترنت، إضافة لغياب عمل المؤسسات على الأرض بسبب استهدافها واستهداف طواقمها واستهداف جميع مراكزهم الإيوائية وتشريدهم.
واضاف الأمين العام للاتحاد الفلسطيني للأشخاص ذوي الإعاقة : توجد تقديرات تشير إلى أن أكثر من 60 ألف شخص أصبحت لديهم إعاقات مختلفة وبدرجات متفاوتة، بسبب اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي عليهم.
وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إلى 26257 شهيدا و64797 جريحا.
انتهی**1426
تعليقك