وخلال الاحتفال الذي اقامه حزب الله اليوم الجمعة بمناسبة يوم القادة الشهداء، قال السيد نصر الله، "إننا اليوم نحيي الذكرى السنوية لقادتنا الشهداء، ونشعر بهم أكثر من أي وقت مضى، مشددًا على أن حضورهم أشد تأثيراً وهداية إلى الموقف والطريق والهدف".
وأشار إلى، أن "هذه المسيرة والمقاومة من صفاتها ومميزاتها الأساسية أن علماءها وقادتها تقدموا ليكونوا شهداء وأحياناً مع عائلاتهم الشريفة".
وأردف : في إحيائنا اليوم نشعر أننا أكثر تثبيتاً في ساحة التضحيات عندما نتذكر السيد عباس وأم ياسر والشيخ راغب والحاج عماد؛ مؤكدًا أننا نحن اليوم أقوى أملاً ويقيناً بالنصر الآتي؛ متسائلا، "لو كان هؤلاء القادة الشهداء فينا اليوم كيف كان سيكون الموقف؟ هل كان سيكون الحياد، أم كان سيكون الموقف هو الدعم والإسناد والنصرة والضغط والمساندة لمنع العدو من تحقيق أهدافه؟
ورأى الامين العام لحزب الله، ان "كل من في هذه المسيرة ضحَّى ويضحي"؛ لافتًا إلى، أن "هذه القوافل من الشهداء والجرحى ومن الأهالي الذين هُجروا ودمرت بيوتهم منذ بداية الصراع مع العدو كانت الصفة الأهم أن هؤلاء لم يضعفوا ولم يهنوا مهما كبرت التضحيات وواصلوا الطريق وحفظوا الوصية".
وشدد السيد نصر الله على، أن "هذه التضحيات لا تنطلق من حالة عاطفية أو حماسية أو انفعالية بل انطلقت من منطلق الوعي والبصيرة والمعرفة للأهداف والتهديدات والفرص وصحة وسقم الخيارات الأخرى والجهاد في سبيل الله والتجارة الرابحة معه".
ولفت إلى، أن "العدو الذي يظن أنه بقتله لقادتنا ومجاهدينا أو إخفائه لهم كما حصل مع الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه يمكن أن يدفعنا إلى التراجع ويجعلنا نضعف أو نشعر بالهوان أو نتخلى عن المسؤولية.. فهذا أبداً لن يحصل، وأوضح أن العدوان الذي حصل على مدينة النبطية والصوانة هو تطور يجب التوقف عنده لأنه استهدف المدنيين وأدى إلى استشهاد عدد كبير منهم، هو أمر متعمد".
وأضاف : من الطبيعي في هذه المعركة أن يرتقي شهداء مقاتلون من حزب الله أو حركة أمل وهذا جزء من المعركة المستمرة والمفتوحة، ونحن ننال من العدو حين نستطيع، والعدو ينال منا حين يستطيع؛ موضحاً، "إننا نحن في قلب معركة حقيقية على جبهة تمتد أكثر من 100 كليومتر وارتقاء شهداء من المقاومة جزء من المعركة"، مشيرًا الى، أنه "عندما يصل الأمر إلى قتل المدنيين فإن للأمر حساسيته لدينا، لافتًا إلى أن أهم المعادلات التي صنعت يوم استشهاد السيد عباس الموسوي أن المقاومة بدأت باستهداف المستعمرات في شمال فلسطين المحتلة وبدأت بمعادلة حماية المدنيين، ففي شباط عام 1992 وضعت المقاومة معادلة حماية المدنيين وتكرّس ذلك في تموز عام 1993، موضحًا أنه عندما نستطيع أن نقوم بأي عمل لتحييد المدنيين وحمايتهم يجب أن نقوم به".
ورأى سيد المقاومة، أن "هدف العدو من قتل المدنيين هو الضغط على المقاومة لتتوقف عن مساندة غزة والجواب على المجزرة يجب أن يكون مواصلة العمل المقاوم في الجبهة وتصعيده"؛ مؤكدًا، أن "استهداف المدنيين يزيدنا غضباً وتوسعاً وعملاً في المقاومة، ويجب عليه أن يتوقع ذلك"، ومشددًا على، أن "العدو والصديق سيرى أن هذه الدماء سيكون ثمنها دماء وليس مواقع وآليات وأجهزة تجسس".
كما ذكّر، بان "المقاومة في لبنان تملك من القدرة الصاروخية الهائلة التي يجعلها تمتد يدها من كريات شمونة الى ايلات".
هذا، وأكد الأمين العام لحزب الله، أن كل الضغوط في العالم منذ 7 تشرين الأول كان هدفها ألَّا تفتح جبهة الجنوب لدعم غزة.
وقال : إن استهداف المدنيين لا يمكن أن يترك، واستهداف المقاومة لكريات شمونة بعدد من صواريخ فلق وكاتيوشا كان ردًا أولياً، وأقول للصديق والعدو إن نساءنا وأطفالنا الذين قتلوا في النبطية والصوانة وغيرها من قرى الجنوب سوف يدفع العدو ثمن سفكه لدمائهم.
وفي ما يتعلق بملف المفاوضات غير المباشرة بين العدو الصهيوني وفصائل المقاومة الفلسطينية، أعلن السيد نصرالله، أن “المعني بالتفاوض السياسي هو الفصائل الفلسطينية التي فوضت حماس ونحن لا نتدخل بما يجري في المفاوضات، ولا بخيارات المقاومة”.
وأكمل، أن “هدفنا جميعاً في محور المقاومة كان وسيبقى هَزم العدو في هذه المعركة وعدم تمكينه من تحقيق أي من أهدافه التي وضعها، وإلحاق أكبر الخسائر بالعدو، وخروج غزة منتصرة من هذه المعركة”؛ مشيراً إلى أن “من أهم عناصر القوة المرنة لدى المقاومات الشعبية هو الصمود، وصمود جبهات الإسناد سواء العسكري الميداني أو السياسي اللوجستي”.
انتهی**2054 / ح ع**
_________________________
المصدر/ العهد + المنار
تعليقك