١٠‏/٠٣‏/٢٠٢٤، ١١:٥٥ ص
رقم الصحفي: 1426
رمز الخبر: 85413937
T T
٠ Persons

جامعات نرويجية تقاطع إسرائيل بسبب الحرب على غزة

١٠‏/٠٣‏/٢٠٢٤، ١١:٥٥ ص
رمز الخبر: 85413937
جامعات نرويجية تقاطع إسرائيل بسبب الحرب على غزة

طهران / 10 اذار/مارس/ارنا- قررت مؤسسات جامعية وأكاديمية في النرويج أخيراً وقف التعاون مع الجامعات الإسرائيلية، بعدما زادت الدعوات إلى مقاطعة شاملة للاحتلال>

وكان لافتاً بعد 7 أكتوبر اتخاذ الحكومة النرويجية، على غرار ما فعلته حكومات أيرلندا واسكتلندا وإسبانيا والبرتغال، مواقف مختلفة عن السياق العام للدول الأوروبية التي اتهمت المجتمع الفلسطيني بتنفيذ إساءات واستهدفت جالياته والمتضامنين معه للجم تحركات الوقوف مع غزة في بداية الحرب.

وطالبت أوسلو مع دول أخرى في القارة العجوز بإنهاء الحرب فوراً ورفض مقاطعة تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والسلطة الفلسطينية ومشاريع مجتمعية في الضفة الغربية.

وجاء قرار وقف التعاون مع جامعات إسرائيلية بعد توقيع مؤسسات جامعية وأكاديمية فلسطينية ونرويجية، بينها جامعة "بوليتكنك فلسطين" والكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في غزة، ومركز "لينك" للتطوير الأكاديمي والاختراع، وجامعة أوسلو وجامعة "أوسلو متروبوليتان"، عريضة دعت إلى الوقوف إلى جانب مؤسسات التعليم الفلسطينية، علماً أن دعوات مقاطعة مؤسسات التعليم الإسرائيلية ليست جديدة في النرويج، إذ وجهت رسائل مماثلة عام 2021 وأخرى دعت الجامعات الأوروبية إلى تعزيز التدريس والتعلم العالي في فلسطين.

وأثمر ذلك مشروع تعاون بين جامعة أوسلو وجامعة "بوليتكنك فلسطين" في الخليل وبين الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في غزة وجامعة "أوسلو متروبوليتان". ثم أوقفت الحرب على غزة المشروعين.

وفي 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، نشر المجتمع الأكاديمي النرويجي، في نشرة "خيرنو" المتخصصة بالأبحاث، تقريراً تفصيلياً تضمن أسماء جامعيين فلسطينيين جرى استهدافهم مع تحديد مؤسساتهم، كما جرى تعزيز المعلومات بصور لشهداء اغتيلوا.

وخلال الأسابيع الأخيرة، توسّع انضمام أكاديميين نرويجيين إلى الجهود الفلسطينية والأوروبية المبذولة لفرض مقاطعة على المؤسسات التعليمية الإسرائيلية وأعلنت جامعات نرويجية أنها ستوقف برامجها للتبادل المعرفي مع الجامعات الإسرائيلية.

وكان نحو 939 باحثاً وأكاديمياً من مجموعة دول الشمال (فنلندا والسويد والنرويج وأيسلندا والدنمارك) أصدروا، في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بياناً دعا الأكاديميين في أنحاء العالم إلى عدم الوقوف مكتوفي الأيدي في وجه العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين وتجميد التعاون التعليمي والبحثي مع أكاديميات الاحتلال.

ومنذ ذلك الحين، تصاعدت الدعوات والتحركات لمقاطعة الاحتلال ومؤسساته التعليمية واثمر التفاعل الأكاديمي النرويجي قرارات إعلان الجامعات النرويجية الأربع أخيراً قطع علاقاتها مع إسرائيل بسبب ارتكابها إبادة جماعية في غزة.

ورحبت "الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل"، التي تأسست بمبادرة من أستاذ جامعة "بوليتكنك الخليل" محمد التيميي عام 2004، بفسخ جامعة "أوسلو متروبوليتان" وجامعة جنوب شرق النرويج وجامعة بيرغن وكلية بيرغن للهندسة المعمارية اتفاقات تعاون مع جامعات إسرائيلية تعتبرها متواطئة في ارتكاب إبادة في غزة.

وقدمت هذه الجامعات إثباتات على أن نظيراتها الإسرائيلية تشارك فعلياً في تعزيز المجهود الحربي لجيش الاحتلال وبينها جامعة بيرغن التي بررت وقف تعاونها مع أكاديمية "بتسلئيل" للفنون والتصميم بإنشاء هذه الأكاديمية ورشة عمل في الحرم الجامعي لتصميم وخياطة الزي الرسمي للجنود الإسرائيليين وعتادهم.

بدورها، أعلنت جامعة جنوب شرق النرويج وقف علاقاتها مع جامعة حيفا وكلية "هداسا"، وقالت: "نريد أن نعطي رسالة واضحة تفيد بأن الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة غير مقبولة وتقوّض الأسس الديمقراطية لمهام الجامعات".

ولا شك في أن تنامي الدعوات الأكاديمية في الدول الاسكندنافية وجد أيضاً دفعة قوية بعدما اتخذت محكمة العدل الدولية موقفاً اعتبر أنه "من المحتمل ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية".

وفي 7 فبراير/ شباط الماضي، وقع نحو 1200 من الطلاب وأساتذة الجامعات في النرويج على عريضة دعت مؤسسات التعليم الوطنية إلى مقاطعة أكاديميات الاحتلال الإسرائيلي، ما عكس توسّع النظرة إلى أن "الجامعات الإسرائيلية متواطئة مع نظام الاستعمار الاستيطاني وجيش الاحتلال والفصل العنصري".

وكانت الأكاديمية النرويجية في جامعة "أوسلو متروبوليتان" البروفيسور هيغي هيرمانسن قادت مع نحو 110 من زملائها وزميلاتها في مجتمع الأكاديميات النرويجي حملة لجعل مقاطعة دولة الاحتلال شاملة.

وتُبذل جهود أكاديمية حالياً لشرح منهجية تدمير الاحتلال الإسرائيلي البنى التحتية التعليمية في فلسطين وتجاهل تل أبيب عموماً توجيهات محكمة العدل الدولية الخاصة بسكان غزة وتطبيقها سياسة التجويع المتعمد والعقاب الجماعي.

وبالطبع، لا تمر "خسائر" دولة الاحتلال في المجتمعات الاسكندنافية، خصوصاً في الجامعات التي بقيت لعقود أماكن مفضلة لترويج السردية الصهيونية واجتذاب مؤيدين للاحتلال، من دون تنفيذ لوبيات صهيونية حملات تشويه وترهيب في حق الجامعيين، وبينهم شخصيات مرموقة، بحجة "معاداة السامية".

وفيما لم تعد التهمة الأخيرة مجدية مع انضمام مزيد من يهود أوروبا إلى حملات التضامن مع فلسطين، يستخدم اللوبي الصهيوني تهمة "دعم إيران" ضد الجامعات المقاطعة. ويُطلق على هذا اللوبي الصهيوني اسم "مراقب الأكاديميا الإسرائيلي" المكلف تنفيذ حملات لمراقبة وترهيب المستوى التعليمي والأكاديمي في الغرب من أجل فرض ما يشبه "مقصات رقيب" لإسكات انتقادات الجامعات لدولة الاحتلال وترسيخ فكرة المجتمع الفلسطيني السيئ.

وقالت مديرة جامعة جنوب شرق النرويج بيا سيسيلي بينغ يونسون: "تأثر مسؤولو الجامعة باستهداف إسرائيل المدنيين والبنى التحتية في غزة، وإيصال الوضع الإنساني إلى الكارثة، والاستمرار في تجاهل تصريحات محكمة العدل الدولية" ووصفت الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة بأنها "غير مقبولة".

إلى ذلك، برر مجلس جامعة "أوسلو ميتروبوليتان" قرار تعليق الاتفاقات مع الجامعات الإسرائيلية في 13 فبراير الماضي بالقول إن "الحرية الأكاديمية تستدعي أن تكون الجامعات مستقلة، وتحافظ على دورها المهم للمعرفة في دعم مجتمعات الدول والمناطق التي تواجه حروباً وصراعات وأزمات".

في كل الأحوال، لا يرتبط توسّع الوعي في المجتمع النرويجي الأكاديمي بلون حكومة أوسلو التي يقودها حلف يسار الوسط، بل بعلاقته القديمة مع القضية الفلسطينية. وقد سئم نرويجيون كثيرون من تهرّب تل أبيب طوال ثلاثة عقود من اتفاق أوسلو للسلام.

وتلعب شخصيات سياسية مرموقة ومحترمة في الشارع النرويجي دوراً رئيساً في نقل حقيقة ما يجري في فلسطين إلى المجتمع، ومنهم على سبيل المثال وزير الخارجية السابق ورئيس مجلس اللاجئين النرويجي الحالي يان إيغلاند وأيضاً الطبيب النرويجي مادس غيلبرت الذي فضح مع زميله الجراح إريك فوس القصة السردية لوصف المجتمع الفلسطيني بأنه سيئ.

ولا شك في أن تغييرات عميقة بدأت تحدث منذ بداية الحرب على غزة في غالبية شوارع المجتمعات الأوروبية، حيث يرفض الجيل الشاب محاولات ترهيبه لثنيه عن اعتبار الاحتلال دولة "أبارتهايد" والدعوة إلى فرض عقوبات عليه ومقاطعته كما حصل مع جنوب أفريقيا سابقاً.

المصدر: العربي الجديد

انتهی**1426

تعليقك

You are replying to: .